نجران تحقق بقضية اتهام مستشفى بخطأ طبي

ما زال مسلسل الأخطاء الطبية يكمل حلقاته المرعبة في كل مرة بضحية جديدة، والتي إن كتب الله لها النجاة من الموت فلابد وأن تلحقها عاهة أو علة مستديمة، وهذه المرة كانت الضحية سيدة سعودية تدعى "سعيدة" وتبلغ من العمر (56 عامًا)، وكانت "سعيدة" قد توجهت بسيارتها نحو مستشفى "ثار" العام بعد أن شعرت بالألم، ورغم أنها دخلت المستشفى وهي تسير على قدميها إلا أنها خرجت منها وهي في غيبوبة، ثم ما لبثت أن تُوفيت بعدها بساعات في مستشفى آخر.

وقد صرح ابن "سعيدة" للوطن قائلًا:" والدتي كانت تعاني من الربو وحساسية في الرئة منذ ما يقارب ثماني سنوات، وكانت تراجع مستشفى "ثار" أسبوعيًّا، وتخضع فيه لفحوص طبية دورية، وفي صباح الأربعاء قبل الماضي شعرت ببعض الآلام، فاستقلت سيارتها وذهبت إلى المستشفى، وتم تنويمها هناك لإجراء الفحوص اللازمة، وقام أحد إخوتي بالذهاب إليها للاطمئنان على صحتها، وكانت أمي على اتصال بأولادها وبناتها وأبلغتنا جميعًا أنها بحالة جيدة. وبعد أن غادر أخي المستشفى اتصلت به إدارتها الساعة 2:30 ظهرًا في نفس اليوم وأبلغته بضرورة العودة، وعندما رجع لاحظ تجمع الطاقم الطبي حول الوالدة دون معرفة السبب، وأوضح التقرير المبدئي أنّ قلبها توقف مدة 20 دقيقة بشكل مفاجئ، مما يتطلب سرعة نقلها إلى مستشفى الملك خالد بنجران، وقام الأطباء بتزويد أمي بجهاز للتنفس الصناعي، وتم نقلها عبر الإسعاف الطبي يرافقها طبيب الباطنية إلى مستشفى الملك خالد، وأدخلت الساعة ألـ3:30 عصرًا، وتم تنويمها في غرفة الملاحظة وهي في غيبوبة إلى أن تم نقلها إلى وحدة الحروق الخاصة بالرجال لعدم وجود سرير بالعناية المركزة لقسم النساء"، وأكمل الابن حديثه والألم يعتصر قلبه:" ظللنا نتابع والدتي من خلف الزجاج إلى بداية ساعات صباح يوم الجمعة الماضي، وحينها تم إبلاغنا أنها انتقلت إلى رحمة الله، وكنا جميعًا في حالة ذهول وصدمة، ولم نعلم الأسباب الحقيقية لوفاتها. ولم أقتنع بمسببات الوفاة التي ساقها الأطباء ضمن تقرير حصلت عليه من مستشفى الملك خالد، وتقدمت للشؤون الصحية بنجران بشكوى رسمية أؤكد فيها أنّ هناك إهمالًا أو خطأ حدث في صرف العلاج لوالدتي مما تسبب في وفاتها، وأطالب بتشكيل لجنة للتحقيق في الأمر، ومحاسبة المتسبب في الوفاة، علمًا أنّ أحد الأطباء أخبرني أنّ والدتي تعرضت لتوقف بالقلب مدة 20 دقيقة صاحبه جلطة بالدماغ، ونزيف بالرأس".

تجدر الإشارة إلى أنّ المملكة العربية السعودية شهدت في السنوات الماضية عددًا كبيرًا من الأخطاء الطبية، والتي تسببت في خسارة أرواح عديدة، ورغم كل الإجراءات المتبعة بحق المستشفيات، والعقوبات الصارمة المنفذة تجاه الكوادر الطبية إلا أنّ الخطأ لا يزال مستمرًا، وأمرًا واقعًا، وحقيقة وليس خيالًا.