مراهق يصرخ: أغش في الامتحانات والسبب أبي

2 صور

معاذ مراهق في الخامسة عشرة من عمره، يدرس في الصف التاسع، أرسل رسالة لـ«سيدتي نت» يقول فيها: تعلمت في المدرسة أن كل إنسان لديه قدرات محددة ومعينة، ولا يمكن أن يتعدى هذه القدرات، وقد كنت أحصل على معدل متوسط في المدرسة؛ حتى أصبحت في المرحلة الإعدادية وتزامن ذلك بانتقالنا لبيت جديد بالقرب من بيت عمي، وهنا بدأ أبي يهتم بدراستي أكثر، ويصمم أن أحصل على الدرجات النهائية في كل مادة، والأهم من ذلك أن الاب يعاقب معاذ عقاباً قاسياً إن حصل على درجة أقل من الدرجة النهائية بعلامة أو علامتين، والسبب في ذلك أنه يقارنه بابن عمي، ويريده أنيتفوق عليه؛ لكي يتفاخر أمام عمه بتفوقه على ابنه.
يتابع معاذ: النتيجة أن حياتي تحولت لمعركة فاضطررت أن أصبح تلميذاً غشاشاً، نعم بدأت أضع عيني في أوراق زميلي الذي يجلس بجواري، وأنقل منه إجابات الامتحانات، وسعد أبي بتفوقي الدراسي، ولكني لست راضياً عما أقوم به؛ لأني أشعر بأني تلميذ غشاش......
إلى هنا هذه الرسالة من المراهق الصغير «معاذ»، والتي توجهت بها «سيدتي نت» إلى الأخصائي الاجتماعي صبحي البيومي، والذي لفت في بداية حديثه أن هذه ظاهرة موجودة للأسف وهي حرص الآباء على تفوق الأبناء؛ للتباهي والتفاخر بهم أمام الآخرين؛ سواءٌ الأقارب أو زملاء العمل أو الجيران، وهم يعرفون جيداً قدرات أبنائهم ومستواهم العقلي والعلمي.
ونتيجة لهذه التصرفات وما تؤدي به إلى شحن نفسية الطالب باستمرار نجد أنه في صراع دائم لم يكن يرغب أن يخوضه، كما أنه يلجأ للغش أو الكذب على الأب بحقيقة درجاته وتزوير شهاداته المدرسية أحياناً، وهي حالات كثيرة تحدث وتؤدي لنتائج تتفاقم، وتتراكم في المستقبل.
وعن النصائح التي يتقدم بها الأخصائي الاجتماعي البيومي للابن والأب معاً فهي:
• على الأب أن يعرف أن هناك تفاوتاً بين القدرات العقلية بين الناس، ولذلك من الطبيعي أن يكون هناك تفاوت في الدرجات المدرسية بين الطلاب الذين يدرسون في سنة دراسية واحدة.
• الطالب الذي يتفوق في مواد معينة من الممكن ألا يمتلك مهارة، أو موهبة متوفرة عند طالب متوسط المستوى التعليمي مثل مهارة الرسم، أو الغناء أو العزف على الموسيقى.
• عليه أن يبحث عن موهبة أو مهارة متوفرة في الابن، ويعمل على تنميتها والنهوض بها.
• يجب على الطالب أن يهتم بدروسه ومتابعتها؛ لأن الذكاء يحتاج لتنمية، ولا يمكن أن يؤدي الذكاء وحده للتفوق بدون المران على المسائل الرياضية بكثرة مثلاً.
• على الطالب أن يلجأ للمعلم في حال وجود بعض الدروس الصعبة والتي لو استطاع أن يفهمها فسيرفع من معدله الدراسي دون أن يلجأ للغش.
• يجب أن يعرف الطالب أن الغش عادة مذمومة ومرفوضة مجتمعياً ودينياً، وأن طريق الغش سيؤدي للفشل عاجلاً أو آجلاً لو انتقل زميله المتفوق من الفصل مثلاً.
• على الأب أن يجلس مع ابنه، ويبحث معه المشاكل التي تواجهه في دراسته بدلاً من أن يكون كالسوط فوق ظهره، فربما هناك مشاكل صحية تحول دون التفوق، وتؤدي لحصوله فقط على مستوى متوسط.
• المقارنة بين الأبناء الأشقاء تكون ذات نتائج سلبية، فكيف عندما تكون بين الجيران والأقارب ممن هم من نفس السن والجنس؟ إن ذلك يؤدي لتولد الحقد والكراهية بينهم، ويؤدي أيضاً لأمراض نفسية وكره الطالب للتعليم بصفة عامة.