السعودي ماجد مقبل يتحدث عن انكسار المرأة والرجل

3 صور

ما بين شعر التفعيلة وشعر النثر، والعديد من الطبعات خلال عامين فقط، يخبرنا الكاتب والشاعر ماجد مقبل عن تجربته الشعريَّة المتميِّزة التي حظيت بإقبال لافت من قبل متابعيه عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وقرَّاء الشعر العربي والمهتمين بالأقلام الحديثة في العالم العربي، وعن كثير عن آرائه حول الشعر والنقد والـ«هي» الملهمة، كما يجيب عن بعض الانتقادات التي وجهت للغته الشعريَّة، والتي يرحب بها كثيراً، على حدِّ تعبيره. «سيدتي» التقته في هذا الحوار:

• بداية أيهما أسبق لديك قصيدة النثر أم قصيدة التفعيلة؟
- ما كتبته في البداية كان محاولات مكسورة في قصيدة التفعيلة، ثمَّ انطلقتُ نثراً كأنَّ سماءً ما دسَّت نفسها في يدي وأمطرت، لكنني الآن أفضّل قصيدة التفعيلة، رغم أنَّ أغلب ما أكتبهُ يُعدُّ نثراً، وكلاهما يسبق فكرتي، وحسب احتياج الفكرة إلى التفعيلة أو النثر أكتب.

• هل ترى أنَّ الموهبة تُمثل عاملاً رئيساً لنجاح الشاعر، أم أنَّها تأتي في الدرجة الثانية بعد الثقافة والتمرس؟
- بالطبع؛ الشعرُ لا يُلقنُ ولا يُدرّس، لكنَّه موهبة تُصقل، والموهبة أساسٌ لنجاحات الشاعر، لكنَّها تتوازى مع الثقافة وتُصقل بالتمرس، بعبارة أبسط الموهبة أداة، والثقافةُ هي الطريقة التي ستعمل بها هذه الأداة.

في كلا الإصدارين ما القصيدة الأقرب إليك؟
- هنالك قصائد عديدة، لكن في «جلالة السيد غياب» على سبيل المثال؛ هنالك قصيدة «ضَحِكَ الزمان»، و«مهرجان الملائكة»، أما في «سدى في الكلام» فهناك قصيدة «هنالك ثلاثةٌ دائماً».

• متى تموت القصيدة في نظر ماجد مقبل؟
- أنا أرى أنَّ القصائد التي لا تتحدث نيابة عن كثيرين ممن لا يُجيدون التحدُّث عن مشاعرهم، لا بدّ أن تموت.

• مواصفات القصيدة التي تخطفك؟
- بصراحة، ولتشَبُّعي بالعاطفة في قراءاتي خلال السنوات الماضية، لا أريدُ أن أقرأ إلا ما يجعلني أتأمل؛ سواء كان عاطفة أو فلسفة، التأمُّل والتفكُّر مطلبي في كل قراءاتي الحاليَّة والقادمة، أما العاطفة المحضة وإن كانت عبقرية فلا تشدّني.

• يؤخذ عليك كثرة الاستخدام للتناص القرآني واقتباس بعض الآيات في قصائدك، هل ترى أنَّ ذلك قد يقلل من جمهور قرائك؟
- ليس تناصاً أبداً، إنما هو اقتباس، والاقتباسُ هو تضمين الشعر أو النثر شيئاً من القرآن أو الحديث، لا على أنَّه منه، والحديث في هذا يطولُ كثيراً ويحتاجُ إلى تعريف مصطلحات الاقتباس والاستعارة والتضمين، ومعرفة الفرق بين تغيير اللفظ والتحريف وبين إسقاط المعنى أو تحويله مجازاً إلى معنى آخر، وما شروط ذلك أيضاً، لكنَّني في النهاية ماضٍ فيما أعتقدُ أنَّه صحيحٌ، وذلك بعد استشارة أصحاب الرأي القويم، وليس مُضياً بانفراد رأيي.

• تحدثت بعض الصحف العالميَّة عن توجسها تجاه المستقبل الشعري، واستعرضت نصاً من كتابك «جلالة السيد غياب»، إذ ترى أنَّها طريقة مستحدثة في كتابة الشعر، ما هو رأيك في ذلك؟
- لولا اختلاف الآراء لبارَت السلع، لو لم أجد ناقداً واحداً لعرفتُ أني على خطأ. الاختلافُ قضيةٌ تثبتُ أنَّ ما أكتبه يُعدُّ شيئاً ما، ولو كان هاجساً. أغلبُ ما نحنُ فيه الآن من حداثةِ الشعر كان هاجساً في سنين مضت، الشعر لانهائي يَخرجُ من نفسهِ ليدخلَ في نفسهِ كما يشاء.

ذكرتَ أنَّ «سُدى في الكلام» حمل عنواناً يعبر عن انتصار للمرأة، من هي المرأة في شعرك؟
- المرأة في «سدى» ليست موضع الجدل؛ بل هو الرجل. حين أتحدثُ عن انكسار امرأةٍ فأنا أريدُ لهم أن ينظروا لما قبل الانكسار حين كان هناك رجل، المرأةُ أمي وأختي وزوجتي وابنتي. حين أنكرُ جزءاً من هذا فأنا أنكرُ وجودي!

باطلاعك على الأدب النسوي العربي والعالمي، أقلام نسائيَّة ستبقى في ذاكرتك؟
- مليكة أوفقير، أحلام مستغانمي، نازك الملائكة، مارغريت ميتشل، سيلفيا بلاث، أجاثا كريستي، غادة السمان.

ما الذي لم يوجد في اللغة الشعريَّة لدى أدباء العرب بعد؟
- ما لم أجده في اللغة الشعريَّة لدى الشعراء العرب الآن هو الطبيعة، ولا أتحدث عن الشعراء في الزمن السابق، أقصد شعراء وقتنا الحالي؛ القليل منهم مَن يكتب الطبيعة في شِعره؛ لاحتكاكه بها وقضاء حياته في الخارج، أما الذين يقضون أوقاتهم بين الأسمنت المسلّح وملايين الأمتار من الأسفلت بينها، فلن يعرفوا الفرق بين الخريف والصيف، أو بين زهرتين لهما نفس اللون ربما، لذلك نبحث عن الطبيعة في صورةٍ نتخيلها خلال قراءتنا لها في الأدب الغربيّ شِعراً، أو من خلال الروايات.

ما هو أكبر عائق قد يصادف الشاعر في رأيك؟
- التكرار؛ غالباً ما يقع الشاعر في مأزق التكرار، لذلك أرى أنَّه هو العائق الأكبر الذي يواجهه؛ لكي يخوض معركة التجدُّد والابتكار.

المحرك والملهم بالنسبة لك؟
- كل «هي» في الأشياء، ربما تهمسُ في أذني ذرةُ الملح المنسيَّة في قطرة ماء.

كتبت عن الغياب كثيراً في كلا إصداريك، إذا غاب مقبل عن الشعر فأين سيكون؟
- إذا غبتُ عن الشعر أكونُ وَحدي، ولا أقصدُ اختلائي بنفسي، فـ«وَحدي» تعني الإنسان الذي يحتاجُ عائلته، ويكون معها دائماً.

الأدب السعودي في عبارة موجزة؟
- كثيرٌ من الأقلام.. قليلٌ من الأدباء.

ماجد مقبل في سطور:
- كاتب سعودي، تخصص في هندسة الشبكات، أعزب.
- نُشرَت لهُ عدة قصائد في الصحف والمجلات الخليجية؛ مثل: جريدة الرؤية الإماراتيَّة، ومجلة المختلف، وغيرهما من الصحف والمجلات. له عمود شهريّ في مجلة المختلف بعنوان «نَصٌ قابلٌ للحياة». لهُ ديوانان:
الأول: «جلالة السيد غياب». صدرَ عبر المؤسسة العربيَّة للدراسات والنشر في بداية 2013، وبلغ الطبعة العاشرة خلال عام.
والثاني: «سُدى في الكلام». كانت طبعته الأولى عام 2013م؛ وصدَرَت طبعته الثانية والثالثة عبر المؤسسة العربيَّة للدِّراسات والنشر في مارس 2014م. والرابعة في مايو.