بيتشاكوتشا في الرياض!!

5 صور
لا يوجد للفن حدود... هذه هي الرسالة الأساسية التي عبرت عنها فعالية بيتشاكوتشا التي أُقيمت بمركز "جادة أما" للفنون بحي البجيري في الدرعية بالرياض والتي حضرها العديد من الضيوف من الجنسين ليستمعوا إلى قصص واقعية ومشاوير مختلفة بدأت بالفشل وأصبحت الآن في دائرة النجاح.... فبيتشاكوتشا هي كلمة يابانية تعني السوالف والنقنقة والحكايات، ويتم العرض عنها في 100 مدينة، وتشابه كثيرًا "ستاند أب" كوميدي ولكن بدلًا من ظهور أحدهما على المسرح ليتفوه بأحاديث تضحك الجمهور فهم يشرحون فشلهم ونجاحهم في 7 دقائق من خلال 20 صورةً لكل متحدث ليسرد قصة تلك الصورة في 20 ثانيةً متماشيًا مع قصة نجاحه... وكانت القصة الأولى لعبد العزيز المزيني، والذي قال من خلال عرضه وصوره:" هذه الصورة التي على الشاشة هي صورة عقد تم تقديمه لي في عام 2009 من شركة أجنبية... فأنا أعمل رسام كاريكاتير بإحدى الصحف وتم عرض العقد لأخذ تلك الكاريكاتير وعملها بشكل أنيميشن... رفضت لأني طلبت أن يكون كافة أشياء التصنيع والعاملين سعوديين، فرفضوا عرضي.. هنا بدأت الأفكار تشع برأسي أنّ السوق بحاجة للانيميشن، وبدأت أتوجه ذلك الاتجاه وتعاونت مع مالك أحد مصممي الانيميشن، وكان وقتها عدد متابعيه على اليوتيوب 7 أفراد فقط، وبعد أن قمنا بأول عمل كان سيئًا جدًا، وتم عمله في ساعتين ولم ينجح، وكل واحد منا ذهب في اتجاه، أنا تركت عملي في الشرقية واتجهت للرياض وقتها كنت متزوجًا وأبًا... و كان أيضًا أعمالي قليلة، ورجعت أنا ومالك فتعاونا وفتحنا شركة كش ملك، وأيضًا لم تنجح أعمالنا، وتركنا بعض من جديد، وبدأت في عمل أو مشروع 3d وعرضته على التلفزيون، ولم يقبلوا وخسرت مليون و 800 ريال، وقمت بزيادة الخسارة بإنتاج مشروع أضخم في دبي مع تكاليفه العالية، وأيضًا لم يكتمل المشروع... ورجعت أنا ومالك نعمل سويًّا في عام 2012 وأنتجنا شركة لوميك وقمنا بعمل تايكون لم يره أحد إلى الآن كان موجهًا للتلفزيون وكان جيدًا في ذلك التوقيت... وكان فيه عرض النسكافيه، من خلاله حصلت على جوائز وميداليتين برونزية وأخرى فضية".. وقال فارس العصيمي:" أنا اخترت الفن للتعبير عن مشاعري.. في بداية الأمر كنت أميًّا فنيًّا لا أعلم شيئًا عن الفن سوى أنّ ليوناردو دفنشي وبيكاسو فنانان، وكنت أستحقر كلمة فنان. كنت أحب السفر، ومن خلال سفري وجدت نفسي أعبر عن مشاعري بالرسم... بدأت أرسم وأحب الفن خاصةً بعدما أصبحت أقدم على حضور المعارض ومجالسة الفنانين... وبدأت أقرأ عن الفن وأرسم وأول لوحة رسمتها لم يكن لها أي وقع، ولكن فجأة جاءتني رسالة أنّ أحدهم يود شراء لوحتي، وفجأة بدأت أحضر معارض وقوموا باستضافتي للحديث عن الفن مثل حضوري اليوم... أصبحت الآن أسافر للبحث عن الفن ... لا أذهب للجلوس بالفنادق بل حقيبتي على ظهري أنام في أي مكان حتى لو بالحديقة لحضور معارض تذاكر دخولها باهظة الثمن، تأكدت أنّ الفن مظلوم بمجتمعنا وأنه رسالة لا يعيها إلا من يعيشها... فاللوحات بالنسبة لكم شكل خارجي ولكن وراء اللوحة 1000 قصة" .
أما تركي العندس فقد قال:" أنا طالب بكلية تجارة أعمال... أعمالي كافة على الجدران تقدر عمرها بعام، كيف بدأت رحلة الجرافيتي والرسم على الجدران من عشقي للرياض، فأنا أحب القراءة، وذات يوم قرأت كتابًا كان يتحدث الكاتب فيه عن جمال البرازيل وعشقه لها، وأنّ بها ناطحات سحاب ولكن تفتقر للجماليات بعكس حارة صغيرة رسمت على جدرانها معاناة أهل الحي وأفراحهم وكل مشاعرهم، وجدت حقًا أنّ الرياض فقيرة لهذه الجماليات ومن حبي للرياض أردت تزين جدرانها وبدأت أرسم على الجدران، أول جدار رسمت عليه غرفتي وكانت سيئة جدًا وقمت بإتلافها على الفور... وبعد ذلك بدأت أتحسن في رسم الجدران، امتلكت الآليات وبدأت يوميًّا ليلًا أخرج للرسم على جدران الحي الذي أقطن به، وفي يوم أتي والدي وهو منزعج وقال لي أي شيء هو السبب لخروجك يوميًّا ليلًا... افعل أي شيء إلا المخدرات.. والدي عمره 85 عامًا أردت أن أطلعه على أمري فأخذته وجعلته يشاهد رسوماتي على الجدران وأنا أوقع تحت كل رسمة بالحروف الأولى من اسمي الثلاثي، وفرح كثيرًا وهو الداعم الأول والعاشر والأخير لي، ثم عائلتي، ثم تقبل مجتمعي بهذا... أردت الظهور للجميع ومعرفة آرائهم فبدأت بالرسم في شوارع مزدحمة ومختلفة وكتابة الأكونت الخاص بي وتلقيت العديد من رسائل الشكر والآراء المشجعة والتي تقبلت هذا النوع من الفن وأصبحت وسيلةً سهلةً لوصول أي شخص إلي... لا يوجد قانون ما ينص على رسم الجدارن ولكني لا أتلف إلا الجدران التالفة أقوم بالرسم عليها، ثم أصبحت الآن أقوم بإصلاح تلف الجدار، ثم الرسم عليه بشكل أرتب... فهو فن ويستحق التقدير".
وشاركت جهاد الحميد قائلةً:" في نهاية القرن 19 ظهر جورج سوارت من المدرسة الانطباعية ومن أظهر عنصر النقطة وأهميته في الرسم.. فالنقطة هي بداية أي شيء... فبداية الحروف نقطة وبداية الخطوط نقطة وبداية الرسم نقطة وبدأت بالفعل أهتم بنوع من الرسم اسمه رسم الكشكول... وهي الرسومات التي نجد أنفسنا نرسمها على ورق أمامنا أثناء التفكير أو المحادثات الهاتفية... اكتشفت أنّ هذا النوع من الفن يجعل الإنسان لديه صفاء ذهني، وهو فن الزنتنجر، وأول رسمة كانت بها تفاصيل كثيرة وأخذت 11 ساعة كانت بعد تخرجي والتفكير في مصيري القادم وجدتني خرجت بتلك الرسمة... وبعدها أصبحت يوميًّا من ألـ 7 إلى 8 صباحًا أرسم رسمةً جديدةً، ثم بدأت بعمل عدة رسومات على جدران حديقتنا... وبعد ذلك بدأت استخدم الأسلاك وأعمل أشكالًا منها ستاند قلم أو دراجات".
كما تحدث العديد من الحاضرين عن مواهبهم التي كانت في التصميم أو الجرافيك أو التصوير على طريقة النولينج أي من خلال ترتيب كافة الأشياء وتصويرها بزاوية علوية 90 درجةً... ومن خلال العشر متحدثين تم إيصال فكرة أنّ الفن ليس شرطًا أن يكون فنًّا مسرحيًّا أو فنون تشكيلية وإنما قد تكون فنانًا في الإدارة، وفي التصميم أو في أي مجال آخر .