طقوس استقبال رمضان في السعودية بين الماضي والحاضر!

صورة تعبيرية
ريم بخيت
فدوى مطبقاني
زينة فدوى في منزلها
زينة فدوى في منزلها
5 صور

يختلف الاستعداد لشهر رمضان المبارك من عائلة إلى أخرى ومن منزل إلى آخر، فمع قرب قدوم الشهر تجد حالات الاستنفار في السوبر ماركت والأسواق ومحلات الزينة والمطابخ والمنازل، وبين أصالة الماضي وحداثة الحاضر يختلف مدى التمسك بالعادات والتقاليد والأعراف بين الأسر السعودية في طرق الاستعداد لهذا الشهر المبارك من منزل لآخر، تجولت سيدتي بين عدد من السيدات للتعرف على طريقة استعداد كل سيدة ومدى التباين بين سيدات المجتمع في استقبال هلال رمضان.


تصف لنا السيدة، فدوى مطبقاني 31 سنة وهي من سيدات المدينة المنورة، تصف شعورها بقدوم الشهر الفضيل بقولها: " رمضان له طابع خاص في المدينة المنورة، ولقد مزجناه في العصر الحالي بعادات ختمت على نفوسنا وغرزت في أبناءنا أجواء جميلة ! وله ذكريات ننتظر إعادة تكوينها من جديد، وفي هذا الشهر الفضيل تتاح لنا الفرص لختم القرآن والتواجد في الأماكن المقدسة واثراء الصدقات بأنواعها، ولكن هذا لا يمنع من تجيد التواصل الاجتماعي خاصة أننا حظينا بموسم الإجازة في هذا الشهر الكريم لهذا العام ، ويزيد الاستمتاع باستعدادات عيد الفطر وزيارة البازارات والمجمعات، وبالنسبة لأجواء رمضان في طيبة الطيبة لا يُفوت أبداً لمن لديه المقدرة على الزيارة والصلاة في الحرم الشريف، وطوبى لمن حظي بالسكن في مدينة رسول الله ، من العادات التي اتمسك بها منذ الصغر هي عادة حضور ختم القرآن يوم 28 في الحرم أو في مسجد قباء" وختمت المطبقاني حديثها لسيدتي بوجهة نظرها في استقبال رمضان بأدوات الزينة في منزلها ، وعبرت عن مدى تأييدها لذلك حيث ذكرت انها مهمة خصوصاً في الأماكن التي يوجد بها غير المسلمين لتكون دلالة على الاحتفاء برمز من رموز الدين الإسلامي للتعبير عن استقبال هذا الشهر الفضيل بأفضل العطايا من زينة للمنازل والشوارع واستقبال الضيوف والصلاة وقراءة القرآن.


أما سيدة الأعمال والمستشارة التربوية ريم بخيت 49 عاما ، فتصف استعداداها لرمضان من خلال صيام شهر شعبان من أجل تعويد النفس على الصوم ، كما تخطط لتوزيع المؤنة على المحتاجين والتواصل مع الفقراء والمديونين ومراجعة دفتر الزكاة لتجهيزها بالمبالغ المقدرة ومراجعتها قبل توزيعها ، وتقوم بزيارة الناس الذين سبق وحدث بينها وبينهم بعض سوء الفهم أو الجفاء ، وتذكران أكثر عادة تتمسك بها منذ الصغر ، هي تجهيز السلال الرمضانية وتوزيعها على الأسر المحتاجة قبل دخول الشهر الفضيل ، وبالمقارنة بين رمضان القديم والحديث تصف ريم ذلك بقولها أن رمضان قديماً كانت تتفرغ هي وأسرتها قبل رمضان بمدة لدعوة الأقارب من جهة والدها ووالدتها لمشاركتهم طعام الإفطار في أول أسبوع من رمضان في المنزل ، أما حاليا وفي ظل توفر الخدمات تقوم بحجز قاعة في مطعم يتم فيها توفير كل شيء دون الضغط على أهل المنزل.


مباركة الزبيدي 32 عاماَ باحثة ومدربة في التنمية البشرية تؤكد على أن رمضان يعني لها الكثير وانه ليس محصوراً في الكماليات والمظاهر المألوفة من استعداد وتجهيز ، أو انتظار لفعاليات وتجديد ، وتقول مباركة: "إن رمضان فرصة لتعويد الذات الانسانية على ما ترغب التعود عليه من سلوكيات ايجابية وتصويب لما تكون قد عجزت عن تصويبه في بقية الشهور وقد تكون فرصة حقيقية للكثيرين من أجل الانطلاق ثم الاستمرار بعد ذلك على ما اعتادوا عليه طيلة العام وبذلك ينجحون في التحول بعد عون الله نحو الأفضل".


وتذكر المعلمة كوثر النظامي معلمة ، 49 عام ، أنها تستقبل رمضان بالتسبيح والتهليل وزيارة الأقارب وفي محاولة لفك ضيق من يحتاج منهم وتوزيع الصدقات ، وهذه اكثر عادة ظلت متمسكة بها منذ صغرها ، وحالياً تقوم هي وأبناءها بزيارة المسجد المجاور كل عام من أجل تقديم الطعام والشراب للمحتاجين وتشعر بالسعادة عند رؤية الفرحة على وجوههم.