"الحرج" يدفع أطباء لوصف أدوية بلا فائدة

الكثير من الناس يعتمدون على المضادات الحيوية في شفائهم أكثر من الأدوية التقليدية، فحتى لو كان المريض لا تتوجب حالته أن يأخذ مضاداً لعلاجه إلا أنه يفضل أخذه ظناً منه أنه يعمل على سرعة شفائه.

ووفقاً لدراسة جديدة فإن إلحاح بعض المرضى وممارستهم الضغوط على طبيبهم المعالج قد يدفع به إلى وصف مضاد حيوي دون الحاجة الطبية الحقيقية له هرباً من ضغط وانتهازية هؤلاء المرضى، موضحة أن الأطباء يشعرون بالحرج من إلحاح المرضى المتزايد بضرورة وصف مضاد حيوي اعتقاداً منهم بأهميته في علاج حالاتهم المرضية بغض النظر عن رؤية الطبيب الطبية، حيث كشف الاستطلاع الذي أجري في هذا الصدد أن 45 % من أطباء الأسرة والممارسين العامين وصفوا مضادات حيوية لمرضاهم على الرغم من عدم احتياج حالتهم المرضية لهذه المضادات، وقد مارس 90% من المرضى ضغوطاً على الأطباء للحصول على هذه المضادات الحيوية، وذلك خوفاً من عودة الإصابة والعدوى الجرثومية.

واستجوب القائمون بالدراسة أكثر من ألف طبيب في جميع أنحاء المملكة المتحدة، والذين أكد أكثر من ربعهم على أنهم وصفوا المضادات الحيوية عدة مرات في الأسبوع رغم أنهم كانوا غير متأكدين بحاجة المريض لهذه المضادات الحيوية طبياً، كما أوضح الباحثون أن 44% من الأطباء سلموا أدوية دون الحاجة الطبية الفعلية لها بمجرد خضوعهم لجراحة، مشيرين إلى أنه من الصعب في كثير من الأحيان رفض مطالب المرضى وسط إلحاحهم الشديد، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال.

الجدير بالذكر، تقوم المضادات الحيوية بقتل البكتيريا أو بمنعها من التكاثر في الجسم، وتكون دفاعات الجسم الطبيعية قادرةً في العادة على تولِّي الأمر بعد ذلك.