الشاعر محمود نور: اللغة العربية أعادتني إليها في مرحلة ما بعد الثانوية وتخصصت بدراسة آداب اللغة العربية

تملكت اللغة العربية، الشاعر الإماراتي محمود نور، بحبها منذ أن كان طفلاً قبل المرحلة الدراسية.. كل هذا فتح له أبواباً مليئة بالإبداع، ومنها الشعر. حتى نشر أول قصيدة له وكانت في مجلة المدرسة، في عمر السادسة عشرة.


كان الشاعر محمود نور من السبّاقين إلى المشاركة في حملة #لغتي_سيدتي، وقد أهدى الحملة قصيدة باللغة العربية الفصحى، قال فيها:
سَيِّدَتي لُغَتي عُنواني يا نَبْضَ الحُبِّ بألحاني
سَيِّدتي يا لغَةً يَسْمُو برؤاها فِكْرُ الإنسانِ
يا لُغَةَ العِلْمِ ويا لُغَةً للفَنِّ وبَوْحِ الفنَّانِ
سَيِّدَتي لُغَتي مُلْهِمَتي في كُلِّ زمانٍ ومكانِ
يا وجه الحاضر للماضي مُسْتَقْبَلَ هذي الأوطانِ

على الرغم من أن الشاعر محمود التحق في المرحلة الثانوية بالقسم العلمي، فإن اللغة العربية أعادته إليها في مرحلة ما بعد الثانوية؛ حيث تخصص في دراسة آداب اللغة العربية، يتذكّر قائلاً: «يظل أثر النشأة الأولى عميقاً بالنفس فلا تستطيع أن تعرف متى بدأت أنت تشعر فقط بأنك شاعر أو لديك موهبة الشعر، فالمسألة مباغتة، أستطيع أن أشبهها بنمو الطفل الذي لا تشعر بنموه وهو معك.. هي مسألة تلقائية».

الحافز الأكبر

يُرجع محمود الفضل في رعاية قريحته الشعرية إلى الشاعر الأول بالنسبة إليه، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، الذي كان له الفضل الأكبر في تشجيعه، يتابع قائلاً: «كنت كلما أنتهي من نص أعرضه عليه، وكان يشير علي بتعديل أو تغيير أو تصور عن الفكرة أو النص، فهذا كان الحافز الأكبر للاستمرار في هذا المجال. ثم إن دخولي في مجال مراجعة وتدقيق المصنفات الشعرية، جعلني أغوص في الكثير من الدواوين للشعراء، سواء الذين يكتبون بالعامية أو الفصحى، فقد راجعت أكثر من 30 ديواناً».

عرشُ الدنيا

عاش الشاعر محمود تجربةً خاصةً وعميقةً بالنسبة إليه، وهي التي جعلته يجد في نفسه هذه الإمكانية الحقيقية، يستدرك كاشفاً عنها: «هي مسابقة قصيدة اللغز، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في فترات سابقة وامتدت نحو 8 سنوات. وكان مطلوبًا مني مراجعة الردود المشاركة على هذه المسابقة. وكانت الردود تتراوح كعدد بين 18 ألف إلى 20 ألف. فتخيل أن تقوم بمراجعة 20 ألف قصيدة سنوياً لمدة ثماني سنوات. ماذا ستضيف إليك كتجربة؟.. هذه كلها مجتمعة تجعلك تفهم لماذا محمود نور يستطيع أن يكتب متى ما يشاء».
يلاحظ الشاعر نور بأسف، أن المسابقات الأدبية، على الرغم من تنوعها بين القصة القصيرة والرواية والشعر، لكنها متقطعة وأحياناً لا تستمر، يتابع قائلاً: «رسالتي من خلال «سيدتي» أن يتم الاعتناء باللغة من خلال تنظيم مسابقات في الشعر باللغة الفصحى على مستوى المدارس والكليات والجامعات، وعلى المستوى المجتمعي العام، وأن تأخذ اتساعاً أكبر.. فاللغة العربية تربعت على عرش الدنيا لقرون عديدة والباحث عن كنوز هذه الحضارة عليه أن يكون لديه إلمام ولو نسبي بها».


يتمنى نور أن تكون المسابقات من هذا النوع أشمل على مستوى العالم، فسيكون لدينا كم كبير من القصائد والنصوص، نترجمها إلى أعمال فنية كالأوبريتات، يختم لقاءه قائلاً: «قصور الأندلس تعج حقيقة بما يستدعي التاريخ واللغة وجمالها، فمثلاً في قصر الحمراء هناك نحو 53 قصيدة تملأ قصر الحمراء في مبناه الكبير، وفي أبنيته الداخلية تجد الحرف العربي بالبيت الشعري ملتصقاً بجدران قصر الحمراء ومنحوتاً على أبوابه وأقواسه، وفي ممراته وأحواضه».