"دكتور ابني يقضي الكثير من الوقت على الإنترنت. ماذا عليّ أن أفعل؟" أصبحت مثل هذه الأسئلة من أهم ما يرد الأطباء الذين يعملون الصحة النفسية مع الأطفال والشباب. حيث يستخدم معظم المراهقين حسابات وسائل التواصل الاجتماعي مثل Facebook وInstagram هذه الأيام، وهذا يمنحهم نافذة على حياة الأشخاص المرتبطين بهم، لكن إلى حد يمكنهم استخدام هذه الوسائل من دون التأثير على صحتهم النفسية؟ هذا ما يحدده الخبراء والاختصاصيون. أظهرت دراسات متعددة أن المراهقين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، يفعلون ذلك لأنهم إما يشعرون بالملل، أو يحتاجون إلى الهروب من بيئتهم المادية المباشرة، أو يشعرون بالإرهاق والتوتر، أو بالوحدة، أو لديهم القليل من الأصدقاء أو يحتاجون إلى الشعور بالتقدير. وقد أدى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى تعرض العديد من المراهقين حول العالم إلى الشتائم والمضايقة والإحراج والإذلال والمطاردة والتهديد والوقوع ضحايا للاحتيال. لقد أدى إلى ارتفاع حاد في مشاكل الصحة النفسية للمراهقين مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والأوهام والأفكار الانتحارية وإيذاء الذات.
فوائد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي باعتدال ليس بالأمر السيئ، لهذه الأسباب:
1 - يمكن أن يساعد استخدامها في تعزيز السيروتونين والمواد الكيميائية الأخرى التي تبعث على الشعور بالرضا في الدماغ.
2 - تساعد في رفع الحالة المزاجية للمراهق، حيث ينقر معظم المراهقين على صورة شخصية لأنفسهم وينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي ويشعرون بالرضا عندما يحب الناس منشوراتهم ويعلقون عليها.
صفات المراهق المدمن على وسائل التواصل الاجتماعي
1 – عندما يشعر لأنه مجبر على نشر صور لنفسه عدة مرات في اليوم ثم يستمر في التحقق من حساباته لمعرفة عدد الإعجابات التي تلقاها.
2 - إذا كان يفكر ويتحدث عن وسائل التواصل الاجتماعي معظم الوقت ويخصص أوقاتاً لاستخدامها عدة مرات في اليوم
3 - إذا أهمل أشياء مهمة في يومه، لأجل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
4 - إذا شعر بالإحباط والغضب لعدم تمكنه من استخدامها
5 - إذا أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على دراسته
6 - إذا استمر في التحقق من حساباته أثناء وجوده وتحدثه مع الآخرين
7 - إذا كذبوا بشأن الوقت الذي يقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يتمكن من تقليله.
نصائح للآباء في حال أدمن ابنهم وسائل التواصل الاجتماعي
1 – لا تناقشوه بطريقة عدائية، بل ذكروه أنكم موجودون لأجله، إذا وقع في أي مأزق.
2 - ساعدوه في التخطيط ليومه واتباع الجدول الزمني المحدد
3 - ضعوا سياسة "عدم استخدام الهاتف المحمول" في أوقات مختلفة من النهار والليل. مثل منعها أوقات الوجبات وأثناء مشاهدة التلفزيون واجتماع العائلة ووقت النوم.
4 - دعوا أبناءكم يلتحقون بحصص لتنمية هواياتهم
5 – كونوا أنتم القدوة، وخففوا من استخدامكم لوسائل التواصل كي يحتذي أبناؤكم بكم. تعرّفي إلى المزيد: سبب حب الطفل للأب أكثر من الأم
كم من الوقت يجب أن يقضيه المراهق على وسائل التواصل الاجتماعي؟
لقد وجدت الدراسات أن ثلاثين دقيقة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تساعد في تعزيز الحالة المزاجية للمراهقين، فيما استخدامها لأكثر من ساعتين في اليوم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب. كذلك لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن استخدامها بشكل مسؤول يحولها لمصدر للمتعة والوفاء. من خلال التواصل مع الأصدقاء على مستوى العالم، وكذلك مع الأشخاص الآخرين ذوي التفكير المماثل، ومشاركة الأفكار والبقاء على اطلاع بالأخبار والشؤون الجارية. التعرف إلى الأحداث الاجتماعية وإبراز المواهب والمهارات.
علاج على وسائل التواصل الاجتماعي
1 – لا تترددوا في استشارة طبيب الصحة النفسية، فهذا يساعد المراهق بالخروج بخيارات بديلة للتعامل مع الموقف.
2 – مساعدة المراهق من خلال العلاج السلوكي المعرفي لكشف الأفكار والأخطاء التي يرتكبها في تفكيره. وهذا يساعد على تصحيح السلوك ويؤدي إلى مزاج ومشاعر أفضل. 3 - التعرف إلى مشاعر المراهق وعواطفهم، وتوثيق العلاقة معه؛ كي يفصح عمّا في داخله. ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص. تعرّفي إلى المزيد: كيف أجعل طفلي قيادياً؟