الشعراء بين دور الإعلام وسلطة المجتمع

فايز عوض العنزي
فاطمة البياهي
فاطمة البياهي
4 صور

يحتاج الشعراء والكتاب للتفاعل مع الجمهور؛ مما يدفعهم لمزيد من العطاء المكلل بالإحساس، ولوسائل الإعلام المختلفة دور في إبراز إبداعهم؛ فماذا قالوا لـ «سيدتي»:

الشاعر فايز عوض العنزي، قال بأن أهم مشكلة تقف في طريق الشعراء، أنه لا يوجد اهتمام واحتواء للشعراء في الداخل، وأن أغلب من سطع نجمهم كانوا في الدول المجاورة، وذلك من خلال تنظيم عالي المستوى للأمسيات واللقاءات التلفزيونية، ونشر ذلك من خلال برامج التواصل الاجتماعي، ومن حيث الإعلام المقروء كالمجلات لديهم؛ فبمجرد إرسال قصيدة للمجلات المهتمة بالشعر، يتم نشرها بكل سهولة.


ويسترسل العنزي: لا بد من تنظيم أمسيات للشعراء؛ لأنها منبر الشاعر الوحيد أمام الجمهور، ولدينا مناسبات عديدة ممكن استغلالها؛ لما لها من مردود مادي ممتاز للجهات المنظمة، وتعود أيضاً للشاعر بالفائدة من ناحية إبراز اسمه، وعلى سبيل المثال لا الحصر: مهرجان الجنادرية، وسوق عكاظ؛ نظراً لما توفره الدولة من دعم لهذه المهرجانات، وبالنسبة للكتاب؛ فمعرض الكتاب له مردود ممتاز للكاتب والجهات المنظمة، وقد عالج الفتور الذي أصاب الساحة الثقافية، وتمنى الاهتمام بالشعراء المغمورين وتوفير منبر لهم أمام الناس؛ فما فائدة الشعر من دون جمهور؟


ويتابع: لدينا أسماء لها ثقلها، ولكن إن حضروا غابت التغطية الإعلامية المناسبة لهم، وقد أمتعنا ببعض الأبيات من قصائده:
لك من شعور الشاعر وقيفانه – ديم تناثر فكرته!! من/غيمه. شفها ترحب باسمك وطربانه – خلت/ حروفك/ للغنا ترنيمه. ! هذي ببساطة حالتي يا فلانة – معك القصايد راحلة ومقيمه.


المرأة والمجتمع
الطرف الناعم من الشاعرات، كانت الشاعرة والأديبة، فاطمة البياهي، والتي تستعرض معنا أهم مشكلة ثقافية تواجه الشاعرات، وهي أن المرأة المثقفة أو الشاعرة تظل تبحث عن ذاتها؛ لأن المجتمع يعتبر شعرها الذي يعبر عما بداخلها الأنثوي، خروجاً على عادات المجتمع، ولكي تعبر المرأة عن نفسها، سلكت مسلك الحيلة حتى تظهر بمظهر يتوافق مع المجتمع، ومع ذلك استطاعت أن تعبر عن مشاعرها وأحاسيسها بكل صدق، والمرأة تعبر كذلك عن قضايا المجتمع؛ فهي ليست ثانوية كما يعتقد البعض، وتحتاج للدعم من المجتمع حتى تبرز على الساحة؛ فالمجتمع عادة هو خير داعم، ويجب أن تتغير نظرته تجاه الأديبة أو الشاعرة، وينظر فقط لإنتاجها وإبداعها، بغض النظر عن الجنس، سواء كان رجلاً أو امرأة؛ فالأديب يجب أن يصل للناس ويعبر عن طموحاتهم وحقوقهم، وهذا التعبير إن كان صادقاً، يجب أن يأخذ حقه دون التركيز على قائل النص، وطالما أن الشاعر أو الكاتب أراد التعبير عما يجول في خواطر الناس؛ فمن المفروض أن يجد ترحيباً من المجتمع، كما يحتاج الأديب والشاعر إلى الدعم الثقافي؛ ففي كل المجتمعات يظل مغموراً حتى تظهره الصدفة أو مأساة ما، وهو لا يحظى باهتمام كبير كرجل الاقتصاد أو السياسة، والكاتب قريب من الناس ويشعر بما يدور في خواطرهم؛ لذلك يجب أن يحظى بدعم ومكانة مرموقة، سواء كانت اجتماعية أو فكرية أو ثقافية.


وتقترح وجود مؤسسات ثقافية متخصصة غير الأندية الأدبية، وأمسيات تقام على مدار العام، تُتاح للأدباء والشعراء من الجنسين ومن كل الطبقات ولكل المناسبات التي تمر على المجتمع.


وتشعر بأن بعض القيود بدأت تتلاشى، وهذه فرصة المرأة لتظهر أفكارها للناس دون خوف أو تردد، وترى أن دور الإعلام مبرز وداعم للمرأة بشكل عام، ولها ديوان بعنوان «أنثى الأرض»، وقريباً ستصدر ديواناً بعنوان «بنات الصحراء».