أكل المشيمة بعد الولادة.. الفوائد والأضرار؟

أكل المشيمة بعد الولادة عادة قديمة لدى النساء في الصين
استعملت المشيمة في الطب الصيني التقليدي لآلاف السنوات لأسباب عديدة
4 صور

أكل المشيمة بعد الولادة عادة قديمة لدى النساء وبخاصة في المجتمعات الصينيَّة، لاعتقادهنَّ أنَّه لا يوجد ما هو أهم للجسم أكثر مما يصنعه بنفسه داخل المشيمة من عناصر غذائيَّة وهورمونات تساعد الجسم على التخلص من آلام الولادة، وتحمي الأمهات من الاكتئاب الذي يصيبهنَّ بعد الولادة فما صحة ذلك؟
«سيدتي وطفلك» التقت بالدكتور انتصار راغب الطيلوني، استشاري ورئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى الملك عبد العزيز ومركز الأورام بجدَّة، ليجيب عن هذ السؤال ويطلعنا على حقيقة ذلك.

بداية يقول الدكتور انتصار من المثير للاهتمام أنَّ المشيمة ليست خطراً حيوياً طبياً إلا في الدول المتقدِّمة، بينما في العديد من الثقافات حول العالم تعدُّ شكلا من أشكال الطب الشمولي أو ركيزة لطقوس الولادة المقدَّسة.


• العلاج بالمشيمة في الطب:
استعملت المشيمة في الطب الصيني التقليدي لآلاف السنوات لأسباب عديدة، وفي إيطاليا استعملت لزيادة إنتاج الحليب، كما استعملت المشيمة في فيتنام لمساعدة الأُم على التعافي من الولادة. وفي هنغاريا، تعض النساء على المشيمة للمساعدة على إكمال الولادة. حتى في الولايات المتحدة، هناك حركة متزايدة لاستعمال المشيمة لتنظيم الهورمونات، وتجنب كآبة ما بعد الولادة، وزيادة إنتاج الحليب بالإضافة إلى المنافع الأخرى.


• ما هي المشيمة؟
ـ هي أول عضو يتشكل بعد حدوث الحمل قبل أن تتشكل أعضاء الجنين وتلعب المشيمة دوراً مهماً طوال فترة الحمل.
ـ فهي حلقة الوصل بينك وبين طفلك تنتقل من خلالها العناصر الغذائيَّة التي يحتاجها الجنين والأكسجين اللازم له داخل الرحم.
ـ كما أنَّها تتخلص مباشرة من أي نفايات أو عناصر ضارة بالطفل وتمنع دخولها للرحم. ثم يتخلص منها الجسم مباشرة بعد الولادة.
ـ في الولادة الطبيعَّية يتم اخراجها عن طريق سحبها بالحبل السري المتصل بها بعد التأكد من انفصالها عن جدار الرحم، وذلك بعد خروج المولود، وفي حالات الولادة القيصريَّة يلتقطها الطبيب بنفسه وتزن المشيمة نحو ½ كجم.

• هل أكل المشيمة بعد الولادة يفيد الأُم؟
ـ من يؤيدون هذه الفكرة يعتقدون أنَّ أكل المشيمة يزيد من طاقة الأُم ويخلصها من إرهاق وتعب ما بعد الولادة، كما يعتقدون أنَّها تزيد من إدرار حليب الثدي، وأخيراً فإنَّ نسبة إصابة الأمهات اللاتي يتناولن مشيمتهنَّ باكتئاب ما بعد الولادة أقل من مثيلاتهنَّ اللاتي لا يتناولنها.
ـ كل هذه الاعتقادات السابقة لم تثبت علمياً، ولم يستطع الأطباء والباحثون إيجاد دليل على صحتها، ومع ذلك ما زالت الأبحاث مستمرة في هذا المجال.


• تصنيع المشيمة كحبوب؟
في حين قد تبدو فكرة تناول المشيمة مقززة للبعض تعمد بعض شركات تصنيع الأدوية على تسهيل الفكرة من خلال تحويلها إلى مسحوق ثم وضعها في كبسولات لا تختلف بالشكل أو المذاق عن أي حبوب دواء أخرى.
عمليَّة التحويل هذه يجب أن تتمّ في شركة مخصصة، تقومين بتزويدها بالمشيمة الخاصة بك، لأنَّها فعَّالة، حسب المروجين لها فقط إن كانت عائدة لك بعدها يتم تجفيف المشيمة وسحقها على شكل بودرة ثمَّ تعبئتها على شكل كبسولات داخل غلاف عازل للمذاق يتحلل بعد بلعه عند الدخول إلى المعدة والأمعاء.

• أضرار أكل المشيمة
صحيح أنَّه لا يوجد دليل واحد على أنَّ أكل المشيمة يفيد الأُم، ولكن هناك ما يثبت أنَّ أكلها قد يضر بالأُم:
ـ مهما بلغت درجة نظافة المستشفى التي تلدين فيه فهناك نسبة من التلوث ستنتقل للمشيمة في أثناء الولادة من خلال السوائل والدم وغيرها من الملوثات.
ـ من الممكن أن تكون المشيمة محملة بمواد ملوثة كانت تمنع وصولها إلى الجنين، وبالتالي أنت تعيدين هذه المواد الضارة مرَّة أخرى إلى جسمك.
ـ يجب حفظ المشيمة بعد الولادة في درجة التجميد خلال ساعة من إخراجها من جسمك ومن الممكن حدوث أخطاء في حفظها فتفسد.
ـ المشيمة تحمل أي عدوى أو بكتيريا موجودة في الدم. لذا فعند تناولها أنت عرضة للإصابة بالعدوى إن وجدت، خاصة إذا تناولتِ مشيمة أخرى غير مشيمتك الخاصة.
• هل يجوز أكل المشيمة إسلامياً؟
عن ظاهرة إدخال المشيمة إلى الأطعمة وتناولها في هذا الشكل يمنع هذا الأمر ليس بسبب نجاستها، بل بسبب حرمة الكائن البشري وحرمة أكله شرعاً. ولكن بحسب قرار مجمع الفقه الإسلامي لا مانع من الانتفاع بها للغرض الطبي فقط إذا لم يتوفر علاج بديل. أما بالنسبة لتحويلها إلى حبوب وأدوية تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن فلا يجوز أخذها إلا عند الضرورة.