الإقبال على الشواطئ والسفر في رمضان

2 صور

في سنوات ماضية قريبة كانت فكرة السفر في رمضان مرهقة للأسر المغربية، لكن هذا العام أصبحت الفكرة مقبولة أكثر، خصوصاً مع تزامن شهر رمضان مع شهر يوليو/ تموز، شهر الاصطياف والسفر بالنسبة لأغلب المغاربة. وهذا ما يبدو جلياً من خلال عدد المقبلين على شواطئ مدينة الجديدة.

يعتبر مبارك الحسيني، تاجر، 50 سنة، أن السفر في رمضان هذا العام مناسب أكثر لأسرته، خصوصاً أن شهر يوليو يوافق عطلة أبنائه الدراسية، لذلك اختار السفر من مدينة الدار البيضاء، حيثُ يقطن، إلى مدينة الجديدة المعروفة بشواطئها الجميلة. يقول إن السفر لا يمنعه من أداء فرائضه والصيام، بالإضافة إلى الاستمتاع مع أطفاله بشواطئ المدينة.
ويقسم مبارك وقته بين مرافقة أبنائه إلى الشاطئ في الصباح، وأخذ قسط من الراحة بعد ذلك، ثم وجبة الفطور وصلاة التراويح في أحد مساجد مدينة الجديدة، ثم التنزه رفقة الأسرة إلى وقت متأخر من الليل.
ويقول عيسى السوري، مصور صحافي: أخذت هذا التقليد منذ سنتين، خاصة وقد بدأ شهر رمضان يتزامن مع فصل الصيف، ونحن نستمتع كثيراً بأجواء الشهر الفضيل في العطلة، وأحب كثيراً أن تكون عطلتي على المدن الشاطئية شمال المغرب، وهذا العام اخترت مدينة أصيلة لنقضيه في أجواء روحانية واستجمام، وأتفرغ أكثر للعبادة والاستمتاع بجولات الليل على الشاطئ أو بين دروب المدينة العتيقة، كما أن السباحة لا تفسد الصوم، وأكثر ما يعجبني في الاصطياف برمضان هو عدم الاكتظاظ الذي يحصل في باقي الأشهر.

مع العائلة
أما سميرة البريوي، 35 سنة، أستاذة تعليم ثانوي، ترى أن رمضان شهر روحاني، لا يمكن أن تقضيه إلا في بيتها، وتضيف أنه مناسبة لتجمع الأسرة والعائلة وأداء الفرائض. وتقول إنها تستغرب ممن يقضون رمضان خارج بيوتهم، خصوصاً أنه يرتبط في الثقافة المغربية بالعديد من الطقوس والعادات، وتضيف أنها تؤجل فكرة السفر إلى ما بعد رمضان، حيثُ ستتوجه رفقة أسرتها إلى مدينة السعيدية، شمال المغرب.

إغراءات
العديد ممن قابلناهم في شواطئ مدينة الجديدة أكدوا وجود إغراءات تجعلهم يقضون رمضان متمتعين بالشواطئ، ومن بينها عروض منخفضة في الفنادق في جميع المدن المغربية، وليست مدينة الجديدة وحدها، كذلك ذكروا نظافة الشواطئ؛ نظراً لقلة المصطافين في شهر رمضان، لكنهم لم ينكروا أن درجة الحرارة المرتفعة في بعض المدن المغربية كمدينة ورزازات، ومراكش، وبني ملال، تزيد من صعوبة الصيام بالنسبة لسكانها، مما يجعل بعضهم ينزحون إلى المدن الشاطئية.

بالأرقام
ورغم أن الملاحظة الأولية لشواطئ مدينة الجديدة أو مدينة الدار البيضاء تظهر أن عدد المصطافين كثير، إلا أن الأرقام تفند ذلك وتؤكد تراجع عدد ليالي المبيت في الفنادق خلال هذه الفترة، حيثُ أفادت دراسة حول «النشاط السياحي خلال رمضان 2013»، نشرها مؤخراً مرصد السياحة على موقعه الإلكتروني، توضح أن معدل المبيت يتراجع في مؤسسات الإيواء السياحية المصنفة خلال السنة الماضية، بتراجع أربع نقاط خلال الفترة الصيفية، وبتراجع 0،7 نقطة على طول السنة.
كما سجلت الدراسة تأثير رمضان على معدل استهلاك السياح المقيمين بهذه المؤسسات، والذي انخفض بحوالي 20 % خلال شهر يوليو، و2 % على طول السنة. وأشارت الدراسة إلى أن النشاط السياحي استعاد انتعاشه أسبوعاً قبل نهاية رمضان، خاصة على مستوى السياحة الوطنية.

رأي الدين
ويقول الدكتور سالم البرقادي، أستاذ في الدراسات الإسلامية، إنه لا ضرر في الاصطياف في رمضان، لكنه أكد وجوب «غض البصر»، خاصة أن تعريف الصيام يشمل «صيام جميع الحواس بما في ذلك العين».
وقال الدكتور، حول حكم السباحة في رمضان: «إنه لا دليل على المنع مادام أنه يعرف ويغلب على ظنه القدرة على توقي الماء، أما إذا كان في السباحة أخرق يشرب الماء عند تكلفه، فلا يصلح مع هذا، وهو يعرف من نفسه أن السباحة ستكون وسيلة لدخول الماء إلى جوفه».