النفور من الزوجة الحائض يؤذيها

الزوجة التي تمتلك سحر الأنوثة الذي يستميل أغلب الأزواج من المؤسف أن تترك منبوذة لسبب خارج عن إرادتها، ومن المعيب أن تشعر بالإهانة أيام حيضها حينما تكون عاجزة عن تلبية مطالب زوجها، فهل يعقل أن تتحول تلك الأنثى الناعمة في فترة من الفترات إلى كابوس في عين رجلها نتيجة عذرها الشهري؟

يحدثنا المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش من خلال السطور التالية حول هذا الموضوع الحساس وتداعياته الجسدية والنفسية وتأثيراته على العلاقة بين الزوجين:
بداية يقول القراش: "على الرجال جميعاً إدراك ماهية الدورة الشهرية وطبيعتها وتأثيراتها حتى يمكنهم التعامل مع من حولهم من النساء في هذه الفترة، فعندما خلق الله المرأة جعل في تكوينها الجسدي مخرجاً للسموم المتراكمة في داخلها من خلال الدورة الشهرية، يحدث لديها نقص في منسوب الدم الذي يصل للمخ، مما يزعجها وقد يؤثر على مزاجها ونفسيتها، وقد يصبح لديها عصبية زائدة خاصة قبل حدوث فترة الدورة وتزيد مع بدايتها وتعود بالتدريج إلى طبيعتها في أواخر فترة الطمث".

• مواقف الرجال من الحائض
ويضيف القراش: "للأسف الكثير من الرجال لا يدركون أن فترة الحيض لدى المرأة خطيرة جداً، وتحتاج فيها إلى راحة وبعد عن مسببات المشاكل، فعندما يرى الرجل عصبية زوجته الزائدة أو تقلباً في مزاجها وأنها ليست بوعيها فيشد عليها في تعامله ويطالبها بالقوة أن تكد وتعمل وتزيد طلباته وضيوفه وحقوقه أثناء تلك الفترة، من دون تقدير لوضعها أو رأفة بحالتها ومشاعرها، حينها تحدث انعكاسات نفسية ويحدث الصدام بينهما وربما يصل الأمر إلى الضرب والطرد، ولم يدرك الكثير من الرجال أن الله سبحانه وتعالى قد عذرها عن الصلاة والصوم لترتاح وتبقى بعيدة عما يعكر صفوها وتستعيد عافيتها ووضعها الطبيعي".

ويستطرد: "هناك فئة أخرى من الحمقى يتجنبون زوجاتهم أثناء الدورة الشهرية، فلا يجالسونهن ولا يأكلون معهن ولا ينامون بجانبهن؛ لأن الرجل ينظر إلى زوجته أنها نجسة ويجب أن تبقى بعيدة عنه".

• صراع نفسي
كما يرى القراش أن ردود أفعال الأزواج السلبية هذه تؤذي المرأة كثيراً، وهذا الصراع النفسي الذي تعيشه المرأة مع زوجها في هذه الفترة قد يولد لديها مشاعر الكره نحوه، ومع فقدان الدم يحدث لديها اضطراب مؤقت في السيطرة والتحكم بالإدراك، ونتيجة لعدم الوعي بعواقب الأمور فربما تتخذ تصرفاً معيناً يحدث كارثة؛ لأن الشيطان يكون أكثر سيطرة عليها نتيجة بعدها عن الطاعة.

• معاملة خاصة
ويوصي القراش الرجال قائلاً: "على كل رجل أن يكون مدركاً أن فترة الدورة الشهرية نعمة من الله، ففيها تنظيف وتطهير للمرأة واستعادة لنشاطها، واحتياج المرأة للرجل في هذه الفترة يكبر، لذا عليك مساندتها بالابتسامة والتعامل الحسن، وإن وجدت منها أفكاراً وطباعاً لم تكن معهودة لك فاصبر وأجرك على الله ولا تكن أحمقاً وتطالبها بشيء فوق طاقتها، ويمكنك مساعدتها في تهدئة آلام دورتها واضطرابها النفسي من خلال احتضانك المستمر لها ومشاركتها الحب في هذه الأوقات".