عائلة الطيار المغربي ياسين بحتي تكشف حقيقة اختفاء طائرته لسيدتي

5 صور

تتضارب الأنباء في المغرب عن صحة ما إذا كان الطيار المغربي الذي سقطت طائرته «إف16» في أراضي اليمن، قد لقي مصرعه أم مازال مفقوداً، حيثُ نشر أنصار للحوثيين صوراً لأشلاء جثة بالقرب من مكان تحطم الطائرة، قالوا إنها تعود للطيار المغربي.

رفض وتصديق
ردود أفعال الشعب المغربي كانت بدورها متضاربة أيضاً، بين مصدق لخبر وفاة الطيار المغربي وشرع في تقديم التعازي على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، محتسبين إياه شهيداً عند الله وبين من رفض تصديق موت الطيار وأولهم عائلته، فهي ترفض نعي ابنها، وأن تستقبل التعازي في الوفاة المفترضة لياسين، الذي لم يكمل بعد عقده الثالث، وتعاتب بشكل واضح من ينشرون صور جثة وتقديمها على أنها للطيار المفقود، أسرته ووالدته تترقب الخبر اليقين من السلطات، وتردد بنبرة الأم المتعبة من انتظار مصير ابنها: «أريد الحقيقة، أريد ابني حياً أو ميتاً»، سيدتي كانت حاضرة في بيت أسرة الملازم المغربي زوال يوم الثلاثاء وهذه هي التفاصيل:

تأثر الأسرة والعائلة واضح على فراق ابنهم الملازم الأول ياسين بحتي، فهو الابن البكر لأسرة تتكون من خمسة أشقاء آخرين، إضافة إلى الأبوين، الذين يتقاسمون جميعاً شقة مؤجرة من ثلاث غرف، يقتسم ياسين إحداها مع جدته.

ابن بار
كان تلميذاً مجداً، التحق فور حصوله على شهادة الباكالوريا، سنة 2007، بالمدرسة العسكرية، وتدرج في مختلف المسالك إلى أن بلغ رتبة ملازم أول، يقول أحد أفراد عائلته وهو يصف خصال ياسين النبيلة، «‬يعطي ‫راتبه الشهري لأسرته الصغيرة، فهو من يدفع مبلغ الإيجار ويسهر على تدريس أشقائه جميعهم».

‬وتقول خالته لسيدتي: إنه «كان دائما متفوقاً في دراسته، والدليل أنه استطاع أن يتحمل مسؤولية قيادة الطائرة العسكرية F16 وسنه لا تتجاوز 26 سنة»، وأشارت إلى أنه‪:‬ «ياسين إنسان مؤمن بالله وبر بوالديه».

هو شخصية محبوبة لدى جميع أفراد أسرته بحسب تصريحات عدد من أصدقائه وأفراد أسرته الذين كانوا يجلسون في صالون البيت ينتظرون مكالمة هاتفية، أو زيارة مسؤول يخبرهم بمصير ياسين.

أريده حياً
تقول والدة ياسين وهي متأثرة: «لا يمكنني قبول العزاء في ابني، فأنا أريد أن أراه حياً لأعانقه أو ميتاً لأدفنه وأزور قبره»، أما أخته فتطلب من الجميع، بكلمات تكاد تنصهر وسط الدموع، مراعاة شعور أسرتها والتوقف عن نشر صور قيل إنها «أشلاء» شقيقها الأكبر، فهي ما تزال متشبثة بالأمل الذي يلوح في الأفق كما جميع أفراد أسرتها، فقد رفضوا تنصيب خيمة العزاء، وفي انتظار ثبوت عكس الإشاعات فإنهم متمسكون بالأمل، الأمل في أن يكون ياسين قد انسحب من الطائرة قبيل سقوطها، خصوصاً أن البلاغ ‬الأخير ‫للمفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية لم يؤكد أو ينف استشهاد ياسين، إذ جاء فيه: «إن التحقق من سيل الأخبار المنشورة على إثر فقدان طائرة مقاتلة باليمن من طراز «إف 16» تابعة للقوات المسلحة الملكية، وتأكيد أن الأمر يتعلق بالطائرة وبالربان المفقودين يبقى صعباً بالنظر إلى كون موقع التحطم يوجد في منطقة معادية»، هذه الفقرة تعني لأسرة الطيار أن هناك أملاً في أن ياسين لا يزال على قيد الحياة، ‪‬وبما أنه ليس هناك بلاغ رسمي ينعى ياسين فإننا متشبثون بالأمل في أن يعود إلينا.

انقطعت أخباره
‬‫‬على الرغم من سفره في مهمة عسكرية، فإن أخبار ياسين لم تنقطع، إذ ظل على تواصل دائم مع عائلته وأيضاً مع أصدقائه المقربين، زكرياء حداد، خال ياسين، كان أحد المقربين منه، يقول «كنت دائماً على تواصل مع ياسين عبر الواتساب، حتى ليلة الأحد كنت أرسل إليه رسائل ويجيب عنها»، وأضاف: «لكن بعد سماع خبر سقوط طائرة مغربية في اليمن، أرسلت له رسالة عبر الواتساب لأطمئن عليه، إلا أنه للأسف لم يجب عليها على غير عادته».

ادعوا لياسين
والده نورالدين بحتي، رفض الحديث، وظل يراقب الوضع من بعيد، ولا يفارق هاتفه النقال، وهو يطلع عليه في كل لحظة عل خبراً ساراً يفرحهم أو محزناً يريحهم من الانتظار، وبعد لحظات جاء ليطلب من الصحافة الانصراف؛ لأن هناك تعليمات بالتوقف عن إعطاء تصريحات للصحافة، أما جده عبد القادر حديدي، جد ياسين من والدته، فقد طلب من المغاربة الدعوة لحفيده: «أيها المغاربة ادعوا لياسين فهو ابن المغاربة جميعاً، ادعوا معنا حتى يعود سالماً غانماً إلى بلده وأهله»، وعن آخر لقاء بينهما قال «آخر مرة رأيته عندما عاد من الإمارات، وكان محملاً بالهدايا التي قدمها للجميع، الصغير قبل الكبير».

بيان الجيش المغربي ينفي أي دليل لوفاة الطيار
أكدت مصلحة الصحافة بالمفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية، في بيان يوم الأربعاء، أنه لم يتوافر أي دليل قاطع يدعم فرضية وفاة ربان الطائرة المقاتلة، في أعقاب تحطم طائرته "إف 16" الذي وقع باليمن يوم 10 مايو الجاري..
وأضاف المصدر ذاته أن تحليل الصور التي أوردتها مواقع إنترنت وشبكات اجتماعية أظهرت أن الأمر يمكن أن يتعلق بصور مركبة، مشيراً إلى أن مثال صورة رجل بزي ربان تم التقاطها في مكان مختلف جغرافيا عن مكان تحطم الطائرة "يدل على النوايا السيئة لهذه المنابر التي سقطت في شرك التضليل".
وأضاف البيان أن نشر بعض مواقع الإنترنت صوراً شخصية للربان، أو من المفترض أنها كذلك، هو "أمر مدان ولا مسؤول"، لأن من شأنه أن يعرضه للخطر عبر استغلالها من طرف عناصر معادية.
وأفاد البيان بأن "عمليات البحث بمختلف الوسائل لا تزال متواصلة، وفي غياب أدلة مادية ملموسة فإن الأمل في العثور على الربان حيا يظل شاغلنا الأساسي".