سائقات الأجرة.. معاناة وطرائف مع الزبونات!

20 صور

سائقة أجرة هي التي تقود السيارة، والمطلوب أن تكون على درجة عالية من الكفاءة المهنية؛ حتى لا يقال: «لو كان رجلاً لوصل المكان بسهولة أكبر»!

لكن هؤلاء النسوة اللاتي يشار إليهن بالبنان لخصوصية عملهن، لا ينجون من المواقف الغريبة والطريفة التي واجهتهن؛ لأنهن نساء يعملن في مهنة يتولاها الرجال. «سيدتي» التقت سائقات الأجرة النسائية، ودخلت في تفاصيل عملهن:

عدد المركبات التي تعمل عليها النساء، حسب إحصائية هيئة الطرق بالشارقة، 89 مركبة في العاصمة أبوظبي، و70 في دبي، و12 في الشارقة، و11 في عجمان.
عندما احتفلت سائقة سيارة أجرة أميركية في ولاية «نيوهامشير» بعيد ميلادها التسعين، كانت لاتزال ترفض التقاعد من وظيفتها.
فقد انضمت «العمة دوتي»، كما يناديها زبائنها، إلى شركة سيارات الأجرة قبل 36 سنة كعاملة استقبال، وهي تقود السيارة منذ 25 سنة. وأكدت العمة أنها تتنقل في السيارة استناداً إلى معرفتها بمدينة «ناشوا»، ولا تستخدم جهاز تحديد المواقع.

ندرك الشروط
تلتزم السائقات بساعات العمل من الساعة السادسة صباحاً إلى 12 بعد منتصف الليل، على ألا تتعدى 8 ساعات يومياً، وفقاً لقانون العمل في الإمارات، وهذا الالتزام بدا أقل حدة في الإمارات منها في البلدان الأخرى، وهو ما تدركه فاطمة دليلة «سائقة».. فقد حصلت على رخصة قيادة، وخضعت لدورات تدريبية من قبل الشركة المشغلة، وشهادة حسن السيرة والسلوك والكفاءة، والقدرة على تحمل العمل، والالتزام بالزي الرسمي.
ولكن مازالت السائقة آمنة فرح عبدالقادر، «صومالية»، ترى الدهشة تعتري وجوه الفتيات والنساء السعوديات منهن تحديداً، خاصة لحظة وصولهن إلى المطار لتوفر تاكسي مخصص للسيدات يحترم خصوصيتهن.


اختطاف غير مقصود!
عندما استقلت سيدة وابنتها مركبة السائقة «بريدجت لووي» سيرلانكية، نزلت بريدجت لقضاء حاجتها، وتوقفت لدى إحدى محطات البترول في الطريق، فانتهزت الراكبة الفرصة ونزلت من السيارة تاركة طفلتها لشراء بعض الأغراض، تتابع السائقة: «عندما عدت إلى السيارة لم أنتبه لعدم وجود الأم، وقدت، فإذا بالطفلة تصرخ وتقول أمي أمي، وعندما نظرت خلفي تبينت عدم وجودها، فعدت أدراجي فوراً لأجد والدتها تقف حائرة بعيون زائغة وقد شارفت على الانهيار، واعتذرت لها كثيراً، غير أنها تفهمت الموضوع».


عبر الشبكة
«ركبت معي سيدة السيارة، وكانت تبكي بحرقة شديدة»، هذا ما قالته السائقة خديجة أرات، «أثيوبية»، واستطردت: «في البداية لم أكن أنوي التدخل؛ إلا أن قلبي رق لها، فسألتها لماذا تبكين؟ فقالت لقد دفنت ابني للتو، فأخذت أهدئ من روعها، وفتحت لها الراديو على إذاعة القرآن الكريم، ورحت أواسيها، وهي لم تكف عن البكاء حتى أوصلتها إلى بيتها».
رأت فضيلة شمس الدين، سائقة هندية، فتاة تمشي بخطوات حائرة في مطار الشارقة الدولي، فاقتربت منها بابتسامة وسألتها عن وجهتها، فأخبرتها أنها تنتظر أصدقاء لها تعرفت عليهم من الإمارات عبر الشبكة العنكبوتية، واتفقت معهم أنها ستزورهم هنا، ووعدوها باستقبالها في المطار، ورسموا لها أحلاماً وردية عن الأيام والليالي التي ستقضيها معهم هنا، إلا أنها فوجئت حين هبطت إلى أرض المطار أنهم قد أغلقوا هواتفهم لتصطدم بالواقع المرير، وتتحطم آمالها في قضاء إجازة سعيدة معهم.


حالهن مع الزواج
السائقات آمنة، وخديجة، وفضيلة، لسن مجرد سائقات تاكسي، بل أيضاً ربات بيت؛ فهن يعدن إلى البيت بعد توصيل السيدات طوال اليوم إلى وجهتهن، وقد قالتها خديجة أرات بصراحة، فهي لا تستطيع أن توفق بين أسرتها وعملها الذي يتطلب منها ساعات طويلة، ربما تصل إلى 18 ساعة، حتى تحصل على عمولة أكبر في اليوم؛ لتحصد أكثر من المبلغ المطلوب منها..

مآزق نسائية
ترى رابعة المرزوقي، مديرة إدارة الامتياز وتراخيص أنشطة المواصلات في هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة، أن هناك العديد من المواقف التي اعتبرتها أكثر من طريفة، بل عجيبة، وتستطرد المرزوقي «قد نتفهم أن تنسى زبونة أغراضاً ما في مركبة الأجرة، وقد تصل إلى أغراض قيّمة وثمينة مثل المجوهرات، أو حتى الأوراق الثبوتية الهامة مثل جوازات السفر، وصولاً إلى الهواتف المتحركة، ولكن أن تنسى امرأة ابنها في مركبة الأجرة، هذا ما لم نكن نتوقعه، وقد حصل»!


قصص السائقات في العالم
حسب تقرير وكالة الأنباء الفرنسية، فإن 7 شركات سيارات أجرة عرضت العمل لديها على «صبحة يعقوب»، أول سائقة إماراتية، لنقل النساء.
- لجأت فتاة سعودية إلى التنكر بزي رجل والتلثم لتعمل سائقة حافلة لتوصيل الطالبات بإحدى قرى منطقة عسير جنوب المملكة مقابل 4000 ريال شهرياً؛ وذلك لظروفها المادية، إلا أن وضعها الحنّاء في إحدى المرات على يديها، تسبب في كشف أمرها.
- أفتت لجنة الفتوى في الأزهر بجواز عمل المرأة سائقة لسيارات الأجرة، لكنها اشترطت أن تختص بنقل النساء فقط، وأن يتم سنّ قوانين لحماية المرأة التي ستعمل في هذا المشروع من الأشخاص الخارجين عن تعاليم الدين الحنيف.
- نشرت بلدية «نورث أمتونشير» الواقعة في شمال «إنجلترا»، إعلاناً ينص على التالي: «مطلوب سائقة بيضاء، غير مسلمة، لشركة سيارات أجرة؛ لترافق الأطفال في ذهابهم وإيابهم للمدرسة». ثم اعتذرت البلدية عما سببته هذه الواقعة من عنصرية.