السعوديات قادمات لعالم الطيران

11 صور

كانت البداية مع ياسمين ميمني، وهي ثاني سعودية تحصل على رخصة من هيئة الطيران المدني السعودي، بدأت المشوار من الأردن، وحصلت على رخصة طيران خاص، وبعد عودتها إلى السعودية عملت في قسم العمليات الجوية في شركة «رابغ» للطيران لمدة عام، ثم تلقت عرضاً للدراسة في أميركا من شركة «إيروسيم» الأميركية، والمتخصصة في مجال الطيران، ولتكون سفيرة لهم في الشرق الأوسط، وبعد أن حصلت على رخصة الطيران التجاري الآلي عادت إلى السعودية، والتحقت بالعمل في شركة «ناكسوس» للخدمات الجوية Nexus Flight Operations.
- ما هو شعورك كونك ثاني سعودية تنال رخصة الطيران من هيئة الطيران المدني؟
قبل ثلاثة أو أربعة أشهر وبعد عودتي من أميركا وحصولي على الرخصة التجارية توجهت لهيئة الطيران المدني السعودي؛ للتقدم لامتحانات الحصول على الرخصة السعودية، وتمت الموافقة من قبلهم، وبدأت الاستعدادات لأداء الامتحان الذي يتم إجراؤه لمجموعة من المتقدمين، ووقع اختياري على الأردن بما أنني درست هناك وحصلت على دبلوم الطيران، ورافقني لأداء هذا الاختبار ثلاثة طيارين ذكور، وهناك أجريت عدداً من الاختبارات على ذات الطائرات التي تعلمت عليها، وعندما أصبحنا جاهزين وأنهينا عدد الساعات المطلوبة في الطيران أرسلت الخطوط السعودية أحد مدربيها إلى الأردن لإجراء الامتحان النهائي، والحمد لله أنني اجتزت الامتحان، وحصلت على الرخصة السعودية من الطيران المدني.

- ما هي الخطوة المتوقعة بعد حصولك على الرخصة؟
حصولي على رخصة الطيران المدني يمثل اعترافاً رسمياً من حكومة بلدي، وأتمنى أن تتبع ذلك خطوات أخرى لتحقيق حلمي وحلم الكثير من الفتيات بقيادة الطائرات في الأجواء السعودية، من خلال الانضمام للناقل الرسمي الخطوط الجوية العربية السعودية، فما الجدوى من الرخصة طالما لم تتح لنا فرصة العمل؟!
- هل أنت مؤهلة لقيادة طائرات أسطول الخطوط السعودية؟
في حال الانضمام للخطوط السعودية سيكون التحاقي أولاً ببرنامج تدريبي على أسطول الطائرات التي يملكونها، وبعدها يمكنني البدء في القيادة رسمياً.
- ما ردة فعلك في حال تم استدعاؤك للعمل في الخطوط السعودية؟
سأستقل أول سيارة وأنطلق بأقصى سرعة إلى مكاتبهم، وأكون بذلك قد حققت 90% من أحلامي.

سفيرة لشركة أميركية
- لماذا تم اختيارك سفيرة لشركة أميركية رغم عدم الاعتراف بك في بلدك؟
أثار ذلك الكثير من علامات الدهشة، ليس في أميركا فحسب بل منذ الإعلان عن دراستي للطيران في الأردن، وكان ذلك بالنسبة لي فرصة لتمثيل المرأة السعودية، ومسؤولية لإثبات جدارتها، وعكس صورة حقيقية عنها، وحصلت من خلال هذا العرض على الكثير من الخبرات والتجارب، والأهم من ذلك الثقة بالنفس بعد أن كدت أن أتحطم نفسياً من انتقادات الناس، مما ساعدني وبشكل كبير على اجتياز امتحان هيئة الطيران السعودي.
- ما هي الصفات التي يجب أن يتمتع بها المقدم على دراسة قيادة الطائرة؟
التمكن من دراسة اللغة، وأن يكون لائقاً طبياً، وبما أن الطيران عالم واسع فلابد أن يكون لديه رغبة في التعلم والدراسة المستمرة، والتركيز والدقة، والصبر والمثابرة على تحقيق الحلم وعدم اليأس.
- هل الرشاقة مطلوبة لكابتن الطائرة؟
لكل خطوط طيران شروط ومواصفات معينة بهذا الخصوص، فمن الضروري أن يعكس مظهر الكابتن صورة جيدة عن خطوط الطيران.

عائشة جعفري
كما التقينا عائشة جعفري، وهي أول سعودية تحصل على رخصة من هيئة الطيران المدني في مجال الترحيل الجوي، وهي خريجة بكالوريوس جغرافيا، وحاصلة على درجة الماجستير في الإعلام والعلاقات الدولية، وتعمل محررة صحافية في جريدة الحياة، تقضي الآن فترة تدريب في إحدى شركات القطاع الخاص. وسألناها:
- ألا تعتقدين أنها مسؤولية جسيمة؟
لا أنكر أنني في بداية العمل شعرت بالرهبة، ولكن الحمد لله لم أواجه أي أخطاء أو مشاكل؛ لأننا بطبيعة الحال نسير على أنظمة وقوانين فيدرالية عالمية، ومع مرور الوقت أصبح العمل روتينياً وسهلاً، بل إن هناك مساحة من الحرية والإبداع.
والأمر بطبيعة الحال مسؤولية كبيرة على حياة ركاب الطائرة، التي تزن أكثر من ثلاثين طناً، فمطلوب من المرحل أن يكون قيادياً بالدرجة الأولى، وشخصيته قوية، وواثقاً بنفسه، وسريعاً في اتخاذ القرار، فمن الممكن أن يخبر الكابتن بعدم إمكانية الطيران في ظروف معينة، لذلك أول شخص يتم استدعاؤه لإجراء التحقيقات في حال حدوث أي كارثة طيران هو المرحل الجوي، كما حصل تماماً مع كارثة اختفاء الطائرة الماليزية.
- هل يتناسب عمل المرحل الجوي مع المرأة؟
أقضي الآن فترة تدريب في إحدى شركات القطاع الخاص، ولازلت في البداية، والعمل لا يتطلب بذل مجهود يتعارض مع طبيعة المرأة، وكل ما هو مطلوب الدقة وحسن تقدير الأمور، والمرأة قادرة على القيام بذلك على أكمل وجه، ومعروف أنها أكثر دقة، وليس هناك أي مجال للمقارنة بين الجنسين بعد أن أثبتت المرأة السعودية أنها جبارة، وتستطيع المنافسة وبقوة في كل مجال تدخله، وربما العقبة الوحيدة التي قد تعترضها تتمثل أحياناً في جدولة الرحلات التي قد تتطلب منها العمل ليلاً، وهي تتساوى في ذلك مع مهن أخرى كالطب والتمريض، ومع ذلك استطاعت المرأة أن تثبت جدارتها.

لست الوحيدة
- هل أنت السعودية الوحيدة في هذا المجال؟
هناك نسبة قليلة من النساء يعملن في هذا المجال على مستوى العالم أو الوطن العربي، وربما الإمارات هي السباقة في توظيف المرأة بهذا المجال، خصوصاً مع افتتاح أكاديميات تتيح دراسة الترحيل الجوي على مقاييس عالية، وبالنسبة للسعوديات أعدّ نفسي الأولى، ولكن لست الوحيدة، فهناك ما يقارب ثلاث فتيات بدأن في العمل من خلال شركات الطيران الخاصة مع الاستعانة بمرحلات جويات، فالمرأة لا تخاف من الرجل، ولكن الرجل دائماً ما يخاف من المرأة؛ لأن أخطاءها عالمياً بالنسبة للمرحل الجوي أقل بكثير منه.
- هل من صعوبات واجهتك؟
من الصعوبات التي واجهتها في العمل، اشتراط دقة المعلومات المقدمة؛ لأنه كما هو معلوم أن في لغة الطيران الأرقام والحروف تختلف، وكذلك تتطلب معرفة رموز ومصطلحات خاصة، ولكن مع الوقت أرى أن الموضوع أسهل، وبدأت أستمتع به أكثر، وحتى الآن بعدما انتهيت ومع الاحتكاك في مجال الطيران سواء كانوا طيارين أو مراقبين جويين كسبت كماً كبيراً من الصداقات، وأرى أنه ليس من الصعب تطبيق عمل المرحل الجوي طالما أنه ضمن العادات والتقاليد وتعاليم ديننا، ولا يشترط أن يكون من يعمل به شخصاً متحرراً، ولا يملك أي حواجز في حياته، بالعكس الموضوع سهل جداً.

- ما العلاقة بين الجغرافيا والإعلام والطيران؟
من الطبيعي في السعودية أن تدرسي في مجال وتعملي في مجال آخر، ويكون طموحك في مجال ثالث، وتجدي نفسك في مجال رابع، فدراسة الجغرافيا من أكثر الأشياء التي استفدت منها في دراسة الترحيل الجوي من حيث معلومات الطقس والمناخ، أما عن الإعلام فأنا أحب الكتابة منذ أن كان عمري 12 عاماً؛ نتيجة تأثري بوالدي الذي يهوى الكتابة والشعر، وفي المرحلة الثانوية تسلمت جائزة فن الإلقاء، بالإضافة إلى عضوية النادي الأدبي في تبوك، وحالياً أنا عضو النادي في جدة، ومحررة صحافية في جريدة «الحياة»، وأعتبر العمل الإعلامي متعة وليس كأي عمل روتيني آخر، خصوصاً عندما تجدين الدعم من رئيسك في العمل كالأستاذ جميل الذيابي.

مزيد من التفاصيل في عدد المجلة في الأسواق