هل تستمدين الثقة بالنفس من رضا الآخرين عنكِ؟

تأتي بعض الأوقات على المرأة تجعلها تعاني من هبوط في المعنويات، وتراجع الثقة بالنفس دون مبرر، ومن وقت لوقت تشعر بالحاجة إلى تأكيد ثقتها في نفسها، والشعور بأهميتها، سواء من الداخل، أو بأخذ الدعم ممن حولها، غير أن المشكلة تكمن حين تصبح الحاجة لاستحسان الآخرين هي السبب الرئيسي للشعور بالرضا الذاتي، فمشاعر الأمان والشعور بـ الثقة بالنفس مرتبطة بأشخاص لا يمكن التحكم بمشاعرهم أو تصرفاتهم.

فما هي أسباب البحث عن رضا الآخرين، وكيف يمكن لكِ استعادة الثقة بالنفس ورضاكِ عن ذاتك؟ «سيدتي نت» تتواصل مع مستشار تطوير الذات «ناصر الجميعة»؛ للإجابة عن الأسئلة التالية:

أوضح «الجميعة» أن هناك خطأ يرتكبه البعض من غير وعي؛ وهو الحاجة لاستحسان الآخرين؛ من أجل الشعور بالثقة بالنفس والرضا عن الذات، فحالة السلام والرضا في الداخل متعلقة بقول الآخرين، وجزء كبير من السعادة وراحة البال مرتبط بتقييم أشخاص لا يملكون التحكم فيهم، والأخطر من ذلك أنه في بعض الأحيان من يؤذي المشاعر هم أكثر الناس قربًا وليس العكس.

أسباب انعدام الثقة بالنفس

يقول «الجميعة» إنه كما للجسد احتياجات، فإن للنفس احتياجات؛ مثل: الحاجة للحب، الحرية، القبول، والانتماء، ولكن ما الذي حصل مع بعض السيدات حتى أصبحت مشاعر الرضا مرتبطة برضا الآخرين؛ من زوج، أو أقارب، أو أصدقاء؟
أهم سبب في ذلك يبدأ من حرمان الطفلة من العاطفة والاهتمام، فتصبح أمام مسارين؛ حتى تحصل على الاحتياج النفسي للقبول:
• اللجوء للعنف والمصادمات والتعامل الجاف، وتعويض تلك الحاجة إلى منطق القوة والتسلط.
• لعب دور الطالبة المثالية التي تحصل على رضا المعلمة، ثم أستاذة الجامعة، ثم البحث عن رضا مدير العمل، ثم تسلسل لا نهائي من البحث عن رضا الزوج والآخرين.

فما هو الحل للحصول على الثقة بالنفس والرضا الذاتي؟

• يجب عليكِ تغيير الحالة الذهنية كاملة، وتغيير نظرتك للحياة؛ من إنسانة ضحية للظروف وقسوة الرجل، إلى عقلية المرأة التي تتحدى الظروف وتواجه العوائق بإرادة من فولاذ، وتحتفظ رغم ذلك بأنوثتها ورقتها وعطائها.
• عليكِ أن تجعلي ذاتك هي المحور، بدلاً من رأي الناس فيكِ؛ وذلك بأن تدركي أن استحسان الناس أو كلامهم، سواء كان ذمًا أو مدحًا، لا يعدو كونه مجرد «كلام الناس».
• سترضين عن ذاتك إذا قمتِ بدورك في كل مجال؛ باجتهاد ومشاعر مطمئنة وحضور في اللحظة.
• ستحققين الثقة بالنفس والرضا عن ذاتك؛ حين تدركين أن مفهوم القوة العظمى في الحياة هو الاتصال بالروح، والاتصال بالخالق مدبر هذا الكون كله، وستختبرين معاني عميقة في مفهوم الانسجام مع القدر.