إياد نصار: حقّقت حلمي مع يسرا في «خاص جداً»

في سنوات قليلة، أصبح النجم الأردني الشاب إياد نصار رقماً فنياً صعباً ورابحاً في الدراما الأردنية بعد أن تألّق بأدوار صعبة ومركّبة، لفتت إليه أنظار المنتجين والنقّاد بعمقها الدرامي، فوصل للمشاهدين عبر أهم الأعمال الأردنية السورية المشتركة، وعلى رأسها مسلسل «الأمين والمأمون» و«الحجاج» و«الإجتياح» و«أبو جعفر المنصور». موهبته شدّت المصريين إليه، فطلبوه وقدّموا له البطولة في أعمالهم. فشارك داليا البحيري بطولة مسلسل «صرخة أنثى» وغادة عبد الرازق بطولة فيلم «طريق الخوف» ومحمد رياض بطولة فيلم «حفل الزفاف» وخالد الصاوي بطولة فيلم «أدرينالين» ويسرا مسلسلها الرمضاني الحالي «خاص جداً»، ودخل تصوير دور البطولة في مسلسل «الجماعة». «سيدتي» التقته حول هذه الأعمال:

 


 

أحقاً ما يثار عن أن بصمتك الفنية لم تبرز إلا بعد تعاونك مع المخرج التونسي شوقي الماجري في «الأمين والمأمون» و«الإجتياح» و«أبو جعفر المنصور»؟

هو مخرج مبدع ومهم بلا شك. وربما في هذا الإعتقاد والإتّهام بعض الحقيقة، حيث حدث نوع من التكامل الفني الراقي والرفيع بيني وبينه وبين كل طاقم هذه الأعمال الثلاثة التي عملنا فيها جميعاً بكل حب وانسجام وتفاهم. وبالفعل، مسلسلي التاريخي «الأمين والمأمون» معه حقّق لي نقلة حقيقية في مسيرتي الفنية، ثم يليه مسلسلي المصري «صرخة أنثى» مع داليا البحيري الذي شاهده الجمهور المصري وعرف من خلاله فناناً أردنياً شاباً اسمه إياد نصار. فتوالت عليّ بعده الكثير من البطولات السينمائية والتلفزيونية، فاخترت الأفضل منها.

وهنا أحبّ أن أشير إلى تألّقي أيضاً مع المخرج الأردني المبدع محمد عزيزية في «الحجاج» و«عرس الصقر» مع المخرج أحمد دعيبس اللذين قدّماني بقوة محلياً وعربياً عبر رؤيتهما الإخراجية المتجدّدة.

 

لم أهجر الدراما الأردنية

منذ عامين فتحت القاهرة ذراعيها الفنية لك، وأنت متّهم بأنك هجرت الدراما الأردنية مع سبق الإصرار والترصّد لصالح الدراما والسينما المصرية التي تدفع لك أجراً أعلى من أي أجر يدفع لك في الأردن، ما قولك؟

المال آخر اهتماماتي، ولا أنظر إليه إلا من باب أنه أصبح مقياس شعبية ونجاح الفنان، ولا يمكن لأجل أجر مغرٍ أن أقبل دوراً فاشلاً أو مشبوهاً. لهذا، إعتذرت عن المشاركة في أفلام ومسلسلات عالمية، بعد قراءتي لنصوصها التي تتعرّض بشكل غير إيجابي ومضلّل للمسلمين والعرب، فمبادئي الإنسانية والفنية غير معروضة للبيع.

ومسألة هجري للدراما الأردنية غير صحيحة، وما حدث أن نوعية الأعمال المصرية المعروضة عليّ تخدم مشروعي الفني الخاص حالياً أكثر من الأعمال الأردنية التي في معظمها بدوية. وأعترف على صفحات «سيدتي» بصراحة كاملة أنني لا أجد نفسي أبداً فيها، وقد اعتذرت مؤخراً عن بطولة عدّة مسلسلات بدوية سورية وأردنية وحتى مصرية والتي فكّر بعض المنتجين المصريين في خوض تجربتها.


مع عمر الشريف

أنت متّهم أيضاً بأنك ممثل مثير للجدل، بدليل قبولك الجريء لبطولة المسلسل السياسي الضخم «الجماعة» الذي تؤدّي فيه شخصية حسن البنا الإشكالية، مؤسّس الإخوان المسلمين في مصر مع المخرج عادل أديب والنجم عمر الشريف، فهل هو تحدٍّ لقدراتك؟

هل أنا فنان مثير للجدل فنياً؟ أدع الحكم في ذلك للنقّاد والجمهور، إلا أنني شديد الحرص في اختيار أدواري التلفزيونية والسينمائية، وحسن البنا شخصية مهمة ومؤثّرة جداً في المجتمع المصري الحديث، بعد تجديده لمفهوم الدعوة المعاصرة للإسلام. لهذا، المشاركة أغرتني جداً كممثل، بالإضافة إلى ثقتي الكاملة بشركة الإنتاج «غود نيوز» والمخرج عادل أديب والكاتب وحيد حامد ومشاركة النجم العالمي عمر الشريف الذي يشرّفني العمل معه.

 

مع يسرا

وهل تتوقّع أن يشكّل مسلسل «الجماعة» نقلة في حياتك الفنية؟

إن شاء الله. فأنا متفائل به جداً، ولكنني لن أتحدّث في أي تفاصيل خاصة به، وسأترك الحكم للجمهور بعد عرض العمل. وهذا ما حدث مع مسلسل «خاص جداً» حيث أعلنت أنني متفائل به جداً. وها هو يحقّق نجاحاً كبيراً ويعتبر من أهم المسلسلات في رمضان.

ولكن الزحام الشديد لا يحقّق نسبة المشاهدة المتوقّعة للعمل؟

الزحام ليس معناه ألا يشاهد المسلسل. بالعكس، العمل يحقّق نسبة مشاهدة عالية بدليل كمية الإعلانات الكبيرة التي تعرض خلال عرض المسلسل سواء على التلفزيون المصري أو على قناة دبي.

تألّقت مع نجمات عربيات كثيرات، لكن مشاهديك يتّهمونك بتجنّب تكوين ثنائي فني مع ممثلة عربية معيّنة، لماذا؟

الحقيقة أنني ارتحت نفسياً بالعمل مع فنانات عربيات متميّزات. وكنت محظوظاً بعملي مع فنانات مختلفات ورائعات كالنجمة المصرية غادة عبد الرازق في فيلم «طريق الخوف» الذي تميّزت فيه شكلاً وأداءً وطلّة، وتكوّنت شراكة فنية جميلة ومسؤولية مشتركة بيني وبين داليا البحيري في مسلسل «صرخة أنثى»، وتوهّجت بشكل مميّز مع النجمة الكبيرة عبير عيسى في «الأمين والمأمون» مع أني قدّمت معها مشهداً وحيداً فيه، كان من أجمل مشاهد العمل في نظري. وأيضاً النجمة نادرة عمران التي تألّقت معنا كلّنا في «الإجتياح»، وكذلك لارا الصفدي التي شاركت معي في أعمال كثيرة، وتحقّق حلمي بالعمل مع النجمة الجماهيرية يسرا التي طالما تمنّيت العمل معها، وذلك عبر مسلسلها الرمضاني الحالي «خاص جداً» مع المؤلّف تامر حبيب الذي أحبّ قلمه جداً وإخراج تلميذة يوسف شاهين غادة سليم، وأنا متفائل به جداً.

وصدقاً، لم أفكّر بتشكيل ثنائي مع أية ممثلة، فهذا الأمر يجيده الجمهور أكثر مني. وبما أن المشاهدين لفتوا نظري إلى هذه النقطة الهامة، لو خيّرت فلن أختار ممثلة معروفة أو لامعة، وإنما سأختار الممثلة الجيّدة والعميقة فكراً وأداءً والأكثر ثقافة حتى لو كانت جديدة وصاعدة، لكنني كمشاهد وكممثل أحبّ جداً أداء هند صبري ومنّة شلبي ومنى زكي.

وكيف تصف تجربتك مع يسرا؟

تجربة رائعة، فيسرا من أهم الفنانات في الوطن العربي والعمل معها له قيمة خاصة. وبالتأكيد، سيشكّل نقلة هامة في حياتي مثل تلك النقلة التي حقّقتها من قبل في مسلسل «الأمين والمأمون».

 


إكسترا

مع أحمد حلمي

معظم أدوارك جادّة وعميقة اجتماعياً وتاريخياً، لهذا تتّهم كثيراً بأنك فنان متخصّص بالأدوار الصعبة المركّبة، ولا يمكن أن تقدّم الكوميديا أو تنجح فيها. هل هذا صحيح؟

أحد أهم متطلّبات الفن الكوميدي التنويع والقدرة الفطرية على الإضحاك. لهذا، لا ينجح فيه إلا الفنان المغامر. وأنا بصدق شديد، لا أجرؤ على المغامرة بتقديمي اللون الكوميدي غير الناضج عربياً بعد، لاعتماده على عنصر الإضحاك فقط والخالي في معظمه من كوميديا الموقف والفكر الإجتماعي السائد في كثير من أجزاء السينما العالمية.

وعلى الصعيد الشخصي، أنا أحترم جداً تجربة النجم الكوميدي أحمد حلمي الذي أعتبره حالة فنية خاصة وجريئة لإقدامه مؤخراً في فيلمه "آسف على الإزعاج" على إدخال البعد النفسي والإجتماعي بالبعد الكوميدي في قالب فني جميل، لم يكن لينجح لولا أنه مغامر حقيقي في فنه. وإن قرّرت يوماً المغامرة مثله بخوض تجربة الكوميديا، أتمنى أن يتمّ ذلك معه لأنه لا يقدّم إلا العمل الفني المدروس بدقّة كاملة ومتناهية.

 

ما سبب توقّف مسلسل "الجماعة"؟

يعود السبب لنوعية العمل، حيث يحتاج لتحضير خاص لأنه عمل ضخم في كثير من جوانبه. لذا، كان هناك تحضير خاص له من ناحية الديكورات وأماكن التصوير وغير ذلك، إضافة إلى أن الشركة أعلنت منذ البداية أن العمل لن يعرض خلال شهر رمضان.

ومتى سيستأنف التصوير؟

الشركة أعلنت خلال أحد المؤتمرات الصحفية أنها ستستأنف التصوير قريباً. ومن المتوقّع أن يتمّ ذلك بعد عيد الفطر، حيث سنبدأ تصوير المشاهد المتبقّية من العمل.

 

لماذا يتهم زياد نصّار بالغموض حيال حياته الخاصة؟ ولماذا يتجنب اللقاءات الصحفية؟ وهل هو متزوج أم أعزب؟ وهل سيعود إياد إلى الأعمال الأردنية؟ هذا والمزيد تابعوه في العدد 1488 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق.