طبيب الأسرة.. ما دوره وما مدى أهميته؟

طبيب الأسرة.. ما دوره وما مدى أهميته؟
طبيب الأسرة.. ما دوره وما مدى أهميته؟

يتميز طب الأسرة بنجاحه وانتشاره؛ لأنه في المقام الأول يعنى بالمريض، فهو تخصص يؤهل الطبيب لعلاج معظم الحالات المرضية لدى عامة الناس؛ ما يسمح للمريض وجميع أفراد عائلته بالمراجعة لدى طبيب واحد لمختلف الأمراض. «سيدتي» التقت الدكتورة أمل مرداد، استشارية طب الأسرة، لتحدثنا وتعرفنا بشكل أكبر عن طب الأسرة ومهماته.

 


ما طب الأسرة؟


توضح الدكتورة أمل مرداد، أن طبيب الأسرة هو طبيب العائلة من كبيرها إلى صغيرها، الطفل والبالغ، المريض والصحيح الحامل والشيخ... إلخ.


ما الفرق بينه وبين الطب العام؟


الفرق أن طبيب الأسرة يدرس بعد التخرج 4 سنوات زمالة يمر خلالها على جميع التخصصات فيصبح لديه - من كل بحر قطرات يفيد بها مرضاه، «فهم معي دائماً وأنا من يحيلهم إلى مشورة اختصاصي في بعض الحالات».

تابعي المزيد: خفض مستوى حمض اليوريك في الجسم بالنظام الغذائي


بداية طب الأسرة


تؤكد مرداد أن طب الأسرة هو بداية الطب، وقالت «طب الأسرة هو الطب كما ينبغي أن يكون، وهو الطب كما كان منذ الأزل، ومع بداية تطور الطب وتفرعاته، والتعمق في العلوم الطبية والتخصصات الدقيقة، بدأ الأطباء يعون أنهم يفقدون الطبيب الشامل الذي لديه النظرة الكاملة للإنسان كإنسان، الذي يلم بالروح والجسد والحالة الاجتماعية».

وأضافت: «من خمسينيات القرن الماضي، بدأ الأطباء ينادون باستحداث ما يسمى «طب الأسرة»، وأن يطبق بشكل شمولي، ويقدم بشكل مبسط في مراكز الرعاية الصحية الأولية. وكان هو الطب رقم 20 في الولايات المتحدة الأميركية بوصفه تخصصاً معتمداً، وبالفعل ظهرت الحاجة الحقيقية لأن يظهر ذلك في 2 فبراير 1969. وفي عام 1970، أقيم مؤتمر في مؤته ومؤتمر جدة المشهور الذي فيه بدأت كلمات لوضع طبيب أسرة لكل أسرة، والنظرة الشمولية، وتعريف الصحة بأنها حالة من التكامل بين الروح والجسد».


طب الأسرة في المجتمعات العربية


تشير الدكتورة مرداد إلى أنه الرغم من انتشار طب الأسرة في المجتمعات الغربية، فإنه حتى اليوم ما زال في مجتمعاتنا العربية بشكل عام يفتقر إلى كثير من دوره، مع أنه جرى تفعيله بشكل كبير وأساسي في بريطانيا وأوروبا وأميركا الشمالية، وخاصة كندا. هناك لا يكاد أي إنسان يصل إلى خدمة صحية طبية من دون المرور على طبيب الأسرة.

واستطردت: «بدأ الوعي في طب الأسرة يظهر بشكل ملموس خلال السنوات الأخيرة، مع ظهور السوشيال ميديا، وتزايد عدد أطباء الأسرة الذين يعرفون بأنفسهم من خلال الميديا. ومع بزوغ فكرة طبيب أسرة لكل أسرة والمناداة به، بدأ الوعي يتصاعد، والناس تعي أن هذا هو الطبيب الملم بكل حالتهم».


طبيب لكل أسرة


تشير مرداد إلى أهمية أن يصبح لكل أسرة طبيب، وقالت: «هو أمر في غاية الروعة أن يكون هناك طبيب صديق للعائلة يعرف العائلة جميعها، ومشاكلها الصحية والنفسية، ويعرف تركيبة الأسرة الصغيرة، ويستطيع أن يفهم ما يحتاج إليه أفرادها، فمهمته أن يرعى هذه الأسرة وأن ينتقل بها من الخوض في بحر الأمراض إلى الجلوس على شط الوقاية؛ حيث يقيهم من الوقوع في الأمراض، من خلال الوقاية البدائية، والتطعيمات، والفحص المبكر، ويقيهم كذلك من تفاقم الأمراض بعلاجها، ويقيهم من المضاعفات، وعدم تكرار المشكلة، فلديه الوقاية بكل درجاتها».

تابعي المزيد: أسباب وأعراض جلطة القلب.. احفظيها جيداً

الدكتورة أمل مرداد: مهمة طبيب الأسرة أن يرعاها وأن ينتقل بها من الخوض في بحر الأمراض إلى الجلوس على شط الوقاية


توفير المال والجهد والوقت


أشارت مرداد إلى أن المتابعة مع طبيب الأسرة هي لتوفير الجهد والمال والوقت، وقالت: «متى ما أدركت وزارة الصحة ذلك فستجد مزيداً من أطباء الأسرة، وكثيراً من التوعية بجهدهم لكي يرتقوا بالخدمة المقدمة، ويخففوا العبء عن المستشفيات، ويرفعوا مستوى صحة المجتمع ككل ممثلاً في أفراده».

وأضافت: «بعض شركات التأمين الطبي الرائدة أدركت مدى العائد الصحي وحفظ المال العام من الهدر بتفويض طبيب الأسرة أمر منسوبيها؛ فجعلته خط الدفاع الأول للمريض، وما زال الاهتمام بالاستفادة من علم هذا الطبيب وقدراته بحاجة إلى الكثير من الدعم والتطوير من قبل الهيئات والمؤسسات الصحية العامة والخاصة».


ماذا نتوقع من طبيب الأسرة؟


تشير مرداد إلى أن طبيب الأسرة هو الطبيب الذي يقدم الرعاية الصحية الشاملة والمستمرة، مع التركيز على الفرد في نطاق الأسرة بوصفها وحدة اجتماعية من دون التقيد بالجنس أو العمر أو نوع المرض، وهو اختصاص يعتمد على العلوم الصحية والسلوكية والاجتماعية.

ويستطيع طبيب الأسرة تقديم الخدمة الطبية للمريض في بيئته الخاصة، أو في عيادة الطبيب، أو في المستشفى. كما يستطيع التعامل مع جميع المشاكل الصحية مباشرة، والاستعانة بذوي الخبرة والمهارات الخاصة من الزملاء في الاختصاصات الأخرى عند الضرورة.


يتمثل عمل طبيب الأسرة في:

  1. القيام بالأشراف على عيادات طب الأسرة في المركز وخارجه
  2. المحافظة على صحة المجتمع والبيئة
  3. قيادة فريق العمل الطبي بالمركز
  4. العمل على رفع المستوى الصحي للفرد والمجتمع
  5. الإسهام في رفع الرعاية الصحية الأولية
  6. تطوير الأطباء وسير الحركة التعليمية


تابعي المزيد: أسباب الدوخة بعد الأكل تنذر بمشاكل صحية


مفهوم الرعاية الصحية الأولية


هي الخدمات الصحية الشاملة والأساسية الميسرة لجميع الأفراد والأسر في جميع المجتمعات، والمعتمدة على وسائل وتقنيات صالحة عملياً، وسليمة علمياً، ومقبولة اجتماعياً،


دور الرعاية الصحية الأولية


الوقاية الأولية:


منع حدوث المرض قبل وقوعه، كتقديم اللقاحات للأطفال والبالغين للوقاية من الأمراض الوبائية والمعدية، وتقديم المتابعة للسيدة الحامل والتوعية بأسس الحياة الصحية المبنية على بناء جسد صحيح بتغذية سليمة وعقل سليم ونفس وروح سليمة معافاة، ومكافحة الأمراض المعدية والمتفشية، ومكافحة العدوى، والمحافظة على بيئة صحية وآمنة.


الوقاية الثانوية:


منع حدوث مضاعفات الأمراض والإصابات بعد وقوعها، بمتابعة المرضى، وتوفير العلاجات الكاملة للأمراض المزمنة، وجميع الفحوصات الطبية اللازمة للتنبه إلى مؤشرات الخطر.


الوقاية الثالثة:


هي للمرضى الذين فعلا أصيبوا بمضاعفات المرض، مثلاً مريض السكر الذي أصيب بجلطات في القلب أو الدماغ، فهؤلاء بحاجة المركز إلى لتقديم خدمات تأهيلية بعد التعافي من الجلطات.

تابعي المزيد: أعراض التهاب المفاصل الصدفي.. أسباب وعلاجات

ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.