اكتشاف كائنات شبيهة بالسناجب

أعلن علماء أنَّهم اكتشفوا في الصين حفريات تخص ثلاثة كائنات قريبة الشبه بالسنجاب، ما يسلط الضوء على مجموعة من الثدييات العتيقة التي لا يعرف عنها كثيراً، كما يوضح أنَّ الثدييات طائفة ظهرت في وقت مبكر عما كان يعتقد بعض الخبراء. والمخلوقات الثلاثة لم تعرف من قبل إلا من خلال أسنانها وشظايا من الفك حتى أنَّ العلماء لم يكونوا على يقين على الإطلاق من أنَّها تنتمي للثدييات. لكن الحفريات التي كانت محفوظة جيداً وعثر عليها في إقليم لياونينغ فى شمال شرقي الصين تبرهن بالقطع على أنَّها من الثدييات ويرجع ذلك في جزء منه إلى وجود العظيمات الثلاثة للأذن الوسطى، التي تميز جميع الثدييات من بعض أنواع القوارض مروراً بالحيتان وانتهاء بالإنسان. ويرجع عهد الأنواع الثلاثة التي عثر عليها - والاسم العلمي للأول شينشو لوى والثانى شيانشو ليجونج والثالث شيانشو سونجاي - إلى نحو 160 مليون عام عندما كانت الديناصورات سادة العالم، سواء منها التي تسير على الأرض أو تلك المجنحة. إلا أنَّ عدداً من الاكتشافات الحفرية الأخيرة أوضح أنَّ الثدييات كانت أكثر تنوعاً خلال تلك الفترة عما كان يعرف من قبل. ومن المحتمل أن تكون هذه الأنواع الثلاثة قريبة الشبه بالسناجب الصغيرة ذات الجسم النحيف والأصابع الطويلة في اليدين والقدمين، ما يوضح أنَّها كانت تسكن الأشجار. وكان لها ذيل طويل وذات قدرة على الالتفاف والتشبث بأغصان الأشجار. وقال جيم مينج، عالم الفقاريات القديمة بالمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، الذي أشرف على هذه الدراسة، التي وردت نتائجها بدورية (ساينس): أتوقع أنَّها كانت تقضي وقتاً أطول على الأشجار أكثر من السناجب. وقال مينج إنَّه بناء على شكل أسنانها فإنَّها كانت آكلة للحوم والنباتات على حد سواء، مشيراً إلى أنَّ البقايا كانت محفوظة جيداً لدرجة أنَّها أظهرت أكثر من مجرد الأعضاء الصلبة كالأسنان والعظام التي تصبح حفريات عادة، بل عثر أيضاً على أجزاء أخرى مثل الفراء والأمعاء.
ورغم أنَّها كانت قريبة الشبه بالسناجب الحاليَّة وتتصرف مثلها، إلا أنَّها بعيدة كل البعد عنها من حيث النسب التصنيفي. ويقول الباحثون إنَّ هذه الحفريات إلى جانب أدلة أخرى تشير إلى أن أول ثدييات حقيقية - وهي تلك التي تطورت عن أسلاف شبيهة بالثدييات - ظهرت منذ نحو 208 ملايين عام. ويرى بعض العلماء أنَّ الثدييات ظهرت في الصورة بعد ملايين السنين من ذلك.