144 ديناراً فقط مهر عروس فلسطينية

تعبيرية لعرس فلسطيني
تعبيرية لعروسين فلسطينيين
تعبيرية
3 صور
لطالما كانت تكاليف المهور والزواج من المنغصات على الشاب المقبل على هذه الخطوة المصيرية، والتي يريدون من خلالها البدء بحياة جديدة برفقة شريك العمر، وفي مخيلتهم العائلة والأطفال والزوجة الصالحة، إلا أن المغالاة في طلب المهور من أهل العروس، جعل الكثير من الشبان يعزفون عن هذه الحياة، ويقررون عدم خوض هذه المغامرة "المكلفة"، والمكلفة للغاية.

عامر نصّار، رب عائلة من قرية مداما جنوبي مدينة نابلس في فلسطين، قرر ألا يكون عثرة في حياة ابنته فاطمة، وأن يخفف من تكاليف الزواج الباهظة التي تعاني منها المجتمعات العربية، وفي المقام الأول أن يقيم سنة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، وفي باله ألا يكون مهر ابنته المحببة أغلى من مهر ابنة الرسول، ولذلك طلب خطيب ابنته الشاب مهدي اعمر من قرية سينيريا شرقي مدينة قلقيلية، مهراً معجلاً بـ114 ديناراً، ومؤخراً لا يتجاوز الـ500 دينار، وخمس آيات من سورة البقرة، وسورة الإخلاص، وثلاثة أحاديث نبوية.

وفي حديث لنصّار لوسائل إعلام فلسطينية، أشار إلى أنه أسمى ابنته "فاطمة" تيمناً بابنة الرسول –عليه الصلاة والسلام-، ولذلك قرر ألا يكون مهر ابنته أكثر من مهر ابنه الرسول الكريم، واستعان بعدد من الخبراء والمختصين في السيرة النبوية، لتقدير قيمة المهر التي تبين أنها تتراوح بين 300 – 400 دينار، وعليه قرر نصّار أن يكون مهر ابنته 144 ديناراً فقط ومؤخرها 500 دينار.

وأكد نصّار أن هدفه من ذلك هو إحياء سنة الرسول الكريم، وتخفيض المهور على الشبان المقبلين على الزواج، والتقليل من تكاليف الزواج التي قد تثقل كاهلهم، وقصد بذلك بعث رسالة إلى باقي العائلات في المجتمع لنشر وإعادة إحياء هذه السنة النبوية، مبيناً أن إضافة آيات قرآنية في المهر هدفه مباركة عقد الزواج، حسبما كان يوصي رسولنا الكريم محمد.

وأوضح نصار أن ابنته فاطمة كانت أول من وافق وشجعه على هذه الخطوة، وأول من أسهم بها، إذ إنها كانت مقتنعة تماماً بالموضوع، وسبقته بالتأييد والاقتناع والرغبة، وهذه كانت مفاجأة سارة جداً - بحسب وصفه - له ولكل أسرته، ولفت نصار إلى أن كل أفراد أسرته، من أصغرهم إلى أكبرهم، وذلك بعد التشاور والمشاركة في الفكرة التي أجمعت الأسرة عليها وقبلتها.

من جهتها، قالت المأذونة الشرعية تحرير حماد، إن تطبيق السنة النبوية في الزواج، ليس فقط كلام على عقود الزواج بل يجب أن يكون أفعال حقيقية، مبينة أن الكثير من العائلات تحضر إلى المحكمة وتسجل مهر بقيمة "دينار واحد" تحت حجة الإقتداء بسنة الرسول، إلا أنها عند شراء الذهب، فتشتري مهر أحياناً يتجاوز الخمسة آلاف دينار أردني، وبينت أن المحكمة الشرعية في فلسطين لا تحدد قيمة المهور ولا تتدخل بها، فهو أمر تحدده كل عائلة حسب ما هو متعارف عليه في قريتها، لافتة إلى أن المهور تتراوح بين خمسة آلاف إلى ثمانية آلاف ديناراً أردنياً.

وأكدت حماد على ضرورة إحياء السنة النبوية في الزواج ونخفيض المهور، ولكن مع مراعاة الظروف الاجتماعية وصون حق المرأة وإعطائها حقها دون إشعارها بأي انتقاص، لافتة إلى ضرورة تطبيق السنة النبوية بباقي أمور الزواج أيضا، كتكاليف الزواج ومراسمه التي يعتبر أهمها “الوليمة” التي دعا لها الرسول، والتي يمكن أن تختصر على العائلة فقط.