كان ذلك اليوم هو الأول لي في عامي الجامعي الرابع، كنت أركض تحت قطرات المطر؛ هاربةً من البلل، ولم أكن أدرك بعد أنني كنت أهرب إليك!

أصوات طرق قطرات المطر على نوافذ المكتبة العملاقة كانت تتداخل، وأصوات قرع كعوب الطلاب والأستاذة داخل محيط المكتبة.. لتخلق ضجيجاً رغم هدوء الجميع..!

كنت أقف حائرة بين الكتابين، حتى أنني لم أنتبه لك وأنت تراقبني أمام الرف المجاور، لم أنتبه، لكنني شعرت بك، وحينها أوقعت ما في يدي فجأة؛ لتأتي مسرعاً وتلتقط أشيائي، فرفعت رأسي في توتر، ورحت ألتقط أنفاسي بصعوبة، ويداي تمتدان هنا وهناك.. لأدرك بعد برهة أن لا شيء على الأرض، وأنك قد التقطها جميعها، وبدأت بضحكتك المجنونة، وبالرغم من امتناني لك.. كنت أتمنى أن تتوقف عن الضحك، لكنك واصلت حتى أصبتني بالجنون، فنهضت لأنتزع كتبي من بين يديك بقوة وأمضي بوجه متجهم، بدلاً من شكرك على مساعدتي.

وبينما كنت أبتعد شعرت بصمت يعم المكان، كنت تقف هناك في ذهول، وصمت مطبق...

المزيد:

قراء "سيدتي".. القلوب الدافئة

قصة قصيرة: من يوميات أم تبحث عن الرشاقة

قصة: فتاة تأكل أخيها