في مهرجان موازين: وردة تبكي ونجوى تنسحب والشاب خالد ينفي وسرّ إهتمام الوسوف بـملحم بركات

شهد مهرجان موازين الدولي في دورته الثامنة تظاهرة فنية لأكثر من أربعين دولة مشاركة في مهرجان الرباط في المغرب الذي جرى من 15 لغاية 23 مايو (أيار) تحت رعاية العاهل المغربي محمد السادس. السمة الدولية التي اتّصف بها المهرجان تعود لتنوّع الموسيقى العصرية والتراثية والشبابية التي قدّمها على مدار تسعة أيام، والتي عكست مدى تلقّف الشعب المغربي لكافة الثقافات الموسيقية الغربية والعربية على اختلاف إيقاعاتها وأنغامها.

توزّعت نشاطات المهرجان على سبع منصّات (فضاء شالة، منصّة السوسي، أبي رقراق، مسرح منصور، منصّة القامرة ومنصّة النهضة). وقد شهدت منصّة النهضة حفلات الفنانين العرب، نسبة للمساحة الشاسعة التي تتّسع لأكثر من 60 ألف متفرّج.



وردة في الوقت المحدّد

عند الخامسة من مساء يوم الجمعة الواقع في 16 مايو (أيار)، عقد في فندق «الحسان» حيث تقيم المطربة وردة الجزائرية مؤتمر صحافي بدلاً من قاعة المؤتمرات في دار الفنون، نظراً لحالتها الصحية التي لا تؤهّلها لصعود السلالم المؤدّية لقاعة المؤتمرات. بدأ المؤتمر بعدما شكرت وردة الإعلاميين على حضورهم، وقد أضفت على المؤتمر جواً من الفرح والواقعية في ردّها على الصحافيين الذين تمحورت أسئلتهم على توقيعها العقد مع شركة «روتانا»، بحيث أجابت أنها بحاجة إلى «روتانا» كما «روتانا» بحاجة إليها. وعمّا لو كان توقيعها مع «روتانا» جعل الحماس الفني يدبّ في نفس الفنانة ميادة الحناوي التي قامت بدورها بعد أيام قليلة بالتوقيع مع شركة «عالم الفن»، أجابت وردة بعدما استمعت جيداً إلى هذا السؤال المطروح من قبل «سيدتي»: «لا أرى منافسة بيني وبين ميادة، لا في الأمس ولا في الحاضر». بعدها، قدّم أحد الصحافيين لوردة صورة قديمة لحفل كانت أقامته للملك محمد الخامس، فنظرت وردة إلى الصورة قائلة: «ليت الشباب يعود يوماً». وضحكت قائلة: «آه، هذه الصورة قديمة جداً لكنني لا أتذكّر مناسبتها».

وردة على المسرح

كانت طيلة الوقت تعبّر عن حبها وإعجابها بالجمهور المغربي الحاضر والذي لم تفارق أنظاره المسرح قائلة: «الله على هذا الشعب، يا سعادة الملك بيكم». ثم غنّت «لولا الملامة»، «بتونس بيك»، «الوداع»، «حكايتي مع الزمان»، «مالي»، «أكذب عليك». كل هذه الأغاني ولم يرتوِ الشعب المغربي من صوتها، وراح ينادي باسمها طيلة الوقت. واللافت أن الحضور الجماهيري كان منظّماً، إذ لم تحصل أي حادثة شخصية طيلة الحفل. فالكل واقف يستمع ويصفّق بطرب وهدوء، ما دفع بوردة لوصفهم «بالتحفة» قائلة لهم: «والله أنتم تحفة». خلال الحفل، قدّم مستشار الملك محمد السادس، محمد معتصم درع وسام تعبيراً من العاهل المغربي عن الحب الصادق بين الفنانة وجمهورها. بعدها، قدّم لها عمدة الرباط حسن العمراني مفتاح الرباط.



وصول نجوى كرم

لم تكن نجوى كرم على علم مسبق أن نادي المعجبين بها في المغرب قد حضّر نفسه لإقامة احتفال مغربي لها أمام فندق «غولدن توليب فرح». ففي منتصف الطريق، إتصلت بها جيهان إحدى أهم أعضاء نادي معجبيها في المغرب والمنتدبة من قبل المهرجان لمرافقتها طيلة إقامتها في المغرب، تعلمها بالحفل الذي سيقام لها لحظة وصولها إلى الفندق، ولكن، لم تستطع نجوى الهروب أو الإعتذار كالعادة، وكان لا بدّ لها من المثول أمام رغبة المعجبين بها كي لا تقع في نفس المشكلة التي تعرّضت لها في الكويت.

نجوى كرم الوحيدة التي خالفت قانون المهرجان ورفضت إجراء مؤتمر صحافي قبل موعد الحفل، بحجة أنها مرهقة وتريد أخذ قسط من الراحة كونها تريد الإستعداد للحفل شعراً وماكياجاً، علماً أن المؤتمر قد حدّد زمانه بعد وصولها بـ 12 ساعة أي قبل حفلها بخمس ساعات.

غنّت ساعة ونصفاً فقط

غنّت نجوى كرم ساعة ونصفاً فقط، وهذه المدّة الغنائية تعتبر قصيرة جداً قياساً للحضور الجماهيري الكبير من جهة، وكونها الفنانة الوحيدة التي أحيت الحفل من جهة أخرى. فقد كان بإمكان نجوى أن تضاعف مدّة غنائها، لكن المشكلة أن صوتها بدا متعباً بعد فترة قصيرة من إطلالتها ولم يساعدها في الوقوف على المسرح طويلاً.

بعد انتهاء نجوى من الحفل، أقامت مؤتمراً صحافياً عند الثانية عشرة ليلاً لم يحضره سوى خمسة صحافيين بسبب تأخّر الوقت. وهذا لم يكن لصالح نجوى كرم، فبدلاً من أن تقيم مؤتمراً صحافياً في القاعة المخصّصة للمؤتمرات والمجهّزة لهذا الخصوص، أجرت مؤتمراً خلف مسرح منصّة النهضة حيث أحيت الحفل. بعد انتهائها من المؤتمر، إلتقت بنادي معجبيها والتقطت الصور معهم، حتى قبل سفرها في صباح اليوم التالي إلتقت بهم مرّة أخرى عند مدخل الفندق لوداعهم.


سر ضحكة الشاب خالد

مقابل حفل الفنانة وردة الجزائرية، أحيا الشاب خالد حفلاً في منصّة القامرة حضره أكثر من أربعين ألف متفرّج، غنّى فيه لأكثر من أربع ساعات متواصلة. تناقلت الأخبار في اليوم التالي أصداء حفله الذي عبّر عنه الشاب خالد في مؤتمره الصحافي الذي أجراه في القاعة المخصّصة للمؤتمرات في دار الفنون. وقد وجّه الشاب خالد تحية خاصة لمجلة «سيدتي» نظراً للعلاقة الطيّبة التي تربطه بها، قائلاً بأعلى صوته وهو يفتح ذراعيه: «سيدتي»، والإبتسامة على وجهه. بدأ المؤتمر، ودار الحوار في معظمه حول مسيرته الفنية في الدول الأميركية والأوروبية. بعد ذلك، جلس يشرح للحضور أن ضحكته تحمل خلفها الكثير من المواقف الحزينة قائلاً: «ليس من الضروري من يراني ضاحكاً طيلة الوقت، أن يكون واثقاً أني سعيد».

طائرة الوسوف وملحم بركات

وصلت طائرة خطوط المملكة المغربية إلى مطار الدار البيضاء تقلّ على متنها الفنانين جورج وسوف وملحم بركات. بعد ساعة من وصولهما المطار، خرجا فوجدا «سيدتي» بانتظارهما مما فاجأ الوسوف الذي قال: «سيدتي» في كل مكان. قال كلامه هذا وهو يلقي التحية على «سيدتي»، وقد بدا على وجهه الفرح حيث كان يضحك ويمازح الناس الذين يلتقونه في حرم المطار. كما بدا على الفنان ملحم بركات التعب والإرهاق جرّاء وعكة صحية ألمّت به مؤخراً أُدخل بسببها أحد مستشفيات بيروت.

كان الوسوف طيلة الوقت منشغلاً ومهتماً بتأمين الراحة لملحم بركات، بسبب وعكته الصحية. ولم يغادر الوسوف المطار قبل حضور كافة المرافقين له، وظلّ منتظراً داخل السيارة خارج حرم المطار لأكثر من عشرين دقيقة قائلاً: «لن أغادر إلى الفندق قبل أن أطمئن على الجميع.


حفل الوسوف

شهد حفل جورج وسوف ما يقارب الستين ألف شخص ضاقت بهم مساحة ملعب النهضة، فلمّا اعتلى الوسوف المسرح نظر إلى الجمهور بدهشة وقال: «ما شاء الله، الشعب المغربي جميعه هنا». وقد بدا الفرح على وجه الوسوف، حيث غنّى لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة دون توقّف. وعندما سألته «سيدتي» عن شعوره في مهرجان موازين بعد عودته إلى الفندق، ردّ قائلاً: «بجنن المهرجان، والجمهور فاجأني بحفظه للأغاني والتزامه بالحضور. ويكفي أن الجمهور المغربي يعرف تماماً أصول الغناء».

لم يستطع أحد من الصحافة المغربية إجراء لقاءات مع الوسوف، وذلك بسبب عدم حبّه للظهور الإعلامي. وعن حكاية اعتناقه للديانة الإسلامية، صرّح أحد المقربّين منه أن الوسوف بطبيعته يذكر دائماً على لسانه كلمة «لا إله إلا الله»، لكنه لم يعتنق الإسلام رسمياً. فهو لا فرق عنده بين الديانات.

تفاصيل أوسع وصور أكثر في العدد 1473 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.