نقاش ثقافي عميق في ندوة "سيدتي" و"بسمة" في معرض الكتاب الدولي بالمغرب‎

16 صور

على إيقاع صوت مطر غزير احتضنت قاعة عبد الهادي التازي ندوة مجلتي "سيدتي" و"بسمة" في معرض الكتاب وهي الندوة الثالثة لـ "سيدتي" التي سبق لها مع بسمة أن شاركتا في فعاليات المعرض. وهذه المرة انفتحت المجلتان على جمعية مجلس مغربيات العالم في ألمانيا بحضور رئيسته نادية يقين. وشارك في الندوة كل من المخرجة المسرحية هاجر الجندي والدكتورة ماء العينين والناقد نور الدين الصايل، الذين ناقشوا موضوع الندوة عن الديبلوماسية الثقافية ودورها في تعزيز الحوار بين الحضارات.


وتمحورت الندوة، التي أدارتها الإعلامية المغربية بشرى مازيه، حول أسئلة رئيسة منها: ما هي العلاقة التي تجمع بين الدبلوماسية السياسية والثقافية؟ وكيف يمكن للتطور في مشهد الفنون أن يصبح عالمي التأثير؟ وما أهمية الحوار الثقافي كأداة للتفاهم بين الشعوب، ولماذا الحاجة إلى دبلوماسية ثقافية؟ وما هي رهانات الدبلوماسية الثقافية من أجل خدمة القضية الوطنية؟


وتحدث "نور الدين الصايل" مدير المركز السينمائي السابق في بداية الندوة، حول تاريخ الدبلوماسية الثقافية انطلاقاً من الخمسينيات وبكيفية معمقة في بداية التسعينيات، وأعطى مثالاً في ذلك انطلاقاً من المجال الذي تخصص فيه. حيث أبرز الدور الأساسي في تنظيم المهرجانات السينمائية في المغرب والخارج، وتوظيف تلك المهرجانات والأفلام من أجل نقل صورة حقيقية وحية وإيجابية عن تفاعلات المجتمع المغربي، وتصحيح ما علق بصورة المجتمع الآخر، سواء كان في الشرق أو في الغرب بسبب سوء عرض إن كان ذلك عن قصد أو عن حسن نية أو ما لم يسبق له أن عرفه.


و في السياق نفسه أوضحت المخرجة المسرحية "هاجر الجندي" ضرورة اعتماد الدبلوماسية الثقافية، والتي تعدّ حجر الأساس، في تعزيز أواصر التواصل بين الشعوب والحضارات عن طريق التبادل الثقافي مع الأخذ بعين الاعتبار الهوية الثقافية المتفردة لكل مجتمع من أجل تقريب المسافات وبناء الجسور التي ترتقي بالحوار المتبادل، من خلال إقامة فعاليات منتظمة للحديث عن القضية الوطنية، والتي تحتاج إلى تعبئة جديدة، فالدبلوماسية الثقافية، تضيف الجندي، "بسلاستها وطرافتها تلعب دوراً أفضل من الدبلوماسية السياسية".


وفي مداخلة لها أبرزت الأستاذة الجامعية الدكتورة لعالية ماء العينين أن الدبلوماسية الثقافية هي مرحلة من المراحل الوطيدة بين السياسي والثقافي، وإن كنا نرغب في أن نحقق ما هو أفضل، تقول لعالية، فيجب أن نتجنب النقاط الآتية:


1 - ربط الدبلوماسية الثقافية بالفلكرة (الفلكلور) وهي، كما تقول ماء العينين، نظرة ساذجة.
2 - "المناسباتية" والارتجال والذي هو مرتبط بغياب الاستراتيجية.
3 - حصر إشراك المجتمع المدني.
4 - عدم انسجام بين ما هو موجود في المجتمع المغربي ومابين الصورة التي نقدم للآخر.


وكشفت ناديا يقين، إعلامية مقيمة في ألمانيا ورئيسة مجلس مغربيات الخارج، في ختام مداخلتها عن الدور الذي تلعبه المرأة العربية في المجتمعات الغربية بعيداً عن الصورة النمطية التي يسوق لها، من أن المرأة العربية هي شخص تابع للرجل، بل بالعكس هي شخص منتج ومعطاء.