المخرج زياد دويري: ترشيح فيلمي "القضية 23" للأوسكار لن يمحو الغصّة التي اشعر بها

المخرج زياد دويري
من فيلم "القضية 23"
المخرج زياد دويري
المخرج زياد دويري
من فيلم "القضية 23"
المخرج زياد دويري
المخرج زياد دويري
8 صور

على الرغم من تعرّضه لحروب ومشاكل بدءاً باعتقال مخرجه زياد الدويري، مروراً بالتظاهر ضدّه في تونس، وصولاً إلى منعه من العرض في رام الله، نجح فيلم "القضية 23" في الوصول إلى قائمة الأفلام المرشّحة لنيل جائزة أفضل فيلم أجنبي في "الأوسكار"، إنجاز يرى الدويري أنّه في حال تحقّق لن يمحو ما تعرّض له من اتهامات شبّهها بالوصمة.
يقول "الدعاية السلبية أضرّت الفيلم ومنع عرضه في فلسطين كان خطأً مميتاً".
المخرج اللبناني الفرنسي الأميركي، ينتظر الأوسكار بشغف، لكنّ الغصّة التي يشعر بها لا تعوّضها كل جوائز العالم.
"سيدتي" التقت بالمخرج زياد دويري الذي تحدّث عن الظروف التي رافقت افتتاح فيلمه "القضية 23" وعن الحروب التي تعرّض لها والتي وصفها بالفاشية.

-رغم ما رافقه من دعاية سلبية وحملات منع نجح فيلم "القضية 23" في الوصول إلى الأوسكار، ما هي حظوظه في القائمة النهائية لترشيحات أوسكار أفضل فيلم أجنبي؟
في 23 يناير ستقوم لجنة مؤلفة من 350 عضو بالتصويت لاختيار 3 أفلام للترشيحات النهائية وسيصوّت بعدها 7 آلاف شخص للفيلم الرابح. لا أحد يعرف ما هي حظوظ الفيلم لكنّنا نأمل خيراً.

-الدعاية السلبية التي رافقت افتتاح الفيلم وما أثارته من جدل بين رافض ومتعاطف هل كانت لصالح الفيلم؟
بالطبع لا، أي دعاية سلبيّة تضرّ لا تنفع، ثمّة من يقول إنّه لا يوجد شيء اسمه دعاية سلبيّة وإنّ هناك دعاية فحسب، أما أنا فأجد انّ كل ما أثير حول الفيلم لم يكن لصالحه على الإطلاق. ثمّة موضوع جيّد، وأداء عالٍ للممثلين كان بإمكانه أن يكون هو الدعاية للعمل الفنّي، إلا أنّ ما أثير من اتهامات بالتطبيع والبعض وصفني بالصهيوني والعميل لم يكن لصالحنا، كما أنّ البعض اعتقد أنّنا صوّرنا "القضية 23" في إسرائيل وهو أمر غير صحيح، ناهيك عن الشائعات التي روّجها البعض للإضرار بنا، والدعوى التي أقيمت ضدّي، وما تلاها من التحقيق معي، كلّها أمور أساءت للفيلم ودفعت بكثيرين إلى مقاطعته.

-كل ما أثير كان من تداعيات تصويرك فيلم "الصدمة" في إسرائيل سنة 2012، يومها لم يحدث الفيلم نفسه كلّ هذه الضجّة الإعلاميّة، لماذا اليوم؟
لأنّ بعض الصحافيين ولجنة مقاطعة إسرائيل لم يعجبها ما عرضنا كمضمون فيلم يتناول قضية الصلح الفلسطيني اللبناني. ثمّة أشخاص ليس من صالحهم أنّ نضيء على المصالحات، بل هو أمرٌ مخيّبٌ لآمالهم. كما أنّنا أضأنا في الفيلم على الفلسطينيين من زاوية أخرى، لناحية الأخطاء والجرائم التي ارتكبها بعضهم في الحرب كسائر الأطراف المتنازعة حينها، وهي أمور لم تناسب كثيرين. البعض يهرب من الحقيقة أو بالحد الأدنى لا يريد تصديقها.

-بعيداً عن موقف بعض الصحافيين في لبنان أو لجنة مقاطعة إسرائيل، تناولت الصحافة في كندا خبر استياء بعض أبناء الجالية الفلسطينيّة من الفيلم لدى عرضه في "مونتريال"، هل دفعك هذا الأمر إلى إعادة قراءة موضوعية للفيلم وتساءلت هل أخطأنا في مكانٍ ما؟
أنا لم أسىء إلى أحد، وكل ما ذكرته في الفيلم كان حقيقياً، وأتحدّى أي كان أن يقول إنّ ما ذكرته من وقائع لم يحدث خلال الحرب. لكن كما سبق وقلت ثمّة أشخاص يتمسّكون بمواقفهم المسبقة، لا يريدون سماع الحقيقة وهذه مشكلتهم وليست مشكلتي. أنا لم أسىء إلى الفلسطيني، أعرف مواقفي والخلفية التي أتناول فيها القضيّة الفلسطينية، وليس ذنبي أنّ البعض لا يريد رؤية الحقيقة ولا تصديقها. لكن دعيني أؤكّد لك أنّ فلسطينيين كثر شاهدوا الفيلم وأحبّوه وتعاطفوا مع أحداثه لأنّها حقيقيّة وواقعيّة.


-مُنع عرض الفيلم في رام الله ولم يتمكّن فلسطينيّو الداخل من مشاهدته، لو شاهدوه برأيك هل كانوا سيوافقون على مضمونه أم سيتمسّكون بالدّعاية السلبيّة التي سبقت عرضه؟
أكبر خطأ ارتكبه الفلسطينيون أنّهم منعوا عرض الفيلم. فالفلسطيني الذي يقود مقاومة للتحرّر من الاحتلال يطبّق اليوم رقابة قمعيّة، فعندما تريد أن تكسب تعاطف العالم في حربك لاستعادة حريتك وتقوم بالمقابل بمنع فيلم، تكون كمن أطلق النار على قدميه. ولا أخفيك أنّ بعض الفلسطينيين اشمأزوا من الدور الذي لعبته لجنة مقاطعة إسرائيل في رام الله، ورئيس بلديتها لم يكن يريد منع الفيلم، إلا أنّه اضطرّ إلى اتخاذ هذا القرار لتجنّب أي مواقف أمنيّة. ثمة أشخاص ينبحون بصوتٍ عالٍ ويخيفون البقية، والسياسة التي مارستها اللجنة سياسة فاشية. تستطيع أن تعارض أن تبدي رأيك، لكنّك لا تستطيع أن تمنع غيرك من مشاهدة الفيلم وهذا أمرٌ مؤسفٌ، لأنّها كانت المرّة الأولى في تاريخ فلسطين التي يحقّق فيها ممثل فلسطيني هو كامل الباشا إنجازاً عالمياً في مجال التمثيل، بعد فوزه بجائزة في مهرجان البندقية. مُنع كامل من الاحتفال مع شعبه بفوزه.

-في تونس نُظمت تظاهرات للمطالبة بمنع عرض الفيلم في أيام قرطاج السينمائية، بعد عرض الفيلم هل غيّر التونسيون رأيهم، أو تمسّكوا به أكثر؟
عندما يتّهمونك بتبييض الأموال أو حتى بتجارة المخدّرات قد تتمكّني من تجاوز التهمة، لكن ثمّة اتهامات تكون بمثابة الوصمة لا يمكنك تجاوزها، كما حصل معي عندما اتهموني بالتطبيع وبأنني صهيوني، هي تهم صعب أن تمحيها. بالعودة إلى تونس، لا لم يغيّر المعترضون خطابهم بعد عرض الفيلم، لأنّ الدعاية السلبيّة كانت قويّة جداً.

-لو أنصفك "الأوسكار" وفاز "القضية 23" بالجائزة هل ستعتبره تعويضاً عن كل الحملات التي تعرّض لها الفيلم؟
لا بد أن أشيد أولاً بتعامل الدولة اللبنانية معي، فقد اتخذت الدولة قراراً لصالحي عندما أجازت عرض الفيلم رغم حملات المقاطعة، كما عادت ورشّحت الفيلم للأوسكار، وتصرّفت بشكل عادل عندما أخلت سبيلي بعد اعتقالي على خلفية الدعوى التي رفعتها ضدّي لجنة مقاطعة إسرائيل. فالدولة لم توقفني يومها إلا بناءً على هذه الدعوى. أنا أعتبر أنّ حقّي وصلني، كما أنّ الفيلم حقّق أعلى نسبة مشاهدة في لبنان هذا العام بين كل الأفلام التي عُرضت في الصالات اللبنانية، وإذا فزت بالأوسكار سأعتبرها إضافة لأنّي أعتبر نفسي فائزاً أصلاً.

-صوّرت فيلم "الصدمة " في إسرائيل واليوم تحصد تداعيات ما حصل قبل خمس سنوات، لو عاد بك الزمن إلى الوراء، هل ستعاود الكرّة وتصوّر فيلمك هناك؟
أود أولاً أن أنوّه إلى أنّ الدولة اللبنانية يومها منحتني رخصة لأعرض الفيلم، إلا أنّ لجنة مقاطعة إسرائيل قامت بتقديم شكوى لوزير الداخلية يومها مروان شربل، فقرّر سحب الرخصة. أما بخصوص مكان تصوير الفيلم، فأنا أتساءل من له الحقّ في أن يقرّر عنّي أين سأصوّر الفيلم؟ هذا موضوع فنّي بحت لا علاقة لأحد به، يمكنهم مناقشتي بالموضوع لا بمكان وضعي الكاميرا. اللجنة شنّت حرباً عليّ وظنّت أنّها انتصرت لأنّها تمكّنت في العام 2012 من إيقاف فيلم "الصدمة"، وأنا اليوم أتساءل هل بإيقاف الفيلم تمكّنتم من إيلام إسرائيل أو تحرير شبرٍ من فلسطين؟ لو ثبت أنّ إيقاف الفيلم حرّر شبراً واحداً من فلسطين سأقوم بتقديم اعتذارٍ علني لكل العالم.

-ثمّة خلاف حول مفهوم التطبيع، ما مفهومك للتطبيع؟
هو أن نفتح سفارات، نقوم بتبادلات اقتصادية، نفتح أوتوسترادات بين البلدين، أنا ما علاقتي بكل هذا؟ ثمّة مخرجون فلسطينيون يقيمون خارج فلسطين، يقومون بتصوير أفلامهم في إسرائيل بتمويل إسرائيلي وتُعرض أفلامهم في لبنان.

-مثل من؟
مثل أفلام المخرج إيليا سليمان التي تستحصل على رخصة من الرقابة اللبنانية. وعلى فكرة أنا لست من دعاة منع العرض، لكنّي أشير فقط إلى ممارسات لجنة مقاطعة إسرائيل وبالتحديد سماح ادريس أحد الأعضاء المؤثرين فيها، والذي يملك دار كتاب تقوم بترجمة كتب لكتّاب إسرائيليين باعت أحدها في معرض بيروت للكتاب قبل أسبوعين وهو كتاب "نظائر ومفارقات" للكاتبين إدوار سعيد ودانيال بارنيويم.

-ما رأيك بقرار المملكة العربية السعودية السماح بإنشاء دور للسينما في المملكة؟
هذا خبر ممتاز، لأنّ الدولة عندما تذهب في هذا الاتجاه، تكون بصدد تفجير مواهب فنية جديدة، السينما ليست هواية بس هي مهنة بحد ذاتها، وهي ثاني أكبر مصدر للدخل في أميركا، وتشكّل مصدراً مهماً في الكثير من الدول. خطوة السعودية ممتازة.
-هل تطمح إلى عرض أفلامك في الرياض ومشاهدة تفاعل الجمهور السعودي معها؟
بالطبع، وإذا دُعيت سألبي الدعوة بكل فخر.

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"