تربية الأطفال جعلتني انطوائيَّة، ما الحل؟

أنا امرأة متزوجة منذ 7 سنوات، أجد صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة لأصف بها حالتي الصعبة، والمشاكل تحيط بي من كل جهة، مشكلتي قديمة منذ صغري، وزادت مع مرور الوقت وهي، أنَّ شخصيتي غير واضحة وغير قويَّة، وهذا ما يقف حاجزاً بيني وبين أهدافي وأحلامي، كما أصبحت بعد الزواج وإنجاب الأطفال، أميل للعزلة والانطوائيَّة؛ فقد قاطعت جميع صديقاتي وأصبحت لا أُحب التواصل أو الخروج من المنزل أو حضور المناسبات، أفضل الانطوائيَّة دائماً؛ فما الحلُّ؟

«سيدتي نت» التقى مستشار تطوير حياة وقدرات شخصيَّة وعقليَّة واجتماعيَّة، ومستشار تربية وتطوير حياة أطفال، تركي خان، ليقدِّم لنا الحل الأنسب حول هذه المشكلة من خلال النصائح التالية:

ـ بدايةً، حاولي تنظيم نومك وإمداد جسمك بالراحة الكاملة:
إن كنت بطبيعتك عصبيَّة؛ فستكتشفين أنَّ عصبيتك ستتزايد بعض الشيء، وإن كنت هادئة فربما تصبحين عصبيَّة بعض الشيء أيضاً، وهذا ليس أمراً مستغرباً؛ فزيادة الأعباء وقلة أوقات النوم والراحة؛ خاصة في عمر الرضاعة الأولى، سيسبب هذا، حاولي قدر المستطاع تنظيم يومك ونومك حسب أوقات الصغير؛ حتى لا تشعري بالتعب والإرهاق على الدوام، وتقللي من شعورك بالتوتر.

ـ يجب أن تضعي طموحاً لنفسك بعيداً عن أطفالك:
ستفكرين في المستقبل، وستعملين أنت وزوجك على التخطيط لحياتكما وحياة الأبناء، سواء لدراستهم أو للانتقال إلى مكان أفضل أو لزيادة الدخل أو فيما بعد لدراستهم الجامعيَّة ولمساعدتهم على بدء تأسيس حياتهم، ستتراجع بعض الطموحات الشخصيَّة، وستتراجع بعض بنود الترفيه أمام كل ما تتصوران أنَّ الصغار يحتاجونه، لكن اتركي مجالاً لنفسك، وضعي طموحاً شخصياً تعملين عليه، ولا تنسي نفسك وطموحك.

ـ الدلال وتحمل المسئولية
تحملك المسئولية لا يعني أن تنسي نفسك؛ فيجب عليك أن تأخذي أوقاتاً خاصة للراحة بحيث تنسقين مع زوجك أن يهتم هو بالطفل، حتى وإن لم يتجاوز الأمر أكثر من ساعتين؛ لأنك بعد الإنجاب ستكتشفين معنى تحمل المسئوليَّة، وسترين كيف أنك مسئولة عن كل ما يتعلق بهذا الصغير، وفي بعض الأوقات ليس هناك من يساعدك؛ لأنَّ زوجك في العمل؛ ولأنَّ منزل والدتك بعيد، إلى جانب تعلقه الشديد بك، وهذا لا يعني أنَّ الأب في راحة؛ فكثيراً ما يعود إلى المنزل ليجد مسئوليات كثيرة، مثل: متطلبات المنزل، أو رعاية الصغير ريثما تفعلين أنت شيئا آخر، أو ربما الذهاب به للطبيب، وليس هناك وقت ولا مجال للدلال والراحة.

ـ لا تخافي على صغيرك بشكل زائد:
قللي من شعورك الدائم بالقلق على صغيرك، لكن هذا لا يعني أن تكوني باردة غير مهتمَّة به، أو ترغبين بالتخلص من مسئوليتك تجاهه، الوسطيَّة في كل شيء أمر مطلوب، إذا مررت بليلة عصيبة ولم تنامي؛ فانتظري زوجك ليمسك بالطفل قبل نومه حتى تستطيعي أن تأخذي قسطاً من النوم، ولا يجب التدقيق في اختلاف أوقات نومك مع زوجك؛ فهذه مجرد فترة بسيطة لن تدوم.

ـ نسيان التواصل مع الأصدقاء:
قد تنسين الحياة الاجتماعيَّة بعض الشيء، وتجدين نفسك غير قادرة على الذهاب للأفراح، أو ربما تذهبين وتغادرين سريعاً؛ لأنَّ صغيرك لن يتحمل صخب الأفراح، أو ربما لأنَّه ممنوع اصطحاب الأطفال.

ـ وعلى الجانب الآخر، إن كنت من محبي السفر؛ فستجدين أنك لن تستطيعي الذهاب لبعض الرحلات التي لن يتحملها الصغار، مثل رحلات السفاري أو سانت كاترين أو غيرها، وربما ستضطرين لقضاء بعض الأوقات في الأماكن التي سيحظى الصغار فيها بالمتعة أكثر منك، ستكون متعتهم أهم، وربما تصبح أساساً لمتعتك أنت؛ فلا تنظري للأمر بسلبيَّة، وإنَّما استمتعي بكونك أُماً، وحاولي أن تجدي المتعة في الأماكن التي تذهبين إليها بصحبتهم؛ بل ربما تجدين صديقات جدداً يشاركنك اهتماماتك.

ـ ربما ستقل عدد مرَّات لقاءاتك بصديقاتك بسبب هذا، وهو ما لا أحبذه، وإنما لا مانع من اختيار الأماكن المناسبة لك ولصغيرك، وثقي أنَّ صديقاتك سيقدرن ذلك، رتبي يوماً للقائهنَّ في منزلك بسبب ضيق وقتك، ولا تحرجي من ذلك.

وأخيراً ينصح تركي بألا تتركي نفسك نهباً للعزلة؛ فالإنجاب لا يعني ذلك، وخصصي أوقاتاً لنفسك، ولا تنسي ذاتك أبداً؛ فنسيانها سيعود سلباً عليك وعلى كل من حولك، بينما إعطاؤها حقها سيعود إيجاباً عليك وعلى كل من حولك.