السفر يتصدر وسائل التثقيف والتعلّم للسعوديين

أمين غبرة
منى الحربي
تميم التميمي
نورة الشعبان
5 صور

تغرب عن الأوطان في طلب العُلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائـدُ
تفريـج هـم، واكتسـاب معيشـةٍ وعلـمٍ، وآدابٍ، وصحبـة مـاجـد

هذا ما قاله الإمام الشافي في وصف السفر، فجميع رموز العلم والمعرفة عبر التاريخ كانوا يجدون في السفر مكتبةً علميةً ثقافيةً أزليَّة لا يختلف على ارتيادها طلاب العلم والاستكشاف والمتأملون في الأرض على مر العصور، فالكون بأراضيه وسماواته كتب إلهيَّة تجمع بين دفتيها مكنوننا الذاتي الإنساني وتاريخنا البشري ومستقبله.
وفي السعوديَّة شجعت أنظمة الابتعاث وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وحسابات محبي السفر والرحالة العرب السعوديين على السياحة الثقافيَّة، التي أصبح هناك تنافس كبير بين شباب المجتمع عليها واستكشاف أقاصي الأرض لتدوينها ونشر أهم تجاربهم والفوائد التي اكتسبوها من العالم.

من هنا قرَّرت «سيدتي» التواصل مع عدد من عشاق السفر، لنتعرَّف على سرِّ شغفهم به، وما أهم التغيُّرات، التي طرأت على حياتهم وشخصياتهم بسببه؟

مشاهدة التاريخ
بدأنا مع أحد نجوم الثقافة بمواقع التواصل الاجتماعي، تميم التميمي،27 عاما، الذي أكد على دور السفر في بناء ثقافة الإنسان، فقال: أهميَّة السفر برأيي هو الوقوف على المكان، ومشاهدة التاريخ لا قراءته فقط، فالكتب والروايات تسافر بنا مجازياً، لكن في السفر نعيشها، ولا أنسى رحلة باريس وماذا أضافت إليَّ ثقافياً، وقفت أمام نوتردام، وتجوّلت في سجن الباستيل، والقهوة في الحي اللاتيني، وأخيراً اللوفر. كل هذه، كانت خيالاً حين قرأت لفكتور هوجو، تاريخ الثورة الفرنسيَّة، ويوميات همنغواي في الحي اللاتيني، السفر وحده هو ما يُشعرك بلذة الأدب والتاريخ.

الألم والكفاح يصنعان العظماء
أما سفيرة الإبداع وعضو مجلس الشورى، نورة الشعبان، فكشفت لنا جانبها المختلف في عشقها للسفر، وبأنَّه يعطيها اتساعاً فكرياً للأمور المختلفة، ويثريها بالتعرُّف على عائلات وأصدقاء من جميع الثقافات لتتعلم منهم، وتسرد لنا أهم قصصها في السفر: في أحد رحلاتي للهند، رسا قاربي المنزلي على ضفاف إحدى القرى المسلمة صدفة، فقرَّرت زيارتها واستقبلتني فتاتان بمقتبل العشرين وطلبتا استضافتي بمنزلهما، وفعلاً ذهبت وكانت العائلة سعيدة لأنني أول مسلمة أزور قريتهم، طبخت لنا الجدة أجمل الطعام، وتولت الفتاتان مهمَّة تصفيف شعري بالزيت ووضع الحناء بيدي، وتجاذبنا أطراف الحديث وعلمت كم هما تكافحان لطلب العلم والسفر بأكثر من وسيلة مواصلات للوصول إلى الجامعة، ومع تواصل الحديث شعرت بأنَّ تلك اللحظات أثرت فيَّ جداً، لأنني تعلمت منهما كيف أنَّ الألم والكفاح يصنعان العظماء.

الرفقة أجمل ما في السفر
وزارت منى الحربي، 52 عاماً، فنانة تشكيليَّة، ومدرِّبة تاتشي، ما يقارب 25 بلداً، وتقول: كل بلد يزيدنا علماً بطابعه الخاص الذي نتلمسه من خلال تاريخه، وطبيعته، وطقسه وأيضاً اللباس الفولكلوري، والمأكولات الشعبيَّة والحِرَف، وهناك مدن تركت في نفسي أثراً أكثر من غيرها كبولندا، فقد كان اللافت حبَّ شعبها لمساعدة الغير بأي طريقة ممكنة لم أرها في أي بلد آخر. كما بهرتني الحضارة الفنيَّة بروسيا وفخامتها، فالمترو بموسكو كأنَّه قصر، لكن يبقى الأهم والأجمل في السفر الرفقة.

الترحال مدرسة الحياة
أما أمين غبرة، متقاعد من الخطوط السعودية، زار 58 دولة، وأكثر من 350 مدينة حول العالم، فقال: السفر يجعل الإنسان أكثر صبراً وتحملا وجرأة، ويزرع فيه الثقة بنفسه والاستقلاليَّة ناهيك عن أنَّه يشحذ من فراسته في معرفة سحنات البشر والشعوب وعاداتهم ولغاتهم وتقاليدهم، ولا ننسي أنَّه تيفتح له زوايا قد يكون غافلا عنها في التبصُّر في ما خلق الله في هذا الكون الفسيح فيزداد إيماناً ويقينا بالله.
السفر المقارن مصطلح أطلقه غبرة على ما يعرف ويشاهد ويعمل في محيطه مقارنة بما يُشاهده ويعاصره أثناء سفره، ليظهر له في أي نقطة هو يقف، وتبرز هنا الايجابيات أو السلبيات.

وأجمل الدول، التي يمكننا السفر إليها للسياحة الثقافيَّة بحسب خبرات الرحالة أمين، التي يمكن أن تكسبنا ثقافة جديدة وهي:

• في آسيا: اليابان والصين وروسيا وتايلند.
• الغرب: فرنسا واليونان والنرويج وتركيا وإسبانيا وسويسرا.
• المنطقة العربيَّة: مصر والمغرب.
• وفي أقصي الغرب شمالا فانكوفر في كندا، وجنوباً ريودي جانيرو في البرازيل.