تٌعتبر فترة المراهقة من أصعب المراحل العمرية التي يمر بها أبناؤنا، واجتيازها بنجاح يشكل علامة فارقة في تكوين شخصياتهم ومستقبلهم، وبالرغم من بحث المراهقين الفطري عن الإستقلالية، إلاّ أنهم يحتاجون الى الرعاية والمساندة من الآباء، لذا يجب تقديم هذه المساندة بطريقة تحترم بحثهم عن الإستقلالية، وأكثر الطرق الفعالة لتحقيق ذلك هي أن نكون أصدقاءً لهم.
"سيدتي" تواصلت مع الأخصائية النفسية وئام العمري حتى تخبرنا كيف يمكن تحويل العلاقة بيننا وبين أبنائنا المراهقين الى "علاقة صداقة".
أوضّحت العمري أن الأبوين قد يشعران بأن إبنهم المراهق قد أصبح شخصاً أخر ولم يعد طفلهم السابق، والحقيقة أنه يمر بالعديد من التغيرات الفسيولوجية والمعرفية والنفسية، لذلك لابد من أن يعرف الأبوين كيفية التعامل مع المراهق حتى يتمكنوا من تحويل العلاقة بينهم الى صداقة.
تفكير ومشاعر المراهق:
المراهق لديه مشكلة في التكيف مع الأخرين والبيئة التي حوله، فهو يمر بتقلبات مزاجية ويشعر بالفراغ العاطفي، لذلك أحرصوا على احتضانه والاهتمام به والإستماع له، شاركوه مشاعركم ليتمكن من مشاركتكم مشاعره؛ أطلبوا رأيه وناقشوه دون تقييمه أو فرض آرائكم عليه، وأحرصوا على أن تكونوا القدوة من خلال السلوكيات الجيدة معه ومع الأخرين.
سلوكيات المراهق:
أحرصوا أيها الآباء والأمهات على تشجيع المراهق بأن يُعبِر عن دوافع السلوك لديه من خلال تطوير التواصل معه ومشاركته قصص المراهقين وأخذ رايه فيها ومناقشته حول دوافع سلوكهم،
كما يجب الحرص على توجيه سلوكه دون أوامر، ووضع متسع من الحرية مع ضرورة إيضاح الحدود إذا تجاوزها ليستطيع تقييم ذلك بنفسه.
شاركوا المراهق
شاركوا المراهق المواقف والأعمال الممتعة وفاجئوه بها، خططوا للحظات مفضلة لديه بعيداً عن الروتين، وفي الوقت الراهن قد تكون التكنولوجيا أحد أبرز أسباب الخلاف بين المراهق ووالديه؛ لذلك أحرصوا على مشاركته فيها ثم أجعلوه يشارك مهارات أخرى ليتعلم كيف يجد المتعة في جوانب الحياة المختلفة.
أصدقاء المراهق
أفعلوا ما يفعله الأصدقاء؛ أسمعوا وشجعوا وأمنحوه الثقة حتى تكونوا أول الأشخاص اللذين يقوم المراهق بالتواصل معهم والحديث لديهم عند الخوض في موقف أو الإحساس بشعور ما.
تعرفوا على أصدقائه وكونوا داعمين له وموجهين، أمنحوه الثقة ولا تنتقصوا من سلوكياته أو سلوكيات أحد أصدقائه، أسمحوا له بالخروج مع من ترونهم جديرون بالثقة مع تحديد وقتاً لذلك وأجعلوا من منزلكم مكاناً مريحاً له ولأصدقائه ليكون بقربكم.
مظهر المراهق
تحدثوا مع إبنكم بعقلانية إذا كنتم غير موافقين على مظهره واختياره لملابسه وقصات شعره، ثم أشرحوا له بأن المظهر الخارجي يعكس سلوكيات الفرد، أطرحوا بعض الأمثلة، وتعرفوا على وجهة نظره حيال ذلك، ثم وضحوا ماهي السلوكيات السيئة التي قد تصل إلى الأخرين من خلال مظهر الشخص، وأخيراً قوموا بتوجيهه لاتخاذ القرار الجيد.
الموضوع السابق
