حيدر مصطفى الطفل الذي شغل الإعلام والنجمات

16 صور

حيدر مصطفى (3 أعوام) هو ابن الشهيدين حسين مصطفى (34 عاماً) وزوجته ليلى طالب (26 عاماً). قضيته لها وجه إنساني، خصوصاً بعد خروجه من المستشفى نتيجة إصابة في وجهه وعينه ببقايا زجاج، خضع على إثرها لعملية جراحية.
إذا سألت حيدر عن والديه، يجيبك بأنهما لن يعودا؛ أما هو فنجا بأعجوبة من الانفجار الذي ضرب منطقة برج البراجنة (ضاحية بيروت الجنوبية) منذ فترة قصيرة، حتى أن رجال الإنقاذ لاقوا صعوبة كبيرة في انتشاله من حضن والدته الشهيدة ليلى، التي فارقت الحياة في داخل السيارة، وهي تلقي بجسدها عليه لتحميه.

من هو حيدر مصطفى؟ ما تأثير استشهاد والديه فيه؟ كيف يمضي أيامه في منزل خالته؟ ما هو حلمه الذي جعل كلّ الناس داخل وخارج لبنان تتحدث عنه وتتفاعل معه؟ وما علاقة بعض الفنانات كإليسا وديانا حداد به...؟

اهتمام لبناني وعالمي
في التفاصيل: حيدر مصطفى مثله مثل أيّ طفل يعيش مع والده ووالدته، يهوى لعبة كرة القدم إلى درجة كبيرة، مثل والده، الذي كان يشجّع فريق "ريال مدريد" الإسباني، وبالأخص اللاعب الأبرز فيه كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم.
قبل أيام من وقوع الانفجار، قال حيدر لوالده إنه يراه في السماء، فضحك الوالد من هذا الكلام، وقال لابنه: "لماذا تريدنني أن أموت؟". وكأنّ القدر كان أقوى من هذه الكلمات.
يعيش حيدر حالياً في منزل خالته عليّة طالب، التي تحتضنه بعد وفاة والديه. والأمر نفسه بالنسبة إلى باقي خالاته وأخواله وأعمامه وعمّاته... أي أنه يلقى محبّة وعناية خاصة من جميع أفراد العائلتين والأقارب والأصحاب، ولكن يبقى افتقاده والديه لا يعوّض.
قضية حيدر لاقت اهتماماً لبنانياً وعالمياً، بعدما أصرّت الصحافية في جريدة "الأخبار" رنا حربي على لفت الانتباه والرأي العام العالمي إلى لبنان من خلال حلم حيدر مصطفى، فقامت بحملة إنسانية على مواقع التواصل الاجتماعي، تُطالب أثناءها النجم البرتغالي رونالدو بلقاء حيدر وتحقيق حلمه. وقد انتشرت حملتها بكثافة على عدّة صفحات رياضية وفنية ورسمية وإعلامية... بالإضافة إلى مواقع "فيس بوك" و"إنستقرام" بواسطة هاشتاغ # CristianoMeetHaidar على موقع "تويتر".

دعم قوي
وحول هذا الموضوع، تقول رنا حربي لـ "سيدتي":"وصلت قصة الطفل فعلاً لكريستيانو رونالدو، وسوف يعمل على لقائه قريباً، فمسألة سفر حيدر فيها صعوبات، إذ هناك مسائل قانونية يجب أن تحلّ أولاً، ومنها تثبيت وفاة والديه في المحكمة، وتحديد أولياء أمره الجدد من أجل إصدار جواز سفر له".
وأشارت رنا إلى أن الحملة لاقت دعماً قوياً من المتعاطفين مع الطفل حيدر، أبرزها من المطربتين اليسا، وديانا حداد التي تعهّدت بتكاليف سفره، إذا وافق كريستيانو، كذلك أبدت نانسي عجرم والإعلامية الإماراتية مهيرة عبد العزيز استعدادهما لمساعدة الطفل.

عليّة طالب: حيدر شاهد وأخبر كل شيء
أما عليّة طالب (خالة حيدر) فتقول بأن "حيدر طفل ذكي جداً رغم صغر سنه، وهو الذي اخبرنا ماذا حصل عند وقوع الانفجار وكيف كان وجه والدته مشوهاً، بينما كانت عين أبيه تنزف دماً".
وأضافت:"بات حيدر حديث الناس في لبنان وكل العالم، وهذا بسبب تعلّقه بلعبة كرة القدم مثل والده الذي كان يصطحبه معه إلى الملعب. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل رحلته إلى مدريد لمشاهدة مباراة رونالدو ستجعله ينسى والده ووالدته، مع العلم أنها مفيدة له وقد تساعده نوعاً ما على تخطّي ما شاهده وسمعه".
وحول حالة حيدر النفسية اليوم، بعد خروجه من المستشفى، تؤكد خالته بأنه "لا يحبّ الذهاب إلى المنزل، لأنه يقول لي دائماً بأن والده ووالدته في السماء، فلماذا تريدينني أن أذهب إلى البيت؟ ولذلك أقول إن هذا الطفل بحاجة إلى علاج نفسي ومتابعة نفسية دقيقة حتى يتأقلم مع حياته الجديدة من دون والديه".
أما حيدر فيقول: " أمي نزلت من السيارة حتى تشتري لي الخبز الذي أحبّه من الفرن (مكان وقوع الانفجار) والكيك (من السوبرماركت الملاصقة للفرن) من أجل المدرسة، وعادت إلى السيارة، فوضعت الأغراض على المقعد الخلفي، وجلست أنا في حضنها (على قدميها)، وفجأة حصل الانفجار، وبقينا في السيارة. وكان أبي ينظر إلى أمي، وعينه ينزل منها الدم، أما والدتي فقد سقط رأسها على رأسي، وبدأت أصرخ حتى يساعدنا الناس".
وحول سفره إلى مدريد لمشاهدة مباراة ريـال مدريد ورونالدو، أبدى حيدر سعادته المطلقة خاصة وأن والده كان يتابع دائماً هذا الفريق ويشجعه.
وتتابع خالته بأن حيدر "بحاجة إلى منزل يضمّ أماً وأباً حتى يتمكن من تخطي أزمته. فعلى سبيل المثال يطلب من زوجي قبل أن ينام أن يلعب معه مصارعة مثلما كان يفعل والده معه".

رابطة ريـال مدريد في لبنان
براءة الحسن (رئيسة رابطة ريـال مدريد في لبنان وصحافية رياضية) تقول في حديثها لـ "سيدتي" إن "هذه القصة إنسانية بامتياز، وكل ما نقوم به لا يعوّض حيدر فقدانه والديه، ولكنه يمنحه السعادة والفرح نوعاً ما.
نحن كرابطة، عندما علمنا بحلم حيدر، وتعاطفاً منّا مع قضيته، زرناه عندما كان في المستشفى، كما أننا لم نتأخّر ولا دقيقة عن إرسال إيميل رسمي إلى النادي في العاصمة الإسبانية مدريد، والتواصل مع مدير العلاقات المؤسساتية فيه، بالإضافة إلى التواصل مع وكيل أعمال اللاعب رونالدو خورخي منديز، الذي أرسل موافقة على طلب لقاء الطفل حيدر مع كريستيانو رونالدو، وعلى نفقته، ولا ينقصها إلا أوراق حيدر الثبوتية".

تغريدات إليسا وديانا حداد
غرّدت النجمة اللبنانية إليسا قائلة: "لنساعد حيدر الذي فقد والديه في انفجار بيروت على لقاء رونالدو"، وانضمّت إليها نانسي عجرم التي أعادت تغريدة اليسا.
وكذلك فعلت الفنانة ديانا حداد التي قالت: "حيدر طفل من لبنان يريد لقاء رونالدو، لنساعده". وأضافت في تغريدة ثانية: "بالنسبة للطفل اللبناني حيدر، أنا أتعهد بكافة تكاليف سفره ومقابلة كريستيانو_رونالدو في حال موافقة اللاعب على ذلك، وأرجو إبلاغي بالتفاصيل".
كما طالبت الإعلامية الإماراتية مهيرة عبد العزيز رونالدو بالتعاطف مع الطفل، عبر إطلاقها هاشتاق #CristianoMeetHaidar يطالب رونالدو بلقاء طفل لبناني فقد والديه في تفجير برج البراجنة.

المزيد من التفاصيل تطالعونها في عدد سيدتي 1814.