يلعب الوالدان الدور الأكبر في تنشئة الطفل على الجمال وحبه، بتجسيد ما يسمى "القدوة الجمالية" أمام الطفل من خلال سلوكهما، وكلما تم غرس القيم الجمالية مبكراً في نفسه، كانت أثبت وأنفع لديه. وغرس السلوكيات الجمالية لابد أن تمر بخماسية ضرورية حسب ما ذكر خبير التنمية البشرية للأطفال والمراهقين نزار رمضان ، وهي:
1- الهدف
إذا كان الهدف هو التركيز على القيم الجمالية لمدة لا تقل عن 21 يوماً فيمكن وضع ملصق "إنَّ الله كتب الإحسان على كل شيء"، أو بواسطة نشيد تذكيري.
2- التعريف
وهو وصف الحاجة إلى قيمة الجمال، ومعناه، ويتم ذلك بشرح القيمة تاريخياً وعقائدياً، وما تعنيه، فليس من المفترض معرفة ما تعنيه قيمة الجمال، حتى لوكان بعضهم يقوم به من قبيل العادة، فقط، إذ لابد أن يتولد بعد المعرفة سلوك إيجابي مترجم إلى واقع حي، وتكوين اتجاه سالب نحو السلوك السيئ.
3- العرض
ليست هناك طريقة مثالية ولكن هناك طرق مقترحة لعرض القيمة، مثل تحديد شخصيات تحتكُّ بالابن، وتتميز بقيم جمالية، وقوة الارتباط بها، أو تجسيد القيمة مظهراً وواقعاً من خلال مجسم، أو حوار، أو ملصق، أو مجلة، أو كتاب، أو قصة، أو فيديو كليب، وعرضها على الأبناء.
4- التطبيق
العرض والتعريف وحدهما لا يكفيان، بل ينبغي إجراء تدريب لمدة لا تقل عن 21 يوماً، أو تنظيم ثنائيات بين الأقارب، أو الإخوة لممارسة القيم والسلوكيات الجمالية، مع حرص الأبوين على التعبير عن التأثر بالمظاهر الجمالية، والثناء على اهتمامهم بمظهرهم وعنايتهم بترتيب أدواتهم المدرسية، وتشجيعهم على الرسم، والخط، وعمل التشكيلات الفنية وغيرها من الأمور، وكذلك تدريب الأبناء على الأناقة، والحرص على أن يلامسوا العناية الأسرية بمظاهر الجمال داخل المنزل في هندسته وألوانه وحديقته، ولوحاته الفنية، والمشاهدات التلفزيونية، والمجلات، وتنظيم مائدة الطعام.
5- التعزيز
تعزيز الجماليات الملائمة، وتصحيح غير الملائمة بسرعة، وتشجيع الأبناء على استخدام القيمة الصحيحة في حياتهم، بالحديث معهم مثلاً عن فائدة الصبر الجميل والرد الجميل، مع إعطائهم هدايا عند القيام بممارسات سلوكية جمالية سليمة.
