حبيبي لا يشعر

 

سيدي لقد قررت أن تختار شريكة حياتك بطريقة تقليدية بحتة، وبمواصفات خاصة ومحددة، وكان من أهم شروطك لترتبط بفتاة أحلامك، أن تكون مُوظّفة، وتتحمّل مسئولية المنزل، وألا تُرهقك بطلباتها ولا بمشاغلها ولا بمشاكلها، فلا تتذمّر أو تشتكي، حتى تدعك تستكمل دراساتك العليا، وتتفرّغ لبناء مستقبل مشرق ومزهر والوعد بحياة وردية، وتم اختياري، ووافقت على شروطك، وأنا بكامل إرادتي ودون أي ضغوط.

وكنت أعتقد بأني سعيدة الحظ، وكانت تسبقني رغبتي في الاستقرار وتكوين أسرة، بجانب قناعاتي بأن التضحية واجبة، وبأن الحياة كفاح ومشاركة وتعاون لتحقيق الطموحات المشتركة، وبالفعل استمرّتْ حياتنا، وفهمت طباعك، وأبعدتك عن أي شكوى وأي تذمر، مهما شعرت، ومهما تألمت، ومهما عانيت، وأنجبت، وتعبت، وأنت لا تشعر، أو بالأحرى لم أجعلك تشعر بأني مرهقة طوال النهار، بين أعباء المنزل واحتياجات ابننا ومتطلبات الوظيفة، ولم تكن لدي القدرة على أن أطلب منك أن تستقدم من تساعدني في أعمال المنزل، حتى تتمكن من أن تدخر للمستقبل الزاهر، الذي وعدتني به، كل ذلك وأنت لا تشعر، كنت أسهر معظم الليل لإنهاء أعبائي المنزلية، وأقوم مبكرًا لإطعام طفلي واصطحابه للمدرسة، ثم أذهب لعملي، وأعود لأعدّ الغداء، فأنت لا تحب الطعام إلا من يدي، وبجانب كل ذلك لابد أن أعتني بمظهري وبجمالي في الوقت المتبقي، وأنت لا تشعر، فيكفيك أعباء عملك، ولم تكترث مرة بمشاعري، ولم تعتبرني يومًا جزءًا منك، أشعرتني بأن كل ما تريده مني طاعتك، والمثول لسلطتك ورغباتك، والسير وفق خططك التي رسمتها لتحقيق ذاتك، وليس من أجل أسرتك، فأنت تستكثر حتى الدعم النفسي، وتستنكر حتى حقوقي العاطفية، وتتجاهل أنوثتي وحاجتي للتقرب منك.

كنت تجهل أني بشر، وأتعرض في يومي لكثير من الانفعالات السلبية التي تؤثر عليّ، وكم شعرت وأنت لا تدري بالوحدة المصحوبة بالحزن، وحاجتي لمن يساندني ويدعمني ويخفف عني، ولكنك لم تعرف ذلك، ولم تهتم سوى بعملك ونفسك لتتحقق طموحاتك وأهدافك وأحلامك، لم تقف يومًا بجانبي كشريكة حياة، ولم تمنحني الحب ولا التفاهم، لم تشعرني يومًا بأنك سعيد، ولم أشعر يومًا بأني أنثى، لم تتقرب مني، ولم تشعر بمشاكلي، وكل يوم كنت تبتعد عني وعن طفلنا أكثر دون أن تشعر..

لم تشعرني بحنانك وعطفك، ولم تشعرني بقيمتي وأهميتي لديك كزوجة، ووليفة، وعشيرة، وشريكة، وحبيبة.. لم تسألني يومًا عن حالي وحال ابنك، وكيف أدبّر أموري..

أخبرني بالله عليك بعد كل ذلك، هل تعتقد بأني سأظل طوال حياتي أنتظر الحياة الوردية التي وعدتني بها؟! وإلى متى سأظل أتحمّل مسئولية كل شيء دون أن تقدّر وتشعر وتحس، لتشاركني وتساندني وتدعمني يا شريكي العزيز..

 

 

همس الأزاهير

كم أتمنى قربك!!
كم أتمنى سماع نبضات قلبك!
أن أشعر بخوفك عليّ من عينيك
رؤية شفتيك وهي تحادثني
وأن أتمكن من رؤية جمال ضحكتك
رؤية ثورة غضبك وحنانك اللا محدود

غالية

 

أنين المشاركة

المشكلة في الرجل الذي يأخذ ولا يُعطي، والذي يظلم الزوجة بخداعه لها، فالمرأة تبحث عن رجل تضع ثقتها فيه، لكن للأسف نحن نعاني اليوم من ظاهرة تفشي «أنصاف الرجال»، والرجولة في عالمنا قيمة وشهامة ومروءة وصدق ووفاء، وإن لم تتوافر هذه «الرجولة»، فمن الطبيعي أن يفشل الزواج.

د.أحمد المجذوب