هل نسيت أني حامل؟

إذا كنت زوجةً أو ابنةً أو أختاً أو زميلةً، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً!

الزوجة تشتكي:
شعور محزن وأنا أتصفح المجلات، وأتنقل بين مواقع الإنترنت التي تتحدث عن الأم والطفل، وأرى صور الحوامل وهن مفعمات بالطاقة والصحة والنشاط، صوراً تبث حب الحياة والسعادة، وأنا الآن في شهري الخامس وتجاوزت أكثر من نصف مرحلة الحمل، وكل ما أشعر به هو التعب والنعاس واستنفاد الطاقة، محبطة طوال الوقت ورغبتي الوحيدة هي البكاء.
لماذا لا يريد أن يفهم نايف أن هذه الأعراض كلها بسبب الهرمونات وتعب الحمل؟ لا أنكر أنه يتفهمني ويواسيني، ويحاول دائماً أن يدعمني لكني بدأت أشعر بضيقه وتذمره غير المعلن.
أتمنى لو كان باستطاعة الرجال اختبار هذه المشاعر والحالة التي تمر بها زوجاتهم في فترة حملهن، إنها رحلة من المد والجزر، مشاعر متضاربة وتعب وإرهاق. كيف أعيش كحوامل المجلات؟ ما هي تلك الخلطة السحرية التي يخفونها؟ والمشكلة أن نايف ينتقدني، ويقول: «ما فرقك عن بقية الحوامل؟ أنت فقط لا تساعدين نفسك وتفكرين بإيجابية».
لا أحب الانتقاد وأساساً الحامل تكون حساسة جداً، فهل هذا هو الوقت المثالي ليعبر نايف عن رأيه بي؟ هل نسي أني حامل وأقل كلمة تؤثر بي! هذا هو حملي الثاني، وفي الحمل الأول كنت أعاني نفس الأعراض بل أسوأ، فقد كانت تجربتي الأولى وكان القلق هو العامل الرئيسي لجميع الإحباطات التي كنت أمر بها؛ لكني هذه المرة أشعر بأنني تجاوزت القلق وبقي فقط الشعور بالتعب بسبب هرمونات الحمل، فلماذا لا يحتمل نايف هذا الوضع الذي أمر به؟
أحاول أن أساعد نفسي، ولكن كيف أساعدها، وأنا منهكة وليست لديّ طاقة للتنزه أو الترتيب أو حتى التفكير. عندما أشعر بقليل من النشاط أستغله للقيام بمسؤولياتي المنزلية ورعاية طفلي الصغير؛ لذا أشعر بالتعب بعدها ولا أقوى على فعل المزيد. أنا لست شخصية كئيبة كما يحب أن يصورني نايف، بل أنا حامل، حامل، حامل... وهو الذي ينسى!
ربما تصفح هذه المواقع ومشاهدة الصور سيسببان لي إحباطاً أكثر؛ لأني أشعر بالفرق الكبير، وأيضاً عدم تصديق هذه المنشورات وعليّ التوقف عن تصفحها. هل أنا فعلاً محبطة أم نايف يضخم وضعي؟ بدأت أشك في نفسي.

سلمى (30– ربة منزل)
لا أتواصل على الفيسبوك
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لسلمى على موقع سيدتي


إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكيةً!

الزوج يرد: أنت الحامل ولست أنا
لا أدري لماذا هذه الطاقة السلبية والتفكير السلبي الذي يستحوذ على فكر سلمى زوجتي! أعلم أنها حامل وأقدر وضعها وأتفهم؛ لكن هذا ليس له علاقة في الحمل، فهي أساساً شخصية سلبية وأقل الأمور تشعرها بالإحباط فما بالك إن تدخلت هورمونات الحمل وشكّلت سلمى لتصبح كئيبة ومتقوقعة على نفسها، مجرّدة من الطاقة وكلما نظرت لها أتى في أذني صوت حمادة هلال وهو يردد: «دايماً دموع دموع دموع».
أقسم بأنني أقدّر وضع سلمى، وأتفهم وأساعدها كثيراً، ولكن كل ما أفعل لن يجدي إن لم تساعد هي نفسها وتحاول الاستمتاع في هذه المرحلة. تفكيرها يرتكز فقط على تعبها ولا تحاول أن تساعد نفسها للخروج من حالة التعب هذه ومقاومتها، أو مجرد التركيز على أمور أخرى تشغلها، وتحجّم أحاسيسها هذه.
تتهمني بأنني أنسى أنها حامل وتتوقع منى أن أحتمل أكثر وأقدم أكثر وأسايس أكثر. فعلت كل هذا ولكن ما هو دورها؟ تتذمر من كل شيء والحياة الطويلة العريضة هذه صغرت في الخمسة الأشهر الماضية لتدور فقط حول الحمل، وتعب الحمل وكآبة الحمل. لماذا هذا التضخيم؟ لست منزعجاً منها بل منزعج عليها، لا أريد أن أراها بهذه الصورة، ولكن ماذا أفعل وهي أساساً هكذا؟
تزعل وتشعر أني أنتقدها، أنا لا أنتقدها بل أحاول أن أسلط الضوء على الأمور، التي يجب أن تنظر لها لتساعد نفسها على تعديلها، هذا ليس انتقاداً بل أنا معها وأريد أن أساعدها وأعرّفها كيف تساعد نفسها أيضاً.
تجهل سلمى أن الرجل لا يحتمل الكثير من النكد، ولا يحتمل هذه الأجواء وأنا تارة أحاول أن أحتمل وتارة أخرى أتغاضى وتارة أنسحب، وتصر سلمى على أن أكون معها في كل خطواتها، وأن تفضفض لي كما لو كانت تفضفض لأمها أو إحدى صديقاتها، وتشتكي لي وكأنني حامل مثلها وسأشعر بمعاناتها؛ لأني مررت بها وجرّبتها!!
أنا رجل يا سلمى ولكل شيء حدود. أتمنى لو تتعلم فن وأصول المشاركة. كوني أحبها وأفهمها لا يعني أن أشاركها وأشعر معها ونحبط نحن الاثنين. أحبك يعني أن أساندك وأريك الطريق الواضح. أتصرف معك برجولتي وحناني، فلا تتوقعي مني ما تريدين تخيله وهو غير صحيح.

نايف (35– طبيب عيون)
على الفيسبوك نشرت أغنية فريد الأطرش: الحياة حلوة بس نفهمها!
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لنايف على موقع سيدتي