تجربة أب.. ابني يضحكني بحبه لابنة الجيران!

سأخبركم الحكاية من البداية حتى النهاية، التي لم تتضح نهايتها!

ابني لم يتجاوز العاشرة من عمره بعد، وابنة الجيران الصغيرة الجميلة عمرها 8 سنوات، وبداية المشكلة أنها كانت تمضي معظم ساعات النهار بمنزلنا خلال الصيف وإجازات المدرسة، وأحياناً تتركها أمها إن انشغلت بعمل في المساء...وكأنهما استأجرتا غرفة بمنزلنا، ولم تدفعا ريالاً واحداً!


اليوم أندم على عدم موافقتي على عمل زوجتي؛ فأصبحت الجارة وصغيرتها هما المستفيدتان، وزوجتي الـ«بيبى سيتر» للفتاة الجميلة ابنة الجيران، وبتكرار الزيارة وطول الرفقة تعلق ابني بها وشغف حباً، بل تغير حاله وتحسنت سلوكياته؛ فهو سعيد منشرح إن أطلت «جنا»، وإن هي رأته تركت يد أمها، وجرت نحو ابني؛ لتعطيه حضناً دافئاً، ولا تبخل عليه بقبلتين على خديه.


فرحانة بترحيبه بها، مسرورة بلعبه الكثيرة التي أشتريها له بحر مالي، إضافة للبوفيه المفتوح الذي تعده زوجتي، طوال ساعات استضافتنا للصغيرة، وخوفاً من اتهام أمها لنا بالبخل، أو تجويع الطفلة!

حيرة
حقيقة... قلبي احتار وذهني بات مشغولاً؛ كيف تسير الأمور بقلب ولدي الحبيب، والجيرة ثابتة يصعب تغييرها؟!
الابن يكبر ومشاعره تنمو تجاه فتاته الجميلة، والبنات ينضجن قبل الأولاد! لذا بعد دوام للفتاة ببيتنا لسنوات قلت الاستقبالات ومعها قلت رؤيتها، وبدأت أشعر بقلب ابني ينبض تجاهها، صار يفرح إن صادفها على سلم العمارة، وإن لمحها تهم بدخول منزلنا مع أمها سارع إلى غرفته ويقف أمام المرآة؛ ليمشط شعره ويرتدي أحلى ما لديه!

سيرتها
حب ابني لابنة الجيران بات يضحكني؛ الابتسامة تتراقص على فمي لا أستطيع إخفاءها، هو في بداية مراهقته، وحبه أضاف لعمره سنوات!
إن سمعنا نحكي عن جارتنا أسرع وجلس وسطنا يتنصت لعلنا نأتي بسيرة حبيبته الصغيرة! وإن رآنا نعد لاحتفال عائلي ما تحايل لتشاركنا جنا وأمها! وإن ارتدت أمه إكسسواراً جديداً جرى إليها ليعرف من أين اشترته؟ أو من أهداه لها؟ وبخجل طفولي أراه يهمس لها: هل أستطيع تقديم هدية لجنا؟
اليوم صار في بيتنا رجل صغير، يهتم بمذاكرته وأداء واجباته المدرسية؛ ليحصل على درجات عالية، وتصل الأخبار إلى جيراننا، ومرات أراه معذباً حائراً منطوياً يذوق عذاب الفراق إن غابت «جانا»، أو سافرت وانشغلت عنه ونسيته!


قطة البيت
صادف قبل أشهر أن أحضرنا قطة إلى البيت، فأخذ يلاطفها ويلاعبها، يجلب لها الطعام وأصر على تسميتها «جوجو»؛ لينطق بحروف تقترب من «جنا»، وإن خرج لمدرسته جلس على الأرض ليقبلها مودعاً، وإن ذهب لينام أو يذاكر ناداها لتشاركه!

كيف أفادتني التجربة؟
* علامات المراهقة ظهرت على جسد ابني وعقله ومن قبل قلبه، لذا قررت أن أكون أكثر قرباً منه، والاستمرار في صداقتي معه.
* بت أطيل الاستماع إليه ومشاركته هواياته، أعامله كرجل ثانٍ بالبيت، أحكي معه عن شبابي وتجارب حبي الأولى والأهم: كيف عرفت أمه وأحببتها، وما الصفات التي أعجبتني فيها، وما أعجبها فيَّ؟
* نعم أصبحت أرسم الجدية على ملامحي؛ لأحدثه عن مشاكل الحياة، وأهمية العمل، وصعوبة جني المال، وفائدة العلم والدراسات والعمل الدؤوب.
* نجلس ساعات لنتحاور ونتناقش عن الحب وتطوراته وخاتمته إلى أين؟
* أحاول أن أغرس بداخله بأن التربية الخلقية والدينية هي الحصن الحصين، الذي يحميه من الوقوع في الخطأ دون لوم أو عصبية إن أخطأ في قول أو سلوك ما.