الوقائع الغريبة لمحاكمة «سفاح الإيدز» في فرنسا

صورة من المحاكمة
بدأت في مدينة «نيور» الفرنسية محاكمة سيكو كامارا (42 سنة)، وهو فرنسي أصله من كوت ديفوار كان قد أقض مضاجع سكان المدينة، عام 2009، ضمن ما اشتهر إعلامياً آنذاك بقضية «سفاح الإيدز». وكان هذا الرجل قد حل بالمدينة نازحاً من العاصمة باريس، عام 2003، إثر اكتشاف إصابته بمرض الإيدز، وطوال ست سنوات، سعى بشكل متعمد لنقل الفيروس القاتل الى أكبر عدد ممكن من النساء اللواتي كان يغويهن ويعد بعضهن بالزواج، مشترطاً إقامة علاقات معهن من دون استعمال الواقيات الجنسية.
لإقناع المترددات من ضحاياه، كان الجاني يلجأ الى تزوير شهادات طبية تثبت أنه غير مصاب بالإيدز، إلى أن رفعت إحدى ضحاياه، عام 2009، شكوى قضائية ضده بتهمة تعمد نقل الفيروس القاتل إليها. ونظرًا لغرابة تلك الدعوى، التي تعد الأولى من نوعها في بلد أوروبي، فقد اهتمت بها وسائل الإعلام، وإذا بالصحف الفرنسية تتلقى عشرات الشهادات من قبل ضحايا أخريات، ضمن ما عرف لاحقاً باسم فضيحة «سفاح الإيدز».
وقد نوَّه محامي الدفاع عن الضحايا، لي تاكرديمت، بشجاعة سبع نساء شاركن في رفع الدعوى الجماعية التي تنظر فيها المحكمة حالياً، بينما أحجمت ضحايا أخرى عديدات عن الاشتراك في الدعوى خوفاً من الفضيحة الاجتماعية، أما محامية المتهم، فقد زعمت أن موكلها كان يجهل كيفية انتقال فيروس الإيدز، وكان يعتقد أن العدوى خلال الجماع لا تحدث سوى في حالة القذف.
لكن شهادة الطبيب الذي استقبل سيكو كامارا، سنة 2003، عند اكتشاف إصابته بمرض الإيدز، نقضت مزاعم محاميته، حيث قال الطبيب إنه قدّم شروحاً وافية للمتهم حول مرض الإيدز، وكيفية تفادى نقل العدوى إلى الآخرين.