في حفل ختام مهرجان الدوحة السينمائي "ترايبكا"

 



بحضور بعض النجوم وانسحاب البعض الآخر، اختتم مهرجان الدوحة السينمائي "ترايبكا" بدورته الثالثة، حيث حصد المغرب العربي معظم الجوائز، بينما منح الجمهور صوته للمخرجة نادين لبكي في فيلمها الجديد "وهلأ لوين". ولأنّ سرّ اختفائها ما زال غامضاً حتى اليوم، خطفت "السندريلا" سعاد حسني جائزتها بفيلم روى قصة ثلاثة اختفاءات لها لا واحد، أما مصر فنالت نصيبها عن كوميديا ساخرة تناولت حياة الأقباط والمسلمين في مصر. وبذلك أسدل الستار على المهرجان.

بذخ وجهد كبيران بذلهما مهرجان الدوحة السينمائي لهذا العام. ونوعية أفلام خاصة استطاعت أن تحظى باهتمام الجمهور، ولعلّ خصوصية أفلام نادين لبكي دفعته لاختيارها ووضعها في مكانة مختلفة عن الآخرين، وتجلّى ذلك بعد حصولها للمرة الثانية على جائزة "تصويت الجمهور" الأولى في مهرجان تورنتو والثانية في "ترايبكا". من ناحية أخرى، فاز الفيلم الجزائري "نورمال" للمخرج مرزاق علوش بجائزة أفضل فيلم روائي طويل، ورغم استيفاء الفيلم للشروط التي منحته الجائزة، إلا أن حصوله على جائزة أفضل فيلم روائي "عربي" دفعت البعض للاستغراب، خاصة أنه ناطق بالإنكليزية ومن إخراج فرنسي من أصول جزائرية وإنتاج فرنسي، كما حصد الفيلم المغربي "عمر قتلني" على جائزتي الإخراج وأفضل ممثل، وبذلك يكون المغرب العربي قد حظي بمعظم الجوائز الهامة. على صعيد آخر، حقّق فيلم "اختفاءات سعاد حسني الثلاثة" ضجة والذي تمّ عرضه ضمن الأفلام الوثائقية، حيث قدّمت المخرجة رؤيتها الخاصة لحياة "السندريلا" منذ بداياتها وحتى نهايتها الدرامية، معتمدةً في الفيلم على وثائق وأشرطة لم يسبق لها أن عرضت. أيضاً كان فيلم "العذراء الأقباط وأنا" أحد الأفلام التي استحقت جائزتها، حيث استطاع المخرج أن يقدّم فكرة الصراع القبطي -الإسلامي غير المعلن، بشكل سلس وكوميدي لدرجة تعاطف معه كل من حضره، رغم تخوّف المخرج قبيل عرضه من ردّ فعل الجمهور. في النهاية، استطاع مهرجان "ترايبكا" أن يقدّم رؤية مختلفة عن مهرجانات السينما الأخرى، وهو اليوم رغم صغر تجربته قياساً بالمهرجانات العربية الأخرى بما فيها الخليجية، إلا أنه حقّق مكانة على الساحة العربية.

سر تأخر دينيرو
عقب الانتهاء من مراسيم السجادة الحمراء، دخل جميع النجوم لحضور عرض الختام وهو الفيلم الفرنسي the lady، فاجأ النجم العالمي روبيرت دينيرو الجميع بمروره على السجادة الحمراء عقب ساعة من بدء عرض الفيلم، ولمّا استغربنا وجوده سألناه عن سبب عدم حضوره حفل الافتتاح خاصة أنه مؤسس المهرجان، فأجابنا: "لم يدعني أحد لأن أكون في حفل الافتتاح. فحضرت في حفل الختام"، لكنه عاد وضحك مؤكّداً أن جدول مواعيده لم يتفق مع الوقت الذي حدّد ليوم الافتتاح . ثم أكمل دينيرو طريقه إلى قاعة العرض.

مغادرة يسرا
سحب المخرج المصري خالد حجر فيلمه "الشوق" من المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة على خلفية تسريب النتائج، كما تردّد قبيل يوم من إعلانها. بعض المصادر أكّدت لـ "سيدتي" أن عضوة لجنة التحكيم قد أسرّت لصديقتها المصرية بأن المصريين لم يربحوا الجوائز لهذا العام، وأن المغاربة قد استولوا عليها جميعاً. الصديقة المصرية شعرت بالغبن. فذهبت وأخبرت فريقها المصري الذي اعترض على تسريب النتائج قبل أوانها، فرحل منهم من رحل مثل الفنانة يسرا، وبقي منهم من بقي مثل بطلة الفيلم الممثلة روبي.
عقب مروره على السجادة الحمراء، تعرّض الفنان جمال سليمان لهجوم إعلامي شرس وحملة تشويه، وكان الكثير من مواقع "الفيس بوك" وصفحات الجرائد سابقاً اتهمته بالخيانة ونبذوه، معلنين مقاطعتهم الدائمة له بعد اتهامه بشكره لقناة "الجزيرة" على تغطيتها المميزة للأحداث السورية. ولكنّ جمال سليمان شدّد لكل الصحفيين قبيل إجراء أي لقاء بأنه قادم ليتحدّث عن الفن وليس السياسة، وأكّد أنه لم يتحدّث لقناة "الجزيرة" قط أو مع أي محطة أخرى فيما يخصّ الشؤون السياسية في بلده.

55 مليون دولار
استغرب معظم من حضر فيلم "الذهب الأسود" تكلفة إنتاجه والتي بلغت خمسة وخمسين مليون دولار، مؤكدين أن المبلغ أكبر بكثير ممّا قدّمه الفيلم، حيث بدا إنتاجه ضعيفاً قياساً بالرقم الذي أودع فيه، لكنّ البعض رجّح أن وجود النجم العالمي أنطونيو بانديراس في الفيلم هو الذي كلّف هذه الحسبة على اعتبار أن تكلفة نجوم هوليوود عالية جداً.

توزيع الجوائز
وزّعت جوائز المهرجان حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً، رغم أن الوقت المفترض كان الساعة السادسة مساءً كما هو مكتوب في الدعوة الرسمية، معظم الفنانين ذهبوا مرتدين الجينز والثياب الكاجوال لمفاجأتهم بتغيير الوقت، كما ثارت حفيظة الإعلام المرئي لعدم السماح له بتصوير وقائع التوزيع التي حضرها كل من: عمر الشريف وأنطونيو بانديراس. وكانا على درجة عالية من التفاهم والودّ، وكان الشريف قد وزّع الجوائز وألقى كلمته بابتسامة لم تفارق وجهه، رغم المشكلة التي سبق وتعرّض لها على خلفية تعنيفه للصحفية عائشة الدوري مراسلة قناة "الحرة" في دبي.