ثقافة يوم الحب في عالمنا العربي

يراه البعض ثقافة مستوردة من الغرب.
ثورة، حرب، وحب
مظاهر الاحتفال بعيد الحب من الأمور الشخصية.
ثقافة عيد الحب في عالمنا العربي.
أطفالنا هم مصدر شعورنا بالحب ولأجلهم يمنح الحب.
6 صور

الحب هو حاجة إنسانية ، فأن تكون محبوباً وأن تحب، هي فطرة إنسانية، فكيف بنا أن نحارب فطرة جبلنا عليها جبلا.


من منا لم يتغنَّ يوماً بأشعار عنترة وقيس بن الملوح وعمر بن أبي ربيعة وجميل بثينة وابن زيدون، وبالمحبوبة والمطالع الغزليّة التي اعتاد العرب إن يبدؤوا بها معلقاتهم، ذلك الحبّ الذي تغنّى به العرب وجعلوه دينهم وديدنهم، ومازلنا نتغنى بأشعارهم ونطرب لها وخير مثيل أغنية فيروز "لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا " وهي من أشعار عنترة بن شدّاد"، ويقول قيس بن الملوح "ضممتك حتى قلت ناري قد انطفت فلم تطـفَ نيرانـي وزيـد وقودهـا"، ومما قال عمر بن أبي ربيعة بتعلقه بمحبوبته: "إذا طلعتْ شمسُ النهارِ ذكرتها وأحدثُ ذكراها إذا الشمسُ تغرب"، ومما قال أيضاً جميل بثينة: "خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتمـا قتيـلاً بكـى مـن حـب قاتلـه قبلـي"، ووصف ابن زيدون مشاعر حبه لمحبوبته بقوله" أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا"، ووصف امرؤ القيس غرور حبيبته بقوله" أغرك منـي أن حبـك قاتلـي وأنـك مهمـا تأمـري القلـب يفعـل"، ولم يكن التعبير عن الحب مقتصرٌ على الرجال، فهناك أمثلة كثيرة عن شاعرات تحدثن عن الحب، أمثال ولادة بنت المستكفي كقولها:" أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي، تمرُّ اللّيالي لا أرى البين ينقضي وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي".

روايات وأساطير
ولكن، في زمننا الحالي الذي يفتقر للكثير من الحب، بسبب عالمنا المحاط بالكثير من القتل والحروب والهجرات والثورات والاضطرابات والنزاعات، يحتفل العالم في الرابع عشر من فبراير بعيد الحب كل عام، وتختلف الروايات والأساطير حول هذا اليوم وسبب الاحتفال فيه، بل وتختلف الرؤى بين تحريمه وتحليله في عالمنا العربي خاصة، فقد حرمت بعض الدول العربية الاحتفال فيه، لأنّه بدعة ولا أساس له من الشريعة، بينما رأت دول عربية أخرى بأنّ مظاهر الاحتفال بعيد الحب من الأمور الشخصيّة وبأنه احتفال أوروبي وخرج للعالميّة بسبب الثورة التكنولوجية التي نعيشها حالياً، وبأنه لا يتناقض مع قيم المجتمع فهو احتفال رمزيٌّ، يتبادل من خلاله الناس الورود، ويرى آخرون بأنه ثقافة تم استيرادها من الغرب كما تم استيراد الكمبيوتر وأسلوب الحياة العصريّة والملبس والمأكل بحكم كونهم لهم الغلبة الحضارية حالياً.

محبة للجميع
وبين صدٍّ ورد، يبقى الحب هو واحد من أسمى وأرقى المشاعر الانسانية التي يقضي الانسان عمره طولاً وعرضاً من أجلها بل يستطيع أن يتحمل شظف العيش في سبيله، وهو ليس مقتصرٌ على حب معين دون الأخر، فأمهاتنا وآبائنا، أقربائنا وأصدقائنا، أزواجنا وزوجاتنا وأطفالنا هم مصدر شعورنا بالحب ولأجلهم يمنح الحب.