الفيلم الفنزويلي "رأساً على عقب".. حيث الحياة بين جيلين مختلفين

شخصية ريناتو من العمل
ريناتو وأنيتا والحفيدة كارلوتا بمشهد من الفيلم
بوستر الفيلم
شخصية أنيتا من العمل
شخصية ريناتو من شخصية ابنته مونتسيرات
5 صور
الأيام الأخيرة في الحياة، كيف لنا أن نعيشها، وكيف لنا أن نعيش كل لحظة فيها، فالساعة التي تنقضي لن تعود، خاصة حين نكون مُدركين تماماً بأنها لن تعود، هذا ما قدمه آخر أفلام أيام الفيلم الفنزويلي "رأساً على عقب" للمخرج أليخاندرو فيدمان، والذي تم إنتاجه في العام 2011، وفاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان فنزويلا للأفلام عام 2012، والذي تم عرضه في مقر الهيئة الملكية للأفلام في منطقة جبل عمان في العاصمة الأردنية.

اللحظات الأخيرة ودروس الحياة
يعرض العمل اللحظات الأخيرة من حياة الشخصية الرئيسية "ريناتو"، الذي يصارع مرضاً عُضال، جعله يعيش في أيامه الأخيرة، وهو -أي ريناتو- يعرف بأنه لن يعيش طويلاً، وبأن أيامه باتت معدودة، ولكن أبناءه الثلاثة وهم "مونتسيرات" وهي ابنته المحبة، والتي تقرر أن تعتني به في أيامه الأخيرة، خاصة بعد أن أنتهت حياتها الزوجية بالطلاق مؤخراً، وابنته الثانية "أنيتا" التي تعيش حياة تعيسة وزواجاً فاشلاً، إضافة إلا أنها حامل وتقترب من وضع مولودها، والأخير هو "سيلفادور"، الذي لا يزال يعاني حزن فقده لوالدته الميتة، ولم يستطع بعد تخطي وفاتها.

أولاد "ريناتو" الثلاثة ورغم أنهم يحاولون جاهدين العناية بوالدهم، إلا أنه يختار طريقة مختلفة تماماً لقضاء ما تبقى له من وقت، وذلك بأن يمضي ساعاته الأخيرة برفقة حفيدته الصغيرة والذكية "كارلوتا"، حيث يعيشان أقوات ممتعة وسعيدة جداً معاً، ومن جهتها، فإن "كارلوتا" تتعلم من جدها الكثير من دروس الحياة، وتظل منتبهة لما يقوله أو يفعله، وخلال هذه التجربة بين الجدّ والحفيدة، تتطور علاقتهما كثيراً، وحين يعتزم أبناؤه إرساله إلى المستشفى أخيراً رغماً عنه، يقرر "ريناتو" بمساعدة حفيدته الهرب من فنزويلا والإبحار إلى منطقة "سلفادور دي باهيا في البرازيل، والإيفاء بوعده القديم لزوجته المتوفية.

العمل بين حقبتين .. ونظرة المخرج
كان للمخرج الفنزويلي فيدمان نظرة غاية في العمق من خلال الطرح الذي عرضه في الفيلم، حيث أقتربت نظرته إلى فلسفة الوجود حداً كبيراً، بجانب الحالة الدرامية، إذ باللحظات التي يقرر بها أبناء "ريناتو" له كيف يعيش هذه الأيام الأخيرة المتبقية له، يعود هو إلى الطفولة، ليقضي هذه اللحظات التي لن ترجع مجدداً مع حفيدته "كارلوتا"، وكأنه يحاول العودة إلى البدايات ربما وإعادة الكرّة، أو الإبتعاد عن النهاية بالرجوع إلى طفولته من خلال حفيدته الصغيرة، ومن جهة أخرى، نرى التقاطع بين الجيلين المختلفين، أو بين البداية والنهاية لكل منهما، من حيث أن الصغيرة بدأت بالتعلم مُبكراً من تجربة جدها، وتمكنا كلاهما أن يجدا منطقة وسطى بين جيلين وحقبتين زمنيتين مختلفتين يمكنهما الإلتقاء فيها.