الجزائري فيصل صالحي يقدم "الجاز الشرقي" في جرش 2017

عازف التشيلو من احدى القطع الموسيقية
الفرقة الموسيقية من الحفل
الصالحي بإحدى مقطوعاته
عازف الساكسيفون بإحدى القطع الموسيقية
فيصل الصالحي
فيصل الصالحي من الحفل
عازف التشيلو
عازف الساكسفون بالفرقة
8 صور
تستمر فعاليات "أمسيات عمان"، التابعة لمهرجان جرش بدورته الثانية والثلاثين، والتي تقام على خشبة المسرح الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان، تستمر لتثبت أنها بحد ذاتها مهرجان من الموسيقى العالمية التي لا تنتهي، ولا تعرف غير الدهشة حتى تقدمها لحضور المهرجان، وبثالث هذه الأمسيات، قدم الموسيقار وعازف العود الفرنسي صاحب الأصول الجزائرية "فيصل صالحي" مع فرقته الخماسية المكونة من عازفين أتوا من فرنسا وكوبا والجزائر، حفلهم الموسيقي ومشاركتهم الأولى في الأردن.

أدى الصالحي عدداً من مقطوعاته الموسيقية الخاصة، التي خلقت مزيجاً بين موسيقى الجاز وبين ما يقدمه العود من موسيقى شرقية، ليحتفل الجمهور بهذا المزج الخلّاق في الجاز الشرقي، الذي كان له الحصة الأكبر من الحفل، كما تنوعت الموسيقى من جانب آخر بين الموسيقى الفرنسية التقليدية، والموسيقى الكوبية.

تمكن الصالحي هو وفرقته الخماسية، أن يُطوعوا الإختلافات الكبيرة بين الشكلين الموسيقيين الشرقي والغربي، حتى وصولوا به إلا أن يستمع له المتلقي كأنه نوع موسيقي واحد، لا يمكن فصله مُطلقاً، حيث بدا الأمر كأنه إحدى أشكال موسيقى الجاز القديمة التي كانت تُعزف في الشوارع الأمريكية، والتي كانت أحد أسباب انتشار هذا النوع من الموسيقى في العالم، ولكن مع هذا المزج الشرقي لآلة العود، وبعض الجمل الموسيقية العربية من مقاماتنا الموسيقية، ما خلق حالة لا تنقطع من البهجة للحضور.

ويعد الصالحي، أحد أكثر الموسيقيين الشباب شهرة في مجال موسيقى الجاز الشرقي، وأحد المطورين على هذا الفن الحديث القديم، الذي يعتمد على تاريخين وثقافتين وحضارتين موسيقيتين مختلفتين تماماً.

ويعود تاريخ الجاز الشرقي إلى حقبة العشرينيات، حيث يختلف المؤرخين حول من هو الشخص الأول الذي عمل على هذا المزج، ومن هو المؤسس الأول للجاز الشرقي، ويرى الكثيرون أنه الموسيقار السوداني الذي كان يقيم في الولايات المتحدة أحمد عبد الملك، وآخرون يرون أنه الأميركي "لويد ميلير" هو أول من عزف الجاز الشرقي في ستينيات وسبيعينات القرن العشرين حيث أصدر إسطوانة "حياة في الجاز الشرقي".

ويعود تاريخ الجاز عموماً مدينة "نيو أورلينز" الأميركية، التي احتضنت المهاجرين من الأوروبيين الذين كانوا يملكون أعداداً كبيرة ممن كانوا يُسمون بـ"العبيد" في ذلك الوقت، وهم أصحاب البشرة السمراء من الإفريقيين، الذين بدورهم أحضروا معهم موسيقاهم التي تشكل حالتهم الثقافية والحضارية، وهي عبارة عن أغاني العمل والعبادة وغيرها، وبعد تحررهم، انتشرت موسيقى الجاز بشكل كبير، والتي كانت تعد الموسيقى الشعبية بهم، التي تعتمد في الأساس على الإرتجال والتعبير الحر.