مواجهة جديدة بينهما وبينه: العتب محبة أم مساءلة؟

مللت العتب يا عمي
دعوني أعبر عن مشاعري
2 صور

إذا كنت زوجة أو ابنةً أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك؛ فهذه الصفحة لك، قولي كلمتك له؛ فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً!

هي: مللت العتب يا عمي!
مللت من سماع العتاب، ويبدو أن هذا الأسلوب يعتمده الكثيرون بحجة العتب من المحبة، ولكن الحقيقة التي أراها، أن العتب ليس من المحبة بل لإخضاع الطرف الآخر لتقديم الأكثر وبذل الجهد الإضافي بعد إشعاره بالذنب والتقصير، أنا أحب من حولي، ولكن لماذا لا أعاتب إن شعرت بأن من أحبه قد قصّر معي في أمر ما؟ أتعلمون لماذا؟ لأني أتفهّم الطرف الآخر، أضع له الأعذار وأعطيه الفرصة بالمحبة وأتغاضى، أنا أحب؛ لذا أسامح و«أطنّش».


أعلم أن عمي أبومحمد، والد زوجي، يحبنا كثيراً، ولكن وبدون مبالغة، على الأقل مرة في الشهر، لا بد له من أن يعاتب إن لم نزره لسبب مرض أحد الأولاد، نجده عابساً في الزيارة التالية ومعاتباً على الصغيرة والكبيرة، لدرجة أن الوضع أصبح متوتراً ولم تعد علاقتنا به سلسة وطبيعية.


أنا لا أرى من المنطق أن يبدأ عمي أيضاً بمعاتبة الأطفال الصغار! ابني عمره 6 سنوات، يمسكه ويعاتبه، لماذا لم يزره في الأسبوع الماضي! ألا يدرك أن الطفل قد ينفر؟ وأصلاً لا يعلم ما معنى العتب؛ بل سيفهمه على أنه تأنيب! وبصراحة أكثر، أود لو أتجرأ وأقول له: حسناً، إن لم نأتِ نحن أو نتصل؛ فلماذا لا تتصل بنا وتطمئن علينا؟ إلى متى نبقى أطفالاً وعلينا فقط أن نقوم بواجباتنا ونقدم الولاء والطاعة؟ أليس من حقنا أيضاً أن يقوم الوالدان بواجبهما والسؤال علينا عندما نغيب؟


لا أجيد الازدواجية في التعامل، والمشكلة أيضاً أن عمي لا يمسك ولده ويعاتبه؛ بل يعاتبني أنا!! أنا زوجة ابنه، وما شأني؟ أم أنه يريد أن يشعرني بأنني من أبعد ولده عنه؟ ألا ترون معي أن العتب وكثرته، يوتر العلاقات ويحولها من القيام بأفعال محببة، إلى واجبات لتفادي الزعل.


زوجي محمد يقول بأنني أبالغ في التفكير، ولا داعي لكل هذا التوتر، ويجب أن أبسّط الأمر أكثر، حسب قول محمد «اتركيه يعاتب وقولي له خير إن شاء الله، بابتسامة»، إن كان محمد محقاً أم لا؛ فأنا أعلم أنني أستطيع أن أتصرف بهذا الشكل وأجيب بهذه الصيغة، ولكن تمنيت لو كانت علاقتنا حتى مع أقرب الناس لنا أكثر طبيعية وعفوية، مليئة بالتفاهم والتسامح والمحبة، وبعيدة عن المساءلات، هل أنا محقة؟
رباب «35- ربة منزل»

إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك؛ فهذه الصفحة لك، قل كلمتك لها؛ فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!

هو: دعوني أعبّر عن مشاعري

من صغري علمت أولادي أن يعبروا عما في قلوبهم وما يشعرون به، لا لشيء؛ بل لأن كتمان المشاعر غير صحي، وأيضاً يزيد التحامل على الآخرين، أنا لا أسمّي مصارحة الآخرين بما أشعر، عتباً! بل هو مجرد التعبير عما أشعر به؛ لإعلامهم بإحساسي، وإعطائهم الفرصة بمراعاته، لا أكثر.
زوجة ابني محمد «رباب»، لا تحب هذه المصارحة، هذا ما علمته من زوجتي، أم محمد بعد أن أخبرها محمد بأن رباب أصبحت تنزعج من كلامي! أريد أحداً يخبرني عن الخطأ الذي أقوله؟


عندما أنتظرهم يوم العطلة ولا يأتون، وقد اعتدت على زيارتهم، أنزعج، أنزعج لأني لم أرهم وأنا مشتاق لهم، ولم يتصلوا حتى هاتفياً كي أسمع صوتهم، وعندما أصارحهم بما شعرت به في غيابهم، أجد رباباً تنزعج، ربما يقول أحدكم: ولماذا لا أتصل أنا بهم؟ السبب أنني لا أفعل، هو أنني لا أحب أن أقوم بمحاصرتهم وأفرض عليهم ما لا يريدونه، عليهم أن يبادروا بالاتصال ويشرحوا سبب عدم مجيئهم، وعلى الأقل أحادثهم عبر الهاتف.


لا أجد بتصرفي أي خطأ، وكل ما في الأمر هو أنني صريح وأحبهم، وأيضاً أراعي صحتي ولا أريد كبت أي شعور سلبي في داخلي؛ فالمشاعر السلبية إن كتمت تفاقمت، ويصبح الوضع صعب التعامل معه بعد ذلك.


الحكاية أبسط بكثير من كل هذا، ولا أجد أي مبرر من انزعاج رباب من كلامي معها، وهي حتى إن لم تقل شيئاً، أجد تعابير وجهها ونظرتها تتكلم وتنفر، وأيضاً كي لا تنزعج رباب وتعتبر الأمر شخصياً؛ فأنا أيضاً أخبر حفيدي بأنني اشتقت له وأسأله لماذا لم يأتِ ليراني، وفي نفس الوقت أريده أن يتعلم التعبير عن مشاعره ولا يكتمها، مثلما علّمت أباه على هذا السلوك منذ الصغر، كلامي ليس فقط مع رباب، أنا أحبها ولا أريدها أن تشعر بأنني أشكل ضغطاً عليها، والأمر، أكرر، ليس أمراً شخصياً؛ بل يشمل العائلة بأكملها.


أدعو الله لطمأنة النفوس والابتعاد عن وساوس الشيطان؛ فالموضوع لا يحمل توتراً وإزعاجاً، كل ما في الأمر محبة ومصارحة، ولن أقول عتاباً.
أبومحمد «71سنة-متقاعد».