فارس الكلمة الإماراتي «محمد خلف المزروعي» يرحل

3 صور

بغتة يأتي موعد الرحيل، فيترك الكلمات في ذهول وحيرة، لتبقى من بعده الأسئلة، تتردد في قلوب آلاف المحبين... أليس الوقت باكراً؟!
وحدها أعماله الكثيرة التي كان يسابق بها الزمن وكأنه يدرك قصر المسافة في سباقه مع السنين، وحدها تمتد على مساحة أكثر من عمر لرجل آمن برسالته في خدمة الثقافة والتراث، فاستطاع أن يقدم الكثير ليبقى في ذاكرة الكلمة الإماراتية، وفي رفوف الروايات المترجمة والحضارات المسافرة إلينا عبر الكلمة، كما هو في قلب شعراء المليون وأمراء الشعر، ربما يكون الطريق قد خذله ليقطع سلسلة مشاريعه وإنجازاته، لكن الطريق الذي شهد على وفاة محمد خلف المزروعي يوم الخميس الموافق 13/11/2014 بحادث مروري في مدينة زايد، مسقط رأسه، «رحمه الله وتقبله بواسع رحمته»، لن يمحي سيرة جميلة من الحياة التي نستعرض ومضات وإنجازات منها في السطور التالية:

في مشروع (كلمة)
«المعرفة الإنسانية معرفة شاملة وتراكمية، وهذا ما أدركه العرب خلال عصور ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، لذلك ازدهرت في تلك الحقب حركة الترجمة عن اللغات الأخرى، في محاولة لنقل المعرفة بكافة جوانبها النظرية والعلمية، وهذا ما أدى إلى حفظ هذه المعرفة التي تناقلتها الحضارات المختلفة، وأقامت على أساسها نهضة مجتمعاتها وتنميتها». هذه الكلمات لم تكن مجرد قول مأثور للفقيد، زيَّن به صفحات المواقع الإلكترونية التي تحتفي بالفعل الثقافي، بل كانت عنواناً لمسيرة من العمل والإيمان الكبير بأهمية فعل الترجمة لإنعاش الثقافة العربية، ونقل النتاج الثقافي من حضارات العالم المختلفة إلى مكتباتنا العربية، والتي عبر عنها بمشروع (كلمة) الذي يعنى بالترجمة.

فارس «شاعر المليون» و«أمير الشعراء»
لعل من أجمل الكلمات التي بثت الروح الدافئة والأصيلة للمسابقات الشعرية التي أطلقتها هيئة أبوظبي للثقافة، تلك التي قالها بكثير من الحب والإيمان بأهمية إحياء الموروث الشعري، حيث قال: «إن إقامة مسابقتي (شاعر المليون وأمير الشعراء) بصورة سنوية تعتبر المدخل إلى إعادة الحياة للموروث الشعري العربي، وإحياء الذاكرة الثقافية العربية عبر شعرها الفصيح والنبطي، وإعادة إخراجهما إلى الواجهة بصورة عصرية وحديثة، وتعتبر هاتان المسابقتان مهرجانين، نجحنا من خلالهما في تقريب المسافة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى بين ثقافات الشعوب العربية، لتصير واحدة في ظروف المعرفة الثقافية والشعرية تاريخياً».

مناصب واهتمامات
مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
شغل منصب مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
كما شغل سابقاً رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام.
المزروعي عضو فعال في اللجنة المنظمة للمعرض الدولي للصيد والفروسية الدولي.
أسس مجلة الصقار الخاصة بالصيد والفروسية، وهو عضو أيضاً في صقاري الإمارات، بالإضافة إلى إدارته لأعمال ثقافية وإعلامية ذات صلة بالتراث والثقافة.
تمتع محمد خلف المزروعي بصداقات قوية مع أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، من هواة الصيد والفروسية والإعلاميين والصحفيين والشعراء المختصين بهذا الشأن، بالإضافة إلى معرفته بإدارة المنتديات الثقافية والأدبية والعلمية.

النشأة
ولد محمد خلف المزروعي في مدينة زايد، في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، أكمل تعليمه الدراسي في المدارس الحكومية للإمارة، وتابع دراسته في الولايات المتحدة لمدة 5 سنوات، وتخرج بعدها بدرجة الماجستير في الإدارة في ولاية أوريغون.

إنجازات
من أهم الأعمال التي قامت بها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في عهد المزروعي هي:
• برنامج «شاعر المليون» و«أمير الشعراء» اللذان ترعاهما حكومة أبوظبي، وتشرف عليهما هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
• أكاديمية الشعر العربي، وهي أول أكاديمية متخصصة في المنطقة تعنى بدراسات الكتب وجدوائية النقد وتأريخ الموروث.
• مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي.
• مهرجان ووماد الفني الدولي في أبوظبي.
• تبني هيئة أبوظبي لمشروع « كلمة» وهو مشرع ترجمة للكتب والأعمال العالمية للغة العربية، ومشروع «قلم» ويعنى برعاية المواهب الإماراتية الشابة.
• مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل.
• مهرجان الظفرة لمزاينة الرطب.
إضافة إلى الكثير من الأعمال في مجالات أدبية وثقافية وتراثية أخرى.