الفيلم المصري "علي مِعزة وإبراهيم" يفتتح فعاليات مهرجان الفيلم العربي في عمّان

بوستر فيلم علي معزة وابراهيم
علي معزة ونهاد السبيعي بشخصية نور بمشهد من الفيلم
علي وابراهيم والمعزة ندى خلال الرحلة
شخصية إبراهيم بمشهد من العمل
ابراهيم محاولاً تسجيل الأصوات التي تصيبه
علي والمعزة ندى من الفيلم
6 صور
استهلت الهيئة الملكية للأفلام أولى فعاليات مهرجان الفيلم العربي بدورته السابعة، في مقر الهيئة في منطقة جبل عمان في العاصمة الأردنية، بعرض الفيلم المصري "علي مِعزة وإبراهيم"، للمخرج شريف البنداري وبحضوره الشخصي، وكان العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان دبي الدولي، وحاز على عدد من الجوائز العربية والعالمية أهمها جائزة أفضل ممثل في مسابقة "المهر" للأفلام الروائية الطويلة، إضافة إلى نيله ثلاثة جوائز ضمن ورشة عمل “final cut” في مهرجان البندقية الدولي في إيطاليا، إضافة إلى عرضه بمهرجانات عربية ودولية أخرى، حاز من خلالها على استحسان النقاد.

حدوتة مصرية يحكيها بسطاء
يحكي العمل قصة الشابين بطلا العمل"علي مِعزة" و"إبراهيم"، اللذان تجمعهما رحلة طويلة وهدف واحد، رغم اختلاف قصتهما تماماً، فـ"علي" الذي يحب "مِعزة" بشكل كبير ويسميها "ندى"، رافضاً أن يعتبرها أي شخص على أنها "مِعزة"، وإبراهيم الذي يعاني حالة وراثية أودت بحياة أمه، ولاحقاً أفقدت جده السمع، وهي سماع أصوات غريبة وعالية تسبب له آلاماً مزعجة، وهي التخلص من هذه المشاكل التي غدت توقف حياتهما، وبدأت بعد زيارة أحد "العرافين" الذي يطلب منهما رمي 3 حصوات صغيرة في المسطحات المائية الثلاث الموجودة في مصر، للتخلص مما يصيبهما، وعلى الرغم من عدم اقتناع "علي" بهذا الحل، إلا أنه يقرر الذهاب في هذه الرحلة.

يمر كلاهما بالعديد من المواقف الكوميدية تارة، والمحزنة تارة أخرى، حتى تتوثق علاقة الصداقة بينهما، وفي نهاية المطاف، وبعد المرور بكل هذه الأحداث خلال الرحلة، وعودتهما إلى حارتهما الفقيرة ومنزلهما في القاهرة، تنتهي المشاكل التي يعاني منها كلاهما بطريقة غير متوقعة، ولكن لم تنتهي علاقة الإثنان ببعضهما.


عندما لا يكون المخرج "أنانياً"..
عادة ما يحاول بعض المخرجين تقديم عمل سينمائي بحمل رؤيتهم الإخراجية، واضعين كل مخيلاتهم الإبداعية فيه من زوايا التصوير والأفكار، حتى يُشار لهم بقدرتهم الإخراجية، وذلك ما يكون عادة على حساب العناصر الأخرى من العمل السينمائي، من موسيقى وسيناريو وأداء ممثلين، إلا أن المخرج المصري في هذا العمل، كان مراعياً لجميع عناصر العمل، ما أظهر الفيلم بشكل متكامل، دون أن يطغى أي عنصر على الآخر.

السيناريو ..
السيناريو الذي اشتغل عليه المخرج البنداري مع الكاتب أحمد عامر طوال عامين كاملين، كان محكماً في معظم فترات العمل، عارفاً كيف ينتقل من الحس الكوميدي إلى الدرامي، أو حتى لحظات المزج الفريدة بين الاثنين، ما أضفى على العمل خصوصية مهمة، واحترافية بنقل مقولاته ومشاعره للحضور المتلقي في ساحة الهيئة.

الممثلين..
على الرغم من أن البنداري تلقى انتقادات بسيطة على اختياره للممثلين غير معروفين، ما لم يساعده على الترويج أكثر للفيلم - حسب رؤية البعض-، إلا أنه كان موفقاً جداً باختيار بطلي العمل، وكأن السيناريو كان يتخيل كل من أحمد مجدي بشخصية "إبراهيم" وعلي صبحي بشخصية "علي معزة"، وربما لو اختار ممثلين آخرين، لن يكونا قادرين على إيصال فكرة العمل وحالة الفنية كما فعل الممثلين اللذين تم اختيارهما، إضافة إلى أنهما أعطيا الشخصيتين أداءاً عفوياً وأكثر صدقاً.

أبدع كل من بطلي العمل في تجسيد شخصيات المصريين البسطاء في الأحياء الفقيرة على اختلافها بشكل كبير، وكانا أقرب إلى الحالة الواقعية مما قد يقدم في بعض الأعمال التي تعتبر تجارية وذات انتشار أوسع، حيث أعاد البنداري الاعتبار لشخصية الشاب المصري الأصيل، وعرض صورته بالشكل اللائق والحقيقي، ذلك الشاب "ابن البلد" كما يسميه المصريين، الذي تراه في الشدائد.


المخرج ورؤيته الفنية..
لا شكّ بأن البنداري وعلى الرغم من أنه العمل السينمائي الطويل الأول له، إلا أنه وضع كل خبرته الإخراجية والإبداعية في هذا العمل، واعتمد بشكل كبير على عنصر الدهشة والمفاجأة في الأحداث، إذا أن كلتاهما – أي الدهشة والمفاجأة -، كانا مرافقان للمتلقي طيلة أحدث العمل، ولم تقتصرا على الحبكة أو ذروة العمل أو الخاتمة، فرسالة "إبراهيم" التي قرر فيها الإنتحار، والحالة التي وضع البنداري المتلقي فيها، وأجبرته على الإعتقاد أن العمل أخذ مساراً معيناً، كسرها المخرج بالمشهد التالي بشكل كوميدي آخاذ، حين أظهر إبراهيم على أنه لم يستطع الإنتحار والتخلص من آلامه، وأنه جَبُنَ عن أخذ هذا القرار.

وعقب الإنتهاء من عرض الفيلم المصري، شارك المخرج البنداري جمهور الهيئة من خلال الإجابة على استفساراتهم، والإستماع إلى تعليقاتهم، وهكذا افتتح العمل المصري، أسبوعاً كاملاً من الرؤى السينمائية الجديدة في مهرجان الفيلم العربي لدورته السابعة، والذي سيستمر بعرض سبعة أفلام عربية جديدة، لمخرجين شباب، لا ينفكون إثبات قدرة المخيلة السينمائية العربية على الإبداع.