مدرسة سعودية تحارب "النظرة الدونية" لعمال النظافة

قامت ثانوية "الفيصل" للبنين في محافظة خميس مشيط بالمملكة العربية السعودية بمبادرة ترمي إلى إذابة الفوارق الاجتماعية و"الصورة الدونية" التي يتعامل من خلالها البعض مع عمال النظافة، فخصصت برنامجها الإذاعي الصباحي بحيث يكون موجها لعمال النظافة الوافدين إلى المحافظة من بنغلاديش بلغتهم، وذلك بعد أن أطلقت عليهم اسم "أصدقاء البيئة".
من جانبه علق مدير المدرسة محمد عبد الرحمن آل دغيم بالقول إن هذه المبادرة تأتي في إطار "مسؤولية المنشأة التعليمية التربوية والاجتماعية"، إدراكا من إدارة المدرسة لضرورة تعديل "النظرة الدونية التي يحملها البعض لعمال النظافة" وفقا لوصف المدير.
وأضاف أن هذه الخطوة جاءت ردا على سلوك سلبي يقدم عليه بعض الشباب في تعاملهم مع عمال النظافة حتى أثناء قيامهم بمهامهم في الأماكن العامة وأمام المنازل، فتم اتخاذ قرار بالتنسيق مع بلدية المحافظة لتكريم بعض من "أصدقاء البيئة" بحضور التلاميذ في طابور الصباح.
أما بالنسبة لتسمية عمال النظافة بـ "أصدقاء البيئة" فهو اقتراح تقدم به المشرف على المبادرة، لعل وعسى أن يسهم الاسم الجديد "بتصحيح الصورة أمام الطلاب" وسعيا للتشديد على الدور المهم الذي يقوم به هؤلاء في المجتمع للحفاظ على البيئة والصحة.
هذا ومن المقرر أن ترفع توصية بهذا الشأن للجهات المعنية بهدف اعتماد التسمية الجديدة في الأماكن العامة، أملا بأن يدخل هذا المصطلح في قاموس التعامل الاجتماعي اليومي، "بغرض الوصول إلى درجة عالية من الاحترام والإنسانية في التعامل مع هذه الفئة".
وتماشيا مع روح هذه المبادرة قامت إدارة المدرسة بتكريم 20 "صديق بيئة" تم استقبالهم في المدرسة من قِبل الإدارة وطاقم المعلمين والتلاميذ، ومن ثم انتقل الجمع إلى طابور الصباح حيث بدأ بث البرنامج الإذاعي بمشاركة الطلاب الذين عبروا عن آرائهم حول "ضرورة احترام تلك الفئة من العمال وتقدير جهدهم وعملهم".
كما ألقى مدير المدرسة كلمة رحّب من خلالها بأصدقاء البيئة المحتفى بهم معربا عن امتنانه للجهود النبيلة والمشرفة والخدمات الجليلة التي يقدمونها، متوجها إلى تلاميذ المدرسة ومنوها بأن التعامل الحسن مع العمال قولا وفعلا يعد "تنفيذا لوصية الشريعة الإسلامية التي أمرت بالإحسان إليهم".
أما أصدقاء البيئة فأعربوا عن سعادتهم بهذه المبارة التي وصفوها باللفتة الإنسانية الرائعة، وذلك من خلال مترجم نقل أحاسيس عمال النظافة البنغلادشيين، الذين تلقوا هدايا تذكارية تبرّع بها معلمون وموظفون في المدرسة، أعربوا عن إعجابهم بالمبادرة وحرصهم على المشاركة فيها مادياً ومعنوياً.