في ألمانيا.. محنة سائقي القطارات

2 صور

يعيش سائقو القطارات في ألمانيا محنة كبيرة، تُدخلهم أحياناً في حالات اكتئاب حادة واضطرابات نفسية صعبة، تدفعهم أحياناً إلى ترك العمل أو أخذ إجازات طويلة، أو حتى إلى محاولة الانتحار، والسبب وراء كل هذا، هو مشاهدتهم أجساد المنتحرين الذين يختارون عجلات القطارات وسيلةً لإنهاء حياتهم.

الإعلان عن أرقامٍ مخيفة
أعلنتْ دائرة الإحصاءات المركزية في ألمانيا مؤخراً، أرقاماً مخيفة تجعل المشكلة أكبر مما يتصوره البعض؛ فمن بين عشرة آلاف ألماني ينتحر سنوياً، هنالك أربعة آلاف منهم يفضلون إنهاء حياتهم تحت عجلات القطار، بغض النظر عن موت المنتحر أو فشل المحاولة، وهذا رقم يتجاوز أعداد ضحايا جرائم القتل وحوادث السيارات ومدمني المخدرات في ألمانيا، ويشير أيضاً إلى ضعف الإرادة، وانهيار العلاقات العائلية، وأشهر منفذي هذا الأسلوب، هو انتحار حامي هدف المنتخب الألماني «روبرت إنكة» الذي قفز أمام القطار الذي يمر قرب مسكنه في بلدة «إمبيدة» عام 2009 بسبب معاناته من اكتئاب أبقاه سراً، ولم يعرف به أحد إلا بعد شيوع الخبر.


مشاهد مؤلمة
يبدو أن محنة سائقي القطارات لا تقل إيلاماً عن محنة المنتحرين أنفسهم؛ فقد تحدث بعض السائقين عن كوابيس ليلية يعيشونها بسبب المناظر المؤلمة التي تقع عليها أعينهم؛ فهنالك دائماً نحو 30 ثانية تفصل بين مشاهدة سائق القطار لشخص يرمي نفسه بين العجلات، وبين قدرته على سحب الفرامل وإيقاف القطار الذي يتطلب السير مسافة كيلومتر قبل التمكن من ذلك تماماً واستدعاء الشرطة وسيارة الإسعاف، ولعل المؤلم في الأمر، أن السائق يرى في الغالب عيني المنتحر فترة تصل إلى جزء من الثانية، ورغم قصر هذه المدة الزمنية؛ فإنها كفيلة بإصابة السائق باضطراب نفسي قد يرافقه مدى الحياة، وقد تحدث أحد السائقين عن مشاهدته لـ12 حادثة انتحار تحت عجلات القطار الذي يقوده، وكيف أنه ما عاد يُقبل على الحياة كالسابق.


البحث عن وظائف بديلة
فالسائقون يشعرون أنهم قد تسببوا في موت إنسان ولو بشكلٍ غير مباشر، وعادةً ما يتركون العمل، رغم الجهود التي تبذلها إدارة القطارات لإعادة تأهيلهم ومنحهم إجازات مفتوحة، وإخضاعهم لجلسات علاجٍ نفسي تشفيهم من حالات الخوف، وعادة ما يبحثون عن وظيفة جديدة بعيدة عن ضجيج القطارات.


بالأرقام
• ربع سائقي القطارات يتركون عملهم في ألمانيا بعد مشاهدتهم حادثة انتحار تحت عجلات القطار.
• 10% نسبة نجاح البرامج النفسية مع المصدومين.
• 680 شخصاً انتحروا في العام 2012 تحت عجلات القطار، ثم أخذ الرقم بالتصاعد سنوياً.
• عدد المنتحرين الرجال يصل إلى ضعف عدد المنتحرات النساء.
• 33% من سائقي القطارات يعانون من اضطرابات نفسية تستمر معهم فتراتٍ طويلةٍ.