الحالة الذهنية للسعادة

سلطانة العمري
سلطانة العمري
سلطانة العمري

ما الهدف النهائي الذي يأمل معظم الناس في تحقيقه في حياتهم؟ احتمالات إجابات كثيرة بأنها السعادة. على الرغم من أن الجميع يتطلع إلى السعادة في حياتهم، فإن الكثيرين يعدّونها عاطفة، ويمكن أن تكون عابرة وتستند إلى حدث أو ظرف معين. على سبيل المثال، عندما يطلب منك شخص ما أن تصف وقتاً كنت فيه سعيداً، فعادة ما تتذكر لحظة الاحتفال بشيء، مثل: حفل زفاف، أو عيد ميلاد، أو عندما تكون مع أصدقائك وعائلتك وبشكل عام، فتقيد استجابتك لأحداث أو تجارب معينة؛ ما يشير إلى أن السعادة لا يمكن أن تنشأ إلا من خلال الأشياء أو الأشخاص أو المناسبات.

في الواقع، السعادة هي حالة ذهنية يمكن تحقيقها ببساطة عن طريق اختيار أن تكون سعيداً. وهي تتعلق بما نشعر به في الداخل. السعادة هي إحساس عميق بالازدهار، ليس مجرد شعور ممتع أو عاطفة عابرة، المهم أن نفهم أن السعادة تكمن في تعزيز حالة ذهنية إيجابية. ولخلق الإيجابية في حياتك، تحتاج إلى بناء أفكارك حول قيم، مثل الفرح والامتنان والثقة.

 

 

نحن دائماً على مقربة من السعادة عندما نعيش في الوقت الحالي، متجاهلين محيط الظروف. إنها دائماً فرصة أكيدة بترقب كبير وصبر، وقبل كل شيء، هي نوع من الامتنان واستجابتنا وفهمنا للحياة. الطريقة التي نتوغل بها في الحياة، تتفاعل معها. فهي لحظة ثمينة عندما تكون سعيداً وأنت في أفضل حالاتك.

السعادة هي الاستمتاع بالأشياء الصغيرة في الحياة، فنعيشها بشجاعة وامتنان، ولا يمكن العثور عليها في وسائل الراحة؛ لأنها تجعل الحياة غير مثيرة. على العكس من ذلك، يمكن كسبها بجدية بالمثابرة، لذا على المرء أن يحدد سعادته من خلال التواصل العميق مع الحياة.

ومن مقومات السعادة، يأتي التركيز دائماً على الإيجابية والامتنان؛ إذ لا يوجد شيء اسمه حياة مثالية، وستواجه كلاً من الفرص والعقبات. عندما تواجه تحدياً، انتبه للجوانب الإيجابية. على سبيل المثال، إذا علقت في حركة المرور، فبدلاً من عدها مضيعة للوقت، استمع لأغانيك المفضلة. وبالمثل، عندما ينفد الطعام الذي ترغب في طهيه، استمتع بفرحة تجربة يدك في شيء جديد. عندما تختار التركيز على الجانب الإيجابي للأشياء، فإنك تحقق السعادة.

يساعد تطوير الشعور بالامتنان أيضاً على خلق حالة ذهنية سعيدة. قبل الذهاب إلى الفراش، اقضِ بضع دقائق في التفكير في الأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها. اكتبها في دفتر يومياتك. قم بهذا التمرين لمدة شهر، وسيبدأ عقلك في التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك. يبدأ الدماغ في إنتاج الإندورفين الذي ينتج منه الشعور بالسعادة والنشاط. يمكنك أيضاً اختيار عبارة إيجابية لكل يوم. كرر التأكيدات الإيجابية، مثل: "أنا أؤمن بنفسي"، أو "أنا ممتن لما لدي". ستندهش من مدى شعورك بالرضا في نهاية اليوم.