أكره حجابي.. انصحوني

مرحباً خالة، سأقدم لك مشكلتي التي هي ليست بالبسيطة بالنسبة لي..
أنا فتاة في الخامسة عشرة من عمري، ألبس الحجاب الكامل المحتشم، ولم أكن أمانع في لباسي، لكن تغيرت كثيراً هذه السنة؛ حيث أصبحت أحب الملابس الضيقة، وأحب وضع الماكياج، لكن للأسف ديننا لا يسمح، وقبل هذا والدتي معترضة على ذلك، حاولت كثيراً أن أقنعها أنه مجرد هوس وينتهي الأمر، إلا أنها لم تقتنع؛ بل جرحتني؛ حيث باتت تخبرني بمدى غبائي وتفاهتي، حاولت أن أقتنع بكلامها وأن أمتنع عن الملابس الضيقة والماكياج، ولكنني لم أستطع؛ بل على العكس تولّدت نار في داخلي سببت لي الكثير من المشاكل النفسية والنفور من الدين ومن والدتي أيضاً، بتّ أكرهها كثيراً ويخطر لي أن أهرب منها، أصبت بحالة اكتئاب، لدرجة أني أصبحت أكره الناس وأهرب من أماكن تواجدهم، وأفضل الوحدة والتفكير في الموت، وصرت لا أطيق العبادة، وأتمنى لو أني ولدت حرة.
أعلم أن هذه الأفكار خاطئة لكن ما من طريقة تجعلني أرجع إلى رشدي إلا إذا عشتها وشبعت منها، كل ما أريده هو أن أرى نفسي خارج البيت خالعة للحجاب وعلى وجهي الماكياج مرتدية الملابس الضيقة، أرجو المساعدة، وشكراً.
(سرسر)

الحلول والنصائح من خالة حنان:

1 ـ يا واش يا واش يا حبيبتي سرسر!! لماذا كل هذا الغضب الساطع وأنت تستطيعين أن تفعلي كل ما يحلو لك؟
2 ـ من قال لك أنك لا تستطيعين وضع الماكياج ولبس الملابس الضيقة؟ ولكن لماذا تريدين ذلك، وأين ومن قال لك أن ديننا لا يسمح؟
3 ـ يا حبيبة خالتك أنت بحاجة لأن تعرفي أن كل الأديان تؤكد على العفة والحشمة والوقار والصفات المثالية التي يتمنى كل إنسان أن يمتلكها، وكل الأديان تفرق بين ظهور الناس في المجتمع، أي في المناطق العامة، وبين خصوصيتهم في بيوتهم ومع أقاربهم، لهذا عرفنا ماذا تعني الحشمة، أي أن نرتدي أمام الآخرين ملابس تحمي إنسانيتنا وكرامتنا.
3 ـ طيب يا مرمر، ربما أن البنت في عمرك لا تستوعب الكلام الذي قلته، لكني أتمنى أن تفكري فيه لأنه سيساعدك صدقيني، أما الآن فيمكنك أن تتمتعي بكل ما تريدين أن ترتديه؛ فهل تريدين ذلك لتشعري أنك جميلة وحرة؟ أم تريدينه لأجل المنافسة وليعجب الناس بجمالك وأناقتك المثيرة؟
4 ـ الدين لا علاقة له بحالتك يا مرمر، وسوف تكتشفين ذلك مع الزمن؛ فأنت تستطيعين أن ترتدي ما يحلو لك وتلبسي الملابس القصيرة أو الضيقة، وتكوني حرة في بيتك ومع صديقاتك وعالمك الخاص؛ فهل كل هذا لا يكفي؟ وهل ظهورك في الشارع بهذه الصورة التي تحلمين بها هو الهدف؟ ولماذا؟
5 ـ أتمنى عليك أن تسألي نفسك أيضاً: طيب ماذا بعد أن ألبس ذلك وأتمختر، وأسمع كلمات الإعجاب التي كثيراً ما تكون وقحة وتخدش حيائي؟ فهل سأكون مرتاحة؟
6 ـ أنت يا حبيبتي بحاجة أن تقرئي وتتعرفي على ملابس الشعوب في العالم، وعلى العادات والتقاليد؛ فقد خلقنا الله داخل مجتمعات مختلفة ولكل مجتمع خصوصيته؛ فلا تظني أنك محرومة؛ بل ربما تكتشفين مع الزمن أنك محظوظة.
7 ـ يبقى المهم يا حبيبة خالتك ألا تعادي أمك؛ بل تشرحين لها رغبتك، وحاولي أن تكتفي بارتداء ما ترغبين في الأماكن التي ذكرتها لك والاستمتاع بها وسط أهلك وصديقاتك وفي أجواء احتفالية مرحة.
8 ـ صدقي أن الظهور في الشوارع والأماكن العامة ليس مقياساً للحرية، وأتمنى أن تكتشفي ذلك مبكراً لأنه سيريحك ويمنحك ثقة بنفسك ويعزز إيمانك؛ فالإيمان يريح القلب والنفس، وقربك من الله سيجعلك تكتشفين كم هو يحبك وأعطاك صحة وعقلاً ورغبات للتمتع في الدنيا وكسب ثواب الآخرة في الوقت نفسه.
9 ـ اقرئي يا حبيبتي واكتشفي معلومات كثيرة توسع عالمك؛ فلا يعود محدوداً وضيقاً مثل الملابس التي تحبينها؛ بل سيكون واسعاً ومريحاً يشعرك بالسعادة ومتعة الحياة والرضا.


وللبنات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن "خالة حنان" عادت لتدعم كل الفتيات وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص [email protected]