التعارف الإلكتروني هل يتفوق على الزيجات التقليدية؟

هرباً من براثن الزواج التقليدي قد يلجأ شباب هذا العصر إلى التعارف والزواج من خلال الوسائط الإلكترونية سواء كانت مواقع خاصة بالزواج، حيث يتم إرسال المواصفات الخاصة بالشخص وكذلك المواصفات التي يتمناها في شريك حياته، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي توفر إمكانيات واسعة للتعارف والتواصل الكتابي والصوتي والمرئي لتبدأ رحلة من البحث والتعارف والتواصل قد تكون شيقة وممتعة بيد أنها غير مضمونة النتائج نهائياً.


فما أسباب اللجوء إليها؟ وكيف يمكن تقييمها اجتماعياً؟ هذا ما تتحدث عنه الأخصائية الاجتماعية نجوى فرج في السطور الآتية:
تقول نجوى: "لابد أن نعي جيداً الظروف والعوامل التي أدت إلى نشوء ظاهرة الزواج الإلكتروني، أي الزواج الذي يتم عن طريق مواقع الإنترنت أو القنوات الفضائية التي تم إنشاؤها لتعمل كوسيط للزواج، فالعامل الأساسي الذي أدى لوجود هذه الوسائط وانتشارها إلى هذا الحد هو تفشي مشكلة العنوسة وارتفاع نسبتها، وذلك لعدة أسباب اجتماعية ومادية واقتصادية، أما العامل الآخر فهو عزوف الشباب والفتيات عن الزواج التقليدي المتبع في مجتمعنا، والذي لا يتيح الفرصة الكافية للفتاة والشاب للتعارف الكافي، وفي بعض العائلات لا يرى الشاب خطيبته أثناء فترة الخطوبة سوى مرة أو مرتين قبل الزفاف، وهذا الأمر بلا شك له تأثيراته السلبية، كما أن الزواج التقليدي في مجتمعاتنا قد تتدخل فيه مصالح العائلات دون الأخذ في الاعتبار رغبات وطموح الأبناء، وهذه العوامل أدت إلى فشل حالات كثيرة جداً من الزواج التقليدي، الأمر الذي أدى إلى عزوف الشباب عنه ولجوئهم إلى الوسائل الحديثة رغبة منهم باختيار شريك الحياة بأنفسهم بعيداً عن سلطة ورغبات الأهل، كما أدى انتشار هذا النوع أيضاً إلى الانفتاح الإعلامي والتأثر بالأنماط الغربية".


وعن رأيها في هذا النوع من الزواج تقول: "أؤيد هذه الظاهرة وأراها حلاً ناجحاً لبعض مشاكل الزواج التقليدي مادام الهدف منها الستر ومادامت تتم بطريقة شرعية لا تخل بالمنظومة الاجتماعية وتضمن للطرفين كرامتهما خاصة الفتاة، فأنا ضد أن تقوم الفتاة بعرض نفسها بشكل مبتذل كالسلعة، لكنني أقبل بأن يكون لها دورها الإيجابي في إيجاد شريك الحياة المناسب".


وتضيف: "هذا الأمر وإن كان من الممكن أن يشكل ظاهرة صحية في مجتمعنا إلا أنه يتطلب بعض الجرأة والفهم حتى يتقبل المجتمع هذه الفكرة ويعترف بها، فليس من العيب على الإطلاق أن تدخل التكنولوجيا الحديثة وتصبح وسيطاً للزواج وقادرة على التصدي لمشكلة العنوسة ومشكلة الطلاق المبكر".