اعترافات بنات المشاهير

سؤال طرحه أحد المواقع النسائية على شبكة الإنترنت... هل الفتيات اللاتي شاءت الأقدار أن يولدن لآباء مشهورين، يكون سلوكهن ونهج حياتهن متسقًا مع الشهرة وعظمة آبائهن؟ هل يكون ميراث شهرة وعظمة الأب سندًا ودافعًا للابنة على النجاح؟ أم يكون حملاً ثقيلاً ومرهقًا؟!

في بداية حديثها للموقع النسائي الإلكتروني على شبكة الإنترنت، تقول «باتي ديفيز»، ابنة الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأميركية «رونالد ريجان»، إنها كانت في الخامسة من عمرها حين أدركت أنها ابنة لرجل مشهور، وكان ذلك في مدينة ملاهي «ديزني لاند» بصحبة والديها، حيث تجمهر حولهم عدد كبير من الناس، بعضهم يمسكون بأوتوجرافات ويطلبون توقيع أبيها رونالد ريجان، الذي كان حينئذ يمارس مهنة التمثيل في مسرح «جنرال إليكتريك».

تقول «باتي»: أذكر أنني في هذا الموقف نظرت إلى وجه أبي الوسيم، وشعرت بالخوف؛ لأنني تصورت أن هؤلاء الغرباء سيسرقونه مني... كان ارتباطي بأبي قويًّا... وكنت أفتقده كثيرًا حين يغيب عن البيت، وكلما ازدادت شهرته وازداد انشغاله كنت أشعر بالشوق إليه أكثر.

وتضيف «باتي»: في الرابعة عشرة من عمري انتخب والدي عمدة لولاية كاليفورنيا، وشعرت وقتها بأنه ذهب إلى حيث لا عودة، فالسياسة عشيقة لا ترحم، ومطالبها من العشيق لا تنتهي، ولمدة ثمانية أعوام كنت أشعر أن «كاليفورنيا» هي الابنة الأخرى التي شاركتني أبي.

خلال تلك الفترة التي عمل فيها «رونالد ريجان» عمدة لولاية كاليفورنيا، عاشت الابنة «باتي» مرحلة من الغضب والرفض الشديدين، وكانت فظة الطبع كثيرة البكاء والشكوى، وساءت كثيرًا علاقتها بأبيها، وكثيرًا ما كانت توجه له الكلمات الجارحة التي تشعره بالحرج.

وعندما رشح «رونالد ريجان» رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية عام 1981م، تزايدت حدة طبع الابنة «باتي»، وساءت علاقتها بأبيها أكثر وأكثر في البيت الأبيض، حيث كان يعمل صباحًا ومساء، ولم تره إلا مصادفة في طرقات البيت، والشيء الذي جعل علاقتها بأبيها تسوء أكثر وأكثر هو شعورها أن «أميركا» أصبحت الطفل المدلل لوالدها.

تبدي «باتي» ندمها بالقول إنها استغرقت وقتًا طويلاً لكي تفهم معنى المجد والشهرة، وإنها طوال الوقت كانت في حقيقة الأمر هي التي هجرت وأساءت إليه، ولم تعد إليه وهو مريض ويستعد للرحيل عن العالم.

جدير بالذكر أنَّ «باتي» تعكف على تأليف كتاب عن والدها عنوانه: «الأب الذي لم أعرفه والأب الذي أعرفه الآن»