ضجت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم برسالة إنسانية حزينة، للشابة الإيرانية ريحانة جباري، البالغة من العمر 26 عاما كتبتها إلى والدتها بعد علمها بالحكم عليها بالإعدام، حيث أدانتها محكمة إيرانية بالمسؤولية عن قتل موظف سابق في وزارة الاستخبارات الإيرانية، رغم تأكيدها أنها أقدمت على فعلتها دفاعا عن النفس بعد محاولته اغتصابها.
وحققت الرسالة الصوتية التي سجَّلتها ريحانة بصوتها في 1 أبريل 2014؛ والمنشورة اليوم على موقع soundcloud على حساب lama-dalbah نسبة مشاهدات عالية بلغت 19,585 وأثارت تعاطفا عاما معها، وفيما يلي أبرز ما جاء فيها:
"عزيزتي شوليح، علمت اليوم أنه قد جاء دوري الآن لمواجهة القصاص. أنا متألمة أنك لم تعلميني بنفسك أنني قد وصلت إلى الصفحة الأخيرة من كتاب حياتي. ألا تظنين بأنني كان يجب أن أعرف؟ تعرفين كم خجولة أنا من حزنك. لماذا لم تعطيني الفرصة لتقبيل يدك ويد أبي؟."
وأضافت ريحانة جباري: "أمي، سمح العالم لي أن أعيش لمدة 19 عاماً. وكانت تلك الليلة المشؤومة هي الليلة التي كان يجب أن أقتل فيها. كان سيتم إلقاء جسدي في ركن من أركان المدينة، وبعد بضعة أيام، كانت الشرطة سوف تستدعيك لمكتب الطبيب الشرعي للتعرف على جثتي، وهناك كنت ستعلمين أيضاً أنني تعرضت للاغتصاب. القاتل لم يكن ليتم العثور عليه لأننا لا نمتلك ثرواتهم وقوتهم. ومن ثم كنت سوف تقضين حياتك في معاناة وعار، وبعد سنوات قليلة كنت سوف تتوفين نتيجة هذه المعاناة، وكان كل شيء سينتهي هناك.
أمي الطيبة، أكثر شيء عزيز علي في حياتي، أنا لا أريد أن أتعفن تحت التراب. لا أريد لعينيّ أو قلبي الشاب أن يتحولوا إلى غبار. توسلي بحيث يتم ترتيب أنه، وبمجرد أن يتم شنقي، سوف يتم أخذ قلبي والكلى والعيون والعظام وأي شيء يمكن زرعه بعيداً عن جسدي ويعطى لشخص يحتاج إليه كهدية. لا أريد أن يعرف المتلقي اسمي، أن يشتري لي باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء لي."
واختتمت ريحانة رسالتها بقولها: "أنا أقول لك من أعماق قلبي إنني لا أريد أن يكون لي قبر لتأتي إليه وتحزني وتعاني. أنا لا أريدك أن تقومي بارتداء الملابس السوداء علي. وابذلي قصارى جهدك لنسيان أيامي الصعبة. وامنحيني للريح لتأخذني بعيداً.
العالم لم يحبنا. والآن أنا استسلم لذلك وأحتضن الموت. لأنه في محكمة الله سوف أقوم باتهام المفتشين، وسوف اتهم القاضي، وقضاة المحكمة العليا في البلاد الذين ضربوني عندما كنت مستيقظة، ولم يمتنعوا عن مضايقتي.
في العالم الآخر، إنه أنا وأنت من سيوجه التهم، وغيرنا هم المتهمين. دعينا نرى ما يريده الله. أنا أحبك."
ومن أبرز التعليقات اخترنا لكم مايلي:
muhammad abdelwahab: "وَإلى لِقاءٍ تَحْتَ ظِلِّ عَدالَةٍ .. قُدْسِيَّةِ الأَحْكامِ والمِيزانِ."
Omar Beiruti 1: "ابكوا، فلا نجيد غير البكاء !."
Karina809469118: "رهيب !! مؤلم وموجع وظلم مش طبيعي !!."
Sherif Qabiel : "الظلم وما أدارك ما الظلم .. حسبى الله ونعم الوكيل فى من ظلمكِ .. الرسالة الأخيرة أعلنتِ بها موت الإنسانية."
Falastinia: "يا الله ! :( أتعبتني جداً."
لسماع الرسالة:
