التلقيح الصناعي .. هل نعلّق آمالاً كبيرة عليه؟

لا تزال نسبة نجاح التلقيح الصناعي منخفضة، كما تحيط به الكثير من المخاوف الطبية، نطلعك على أدق التفاصيل، وأكثرها صراحة.


أصيبت سارة، ناشرة عمرها 40 عامًا، بإحباط شديد حين فشلت دورة التلقيح الصناعي الأولى لها في سبتمبر الماضي، ولم تستطع التوقف عن البكاء تقول: «أقنعت نفسي أنني لا بد أنني فعلت شيئًا ما أدى إلى فشلها، كانت تلك أسوأ مرحلة في حياتي، ورغم إنفاقي لـ 13.000 جنيه إسترليني دون الحصول على نتيجة، إلا أنني مصممة على المحاولة مرة أخرى».


في عام 2007، حسب آخر الإحصاءات المتوافرة من هيئة علم الأجنة والإخصاب البشري، تم إعطاء أكثر من 46.000 علاج للتلقيح الصناعي لأزواج غير قادرين على الإنجاب، وكان هذا الرقم يبلغ 7000 فقط عام 1991-أي زيادة بنسبة سبعة أضعاف تقريبًا- والسبب الرئيسي الذي يشير إليه الخبراء لهذه الزيادة هو تأجيل الإنجاب من قبل النساء.

كلفة عالية
يكلف التلقيح الصناعي الخاص حوالي 6000 جنيه إسترليني للدورة الواحدة، ولكن منذ أن أدخلته الحكومة علاجًا مجانيًا في هيئة الخدمات الصحية في العديد من المناطق، أصبح هناك طفل من كل 50 طفلاً في بريطانيا يتم الحمل به بصورة صناعية، لكن بالنسبة للنساء تحت سن الـ 35، تحمل 23-30% فقط منهن في نهاية الدورة، وتنخفض النسبة إلى 18% حين تصل المرأة إلى سن 38 عامًا، وإلى أقل من 11% للنساء فوق سن الأربعين.

عيوب ومخاطر
ليس عيب التلقيح الصناعي هو انخفاض نسبة نجاحه فقط، حيث نشرت الصحف عدة مقالات عن المخاطر الصحية له، حيثُ إن أمراضًا مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم بل وحتى العقم المستقبلي هي من ضمن الآثار الجانبية لهذا العلاج، ووجدت الدراسات السابقة أيضًا أن الأطفال الذين تم إنجابهم بطريقة التلقيح الصناعي يعانون من معدلات أعلى من العيوب الخلقية، بما في ذلك شق الحنك، ومشاكل القلب، وأمراض هضمية، وبالمثل تظهر الدراسات أن احتمالات ولادة الجنين ميتا أعلى بأربعة أضعاف في حالات الحمل بطريقة التلقيح الصناعي عنها في تلك التي يتم الحمل بها بصورة طبيعية.. ويقول البروفيسور فيليب ستير من BJOG، وهي نشرة دولية عن التوليد، والأمراض النسائية: «تزيد احتمالية الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وحدوث مشاكل صحية خطيرة إذا كان الحمل بتوأم».

وهناك زيادة الهرمونات التي تحدث أثناء التلقيح الصناعي قد تكون عاملاً مسببًا للسرطان.

حقائق عن التلقيح الصناعي
- عملية التلقيح الصناعي هي مزيج من عدة خطوات تحدث على مدى فترة تبلغ حوالي 25 يومًا.

- اعتمادًا على سبب العقم، تتضمن الخطوة الاعتيادية الأولى مراقبة بويضات المرأة (أو الواهبة)، وإعطاء أدوية الخصوبة، وتساعد هذه الأدوية على إنضاج المزيد من البويضات، مما يعني أنه يمكن جمع المزيد من البويضات لكي يتم تخصيبها.

- يتم جمع البويضات قبل التبويض، عبر المهبل، في عملية تدوم 20 دقيقة، ويجب أن يتم إعطاء المرأة المسكنات، والمهدئات بحيث تكون مرتاحة تمامًا.

- في المختبر، يتم مزج البويضات مع السائل المنوي لإنتاج الأجنة.

أحيانا، حين لا يتم تخصيب البويضة بصورة طبيعية، حين يختلط السائل المنوي بالبويضات، يتم استخدام الحقن المجهري (حقن النطاف داخل السيتوبلازما) لحقن حيوان منوي واحد داخل البويضة، وتترك البويضة الناتجة الملقحة لكي تتم حضانتها في بيئة مسيطر عليها، لتتطور إلى جنين. - تصبح الأجنة جاهزة لوضعها في الرحم بعد خمسة أيام تقريبًا من ذلك، حين تصل إلى مرحلة المضغة السادسة إلى الثامنة، ويتم هذا باستخدام قسطرة عبر المهبل.

- قد يتم أيضًا إعطاء الأم جرعة هرمون بروجيسترون إضافية لزيادة سماكة جدران الرحم، وزيادة فرص زراعة الأجنة بنجاح، ومع قليل من الحظ، ستصبح المرأة حاملاً.

بالأرقام

16 حالة لكل 1000 طفل
احتمالية ولادة طفل ميت، مقارنة بأربع حالات لكل 1000 طفل تم الحمل بهم بشكل طبيعي.

260.000
عدد الأطفال الذين تم الحمل بهم عن طريق التلقيح الصناعي في بريطانيا منذ عام 1978، وهناك أكثر من ثلاثة ملايين طفل أنابيب في جميع أنحاء العالم.

500 مليون جنيه إسترليني
هي قيمة صناعة الخصوبة الآن كل عام، ففي بريطانيا 115 عيادة تخصيب مرخصة.

4000 جنيه إسترليني
الحد الأدنى لتكاليف الدورة الواحدة من التلقيح الصناعي، وقد تصل التكلفة إلى 8000 جنيه إسترليني، وإلى أكثر من ذلك إذا كانت بويضات المرأة الواهبة، أو الحيوانات المنوية للرجل الواهب مطلوبة.

70
سينجح 70 من الأزواج من أصل 100 الذين يحاولون الحمل بصورة طبيعية في ذلك خلال ستة أشهر، وسيحقق 95 منهم هذا في غضون عامين.