صروح تاريخية خلدت أسماء أصحابها

20 صور

اشتهرت الكثير من الدول بوجود آثار وأماكن تاريخية أو أماكن شهيرة فيها، سجلت في طياتها أسماء لأشخاص بارزين، ربما كان لهم الفضل في وجودها، وعلى الرغم من اختلاف هذه الأماكن وتنوعها بين التاريخية والحديثة إلا أنها اجتمعت على أنها سميت بأسماء أشخاص، فخُلد الاسم كالمكان.
فيما يلي جمعنا لكم بعضاً من أهم وأشهر الأماكن والعلامات البارزة.

تاج محل
أنشئ تاج محل في ثلاثينيات القرن السابع عشر في الهند، على يد الملك شاه جيهان، وبالتحديد في مدينة أكره بأوتار برادش، وقد شيد بالأساس ليكون ضريحاً لزوجة الملك الثالثة الأميرة ممتاز محل، حيث كان الضريح العظيم ولايزال يعبر عن حب الملك الشديد لزوجته، وتخليداً منه لذكراها، وأصبح اليوم من أهم المعالم التاريخية على مستوى الهند ومستوى العالم ككل، بل إن اليونسكو اعتبرته في عام 1983 من مواقع التراث العالمي.

ويتميز هذا البناء التاريخي الشهير بتصميمه الفريد، الذي يجمع بين الطراز المعماري الفارسي والتركي والعثماني والهندي، ويعتبر تحفة معمارية، وهو من تصميم المهندس المعروف الأستاذ عيسى شيرازی، وأمان الله خان شيرازی، حيث شيد بالمرمر الأبيض المجلوب من «جدهابور» على مصطبة يغطي سطحها المرمر الأبيض أيضاً، وأقيمت عند كل زاوية من زوايا المصطبة مئذنة متناسقة الأجزاء، ارتفاعها 37 متراً، وتحيط كل منها ثلاث شرفات، وفي وسط المصطبة يرتفع الضريح بشكل رباعي، وتشغل الجزء الأوسط من البناية القبة الرئيسية، وقطرها 17 متراً، أما ارتفاعها فهو 22.5 متراً، ولكل من واجهات البناية الأربع مدخل عالٍ مغطى بعقد، وتحت القبة الكبرى التي تعلو وسط البناية ضريح الأميرة، وإلى جانبه ضريح زوجها، وكلاهما مزخرف بالنقوش الكتابية.


• برج إيفل
العاصمة الفرنسية باريس هي موقع هذا البرج العظيم، وتم الانتهاء من إنشائه عام 1889 على ضفاف نهر السين؛ بمناسبة المعرض الدولي لباريس، واستغرق العمل في البرج الذي يبلغ طوله 327 متراً عامين كاملين، ليكون في وقتها أكبر برج حديدي على مستوى العالم، ولمعرفة سبب التسمية لهذا البرج الذي سمي بالبداية ببرج الـ300 متر فعلينا أن نعلم أن أكثر من شركة تقدمت لنيل شرف تنفيذ البرج، إلا أن شركة واحدة فقط فازت بشرف تنفيذه، ليصبح فيما بعد يمثل العاصمة الفرنسية، وهي شركة «غوستاف إيفل»، الاسم الذي أطلق على البرج فيما بعد، ويعتبر البرج واحداً من أهم وأبرز المواقع على مستوى العالم وأكثرها إقبالاً في فرنسا، بل إن الإحصائيات أكدت أنه الموقع الأكثر جذباً للسياح في فرنسا لسنوات عدة وحتى يومنا هذا.

• مسجد الفاتح
هو مسجد بني في عهد الدولة العثمانية، ويوجد بمنطقة الفاتح في مدينة إسطنبول التركية، ويعد مثالاً عظيماً على فن العمارة الإسلامية التركية في إسطنبول، وقد سمي هذا المسجد على اسم السلطان محمد الفاتح، السلطان العثماني الذي فتح القسطنطينية عام 1453، والذي أمر ببنائه على أنقاض كنيسة بيزنطية كانت قد دمرت منذ الحملة الصليبية الرابعة.
تعرض المسجد الأصلي لضرر بالغ بسبب زلزال عام 1509، ولكنه أُصلح بعد ذلك، وتعرض للضرر مرة أخرى بسبب الزلازل في عامي 1557 و1754، وتم إصلاحه أيضاً، ثم تعرض في النهاية لزلزال دمره بالكامل في الثاني والعشرين من شهر أيار عام 1766، فبني المسجد الحالي على أساس مخطط مختلف تماماً عن المسجد الأصلي، وأُنهي بناؤه عام 1771 في عهد السلطان مصطفى الثالث، ولكنه حمل الاسم السابق نفسه، وهو مسجد السلطان محمد الفاتح.


• متحف مدام توسو أو «متحف الشمع»
إذا أقدمت على زيارة العاصمة الإنجليزية لندن فلابد لك من أن تزور واحداً من أشهر الأماكن فيها، وهو متحف الشمع أو متحف مدام توسو.
مدام توسو صاحبة الاسم الذي أطلق ولايزال على واحد من أهم متاحف العالم وأكثرها استقطاباً للزائرين هي من أسس هذا المتحف، وهي إنجليزية، ولدت في مدينة ستراسبورغ في عام 1761، وتوفي والدها قبل ولادتها، فرعاها السيد كورتيس، وهو الطبيب الذي كانت والدتها تعمل لديه، وقد تميزت توسو بفن التعامل مع الشمع والتحكم فيه، حتى أصبح مهنتها الأساسية بعد أن كان هواية فقط، فقامت بافتتاح أول معرض لها، ثم انتقلت لتؤسس هذا المتحف الذي حمل اسمها، ويحتوي المتحف على مجسمات لأغلب مشاهير العالم بالحجم الطبيعي مصنوعة من مادة الشمع وبشكل دقيق جداً، وقد ذاع صيت هذا المتحف وهذا الفن حتى أن دولاً كثيرة رحبت بافتتاح فروع له في مدنها، مثل: هوليوود، برلين، واشنطن، شنغهاي، هونج كونج، نيويورك، لاس فيجاس، أمستردام.


• متحف إيمهوف «متحف الشوكولاتة»
يخطئ الكثيرون من زوار ألمانيا بقرارهم عندما يتركون زيارة متحف الشوكولاتة لآخر أيام رحلتهم أو بإلغائها، على اعتبار أن هناك أماكن أجمل لزيارتها أكثر من هذا المتحف الواقع في مدينة كولونيا غرب ألمانيا، فهذا المتحف يعتبر من أهم المزارات التي يرتادها السياح من كل أقطاب العالم، وهذا ما لا يعرفه الكثيرون.


هانز إيمهوف ليس هو المؤسس لهذا المتحف المتميز، بل هو صاحب الفكرة، أو ربما نقول صاحب الحلم، فقد ولد هذا الرجل في عام 1922 في المدينة نفسها التي يقع فيها المتحف، وعاش منذ صغره متيماً برائحة الشوكولاتة المنبعثة من مصنع قريب لمنزل أسرته، وهي المرحلة التي بدأ يحلم فيها ببناء متحف للشوكولاتة، فبدأ باتخاذ خطواته العملية سريعاً، وقام لاحقاً بشراء المصنع نفسه، وهو مصنع شتولفيرك ليؤسس مباشرة معرضاً للشوكولاته إلى جانب المصنع في عام 1989.
المعرض لاقى ناجحاً باهراً، وأدر ربحاً وفيراً، فقام إيمهوف ببيع المصنع والاحتفاظ بالمعرض فقط، ولكن المنية عاجلته فانتقلت ملكية المعرض لورثته الذين سعوا لتحقيق حلم إيمهوف وتأسيس أول متحف للشوكولاتة في البلاد.
المتحف يحتوي على تصاميم جذابة، فهو ينقل زواره بكل انسيابية بين فروعه التي تحكي عن تاريخ الكاكاو، وكيف بدأ تصنيعه، وينتقل بين المراحل بطريقة جذابة ليصل إلى حبة الشوكولاتة بوضعها الحالي.

• جامعة نابولي فريدريكو الثاني
ربما هي ليست مزاراً أو وجهة سياحية هذه المرة، بل هي صرح علمي حضاري يعتبر الأقدم في العالم، فجامعة نابولي فردريكو الثاني جامعة إيطالية تقع في مدينة نابولي، وهي ليست الأقدم في إيطاليا فقط، إنما هي أقدم جامعة حكومية بالعالم، حيث تأسست في عام 1224 وقسمت إلى 13 كلية، وهي واحدة من أقدم المؤسسات الأكاديمية التي لاتزال تعمل حتى اليوم، وقد سميت الجامعة بهذا الاسم نسبة لمؤسسها، وهو الإمبراطور فريدريك الثاني.