ديانا حداد على "شفير" فادي حداد

من المؤكد أن ديانا حداد "محظوظة"... قدّمت أغنيتها الشهيرة "ساكن" وتعدّدت المساكن بعد ذلك لتصبح ديانا نجمة ضمن مجموعة أسماء تلمع أحياناً وتخفت حسب المنتج، لكن سياساتها الغنائية السابقة جعلت عمرها الفني يطول ويسجّل حضوراً لا بأس به.

تطلّ اليوم ديانا بأغنية تدعو للتمهّل والاستكشاف خصوصاً بعد أن تقول ديانا "حكمتها" في أغنية (هالمرة مو متل كل مرة.. لا تقول ما قالت ديانا)... اللافت بما جاء على لسان ديانا غناءً أنها تجيد اللهجة الخليجية وتعرّفنا إلى ذلك بأغانٍ سابقة، إلا أن هذه المرّة تحاول ديانا العودة إلى الخليج بعد أن صارت المنافسة على أشدّها في لبنان ومصر ولعلّ عدد المطربات اللواتي يؤدّين الخليجي لسن بالعدد الذي يخيف كما هو حاصل بالنسبة للأغنية اللبنانية أو الأغنية المصرية... أغنية "قالت ديانا" مصوّرة على طريقة "الفيديو كليب" بإداراة المخرج فادي حداد الذي يظهر اسمه اليوم على جميع قنوات الموسيقى لينافس الممثل حسن حسني الذي يظهر اسمه على جميع قنوات الأفلام... فالإسم ليس بالغريب عن الجدل وكاميرته باتت تتعامل مع المطربين وحدها من دون إدارة! هذا ما شاهدته في فيديو ديانا حداد... فإن كان هو يريد أن يخرجها من صورتها المعروفة عند الجمهور، نستطيع القول إنه نجح في ذلك. فنجد آثار الإدارة غير المنطقية تبدو واضحة على ديانا التي استغلّها على مساحة الفيديو بحركات ليست مألوفة عند ديانا التي تبدو أكثر انسجاماً وأكثر قرباً من الجمهور في فيديو آخر بإدارة المخرج وليد ناصيف... فالملابس في أغنية "مجنونة" تبدو طبيعية متوافقة مع ما قدّمته المطربة الشعبية التي لم يدرج اسمها يوماً ضمن فنانات العري أو ما شابه...، تجد اللحن أيضاً أفضل ممّا جاء عليه لحن (هالمرة مو مثل كل مرة)... في هذه الأغنية صوت ديانا يبحث عن الطبقة الموسيقية الصحيحة ليرسو عليها، فيما هي منشغلة في ترداد اسمها لتصل إلى التكرار الممل. والمؤسف أن الطبقة المستخدمة لم تبرز أية جمالية في الأغنية التي كادت أن تكون "مقبولة" لو تمّ التعامل معها بشكل أفضل من حيث البحث عن الطبقة المناسبة لصوت الحداد التي تنجح عادة في مثل هذا اللون والابتعاد عن التسويق المباشر لزجّ الإسم في الأغنية.

 بالعودة للصورة التي ظهرت بها ديانا في كليب "قالت ديانا"، نجد أن حركة يد ديانا على وجهها غير مبرّرة ولا كل المؤثرات التي تبدو من خلالها مدفوعة لفعلها... كحملها للقوس النشاب. ولا تلك العصي التي كانت تحرّك بها الهواء برفقة (ومضات راقصة) بالخلفية تقوم بها محترفة رقص، لنجد أن الفرق بين "الومضة" الراقصة وبين ما تقوم به ديانا ليس له علاقة بالاستعراض لا من قريب ولا من بعيد. نحن في عام 2011 أي أن اللعبة باتت أوضح ولا يمكن أن نتلاعب على جمهور معظمه من فئة الشباب الذين يجيدون فن التعامل مع الصوت والصورة... فعندما نتابع ما تقدّمه القنوات الفضائية و"اليوتيوب" من فنون عالمية نرى المساحة تضيق على استعراض لليد صعوداً ونزولاً، فبينما شاكيرا وبيونسيه يلهبن الجماهير من الشرق إلى الغرب بحركاتهن الراقصة واستعراضاتهن المبهرة نجد من تسمّي نفسها (فنانة استعراضية) وذلك من خلال تحريك يديها شمالاً ويميناً. بالعودة لمنتج ديانا حداد الأخير "قالت ديانا" وبالمقارنة مع أغنية أخرى لها لوجدنا أنها بحركة أقل افتعالية وبخلفية راقصة مقبولة سنجد أغنية "مجنونة" أكثر انسيابية وإقناع من أغنية (هالمرّة)... و(هالمرّة ليست كما كل مرة) للمخرج فادي حداد... فالواضح أنه "مستنزف" وآثار التهالك تبدو واضحة على إنتاجاته الأخيرة، فالاستراحة أفضل من الإنتاج "الانتحاري" الذي يعتمد شأن الكميّة على حساب النوعيّة.